7 مايو 2022

هل يعالج الكافيين اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لدى الأطفال؟

محررة باب "صحة الأسرة"

محررة باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

هل يعالج الكافيين اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط  لدى الأطفال؟

بحسب بحث حديث فقد يصبح الكافيين الموجود في القهوة علاجاً فعالاً لبعض أعراض «اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه»، وهي مشكلة يعانيها كثير من الأطفال وتسبب المشاكل السلوكية المصاحبة لها وتؤدي إلى ضيق الوالدين والمحيطين بالطفل، كما تجعله هو نفسه أقل مقدرة على التركيز والتحصيل الدراسي.

هل تعالج العقاقير اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو حالة صحية عقلية تؤثر في الأطفال والبالغين، ويتسم بصعوبة مواصلة الانتباه مع فرط النشاط والقلق والسلوك الاندفاعي، وهناك ثلاثة أنواع فرعية رئيسية منه، والنوع الأكثر شيوعاً هو ظهور أعراض الأنواع الثلاثة معاً.

النوعان الآخران يشتملان على أعراض عدم الانتباه دون فرط النشاط أو فرط النشاط والاندفاع دون قلة الانتباه.

ترتبط أعراض هذه الحالة باضطراب في مستويات المواد الكيميائية في الدماغ أو الناقلات العصبية، بما في ذلك الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين، وهنالك عقاقير تعمل على إعادة مستويات هذه النواقل الكيميائية إلى طبيعتها، على وجه الخصوص عن طريق زيادة مستويات الدوبامين، وهو ناقل عصبي يتحكم في المقدرة على التركيز.

وعلى الرغم من أن الأدلة تشير إلى أن استخدام هذه العقاقير آمن ومفيد على المدى الطويل إلا أن بعض المصابين ربما يكونون أقل تحملاً لها، وهذا ما جعل الأطباء يواصلون البحث عن علاجات أخرى.

ما فوائد الكافيين؟

تشير مراجعة حديثة تلخص الدراسات في النماذج الحيوانية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى أن الكافيين يمكن أن يساعد في إدارة المشاكل المعرفية، مثل نقص الانتباه والتعلم والذاكرة، لدى الأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لذلك يأمل الباحثون في جامعة أوبيرتا دي كاتالونيا بإسبانيا في أن يصبح علاجاً فعالاً لهذه الحالة، كما أن الكافيين يختلف عن المنشطات الأخرى في آلية عمله ويمكن أن يوفر بديلاً لها.

في الدراسة الحالية لخص الباحثون 13 دراسة حيوانية أجريت منذ 2005 قيمت تأثير الكافيين في أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ووجدت المراجعة أنه يقلل من أوجه القصور في الانتباه والوظائف المعرفية الأخرى التي لوحظت في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

على وجه التحديد أدى العلاج بالكافيين إلى التالي:

  • تحسين التمييز الشمي
  • تحسين الانتباه والتعلم
  • تقوية الذاكرة والذاكرة قصيرة المدى والذاكرة العاملة لدى اليافعين والبالغين الذين يعانون من أعراض تشبه أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

* بالإضافة إلى ذلك لم ينتج عنه تغييرات في وزن الجسم أو ضغط الدم، وهي بعض المخاوف المرتبطة بالعقاقير المستخدمة.

هل يعالج الكافيين اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط  لدى الأطفال؟

هل يمكن استخدام الكافيين كعلاج لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

يعتقد بعض الباحثين أنه نظراً لأن الدراسات تظهر أن الكافيين الموجود في الشاي يمكن أن يحسن اليقظة والتركيز، فقد يعمل أيضاً في ضبط أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

وفي دراسة أخرى عندما أعطيت الفئران ذات النشاط المفرط الكافيين قبل أن تمر في متاهة، تحسنت في القيام بهذه المهمة وعرفت طريقها بدرجة أفضل، وهذا يشير إلى أن الكافيين يمكن أن يحسن التعلم المكاني.

تشير مقدرة الكافيين على تقليل الأعراض المعرفية وتحسين علامات الدماغ المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في النماذج الحيوانية إلى إمكانية استخدامه لإدارة أعراض هذه الحالة لدى البشر، ولكن كغيره من أي علاج جديد يرى العلماء بضرورة إجراء المزيد من التجارب والأبحاث للتأكد تماماً من تأثيراته من جميع الجوانب ومدى مقدرة جميع المرضى على تحمله.

فبينما وجدت دراسة قديمة أن الجرعات العالية من الكافيين (600 ملليجرام) يومياً تساعد في السيطرة على أعراض فرط النشاط لدى الأطفال، كان هناك العديد من الآثار الجانبية، فالأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عموماً يعانون مشاكل المقدرة على النوم، ويواجهون صعوبة في البقاء يقظين أثناء النهار.

يمكن للكافيين أن يحدث اضطراباً في النوم مما قد يجعل هذه المشاكل أسوأ، لذلك ما زال العلماء يجرون الأبحاث لمعادلة الآثار.

من المشاكل السلوكية المصاحبة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو الاندفاع الذي قد يضر بالطفل ويعرضه للمخاطر، وكذلك الفوضى، وضعف مهارات إدارة الوقت، ومشاكل التركيز على مهمة محددة، ومشكلة القيام بمهام متعددة تؤدي لتشتت الانتباه، والنشاط المفرط حيث تكثر حركة الطفل من غير داعي.

إذا كنت قلقاً بشأن ما إذا كان طفلك مصاباً بهذا الاضطراب فإن الخطوة الأولى هي التحدث مع المختصين لتحديد نوع الأعراض التي تراها عليه، كما يمكن إجراء التشخيص بواسطة أخصائي الصحة العقلية، مثل طبيب نفسي أو أخصائي نفسي، ويمكن أيضاً لطبيب الأطفال تشخيص الحالة.

 

مقالات ذات صلة