21 أبريل 2021

د. حسن مدن يكتب «طال نومك فانهض»

كاتب بحريني، يكتب زاوية يومية في جريدة "الخليج" الإماراتية بعنوان "شيْ ما"

كاتب بحريني، يكتب زاوية يومية في جريدة "الخليج" الإماراتية بعنوان "شيْ ما"، صدرت له مجموعة من الكتب بينها: "ترميم الذاكرة"، "الكتابة بحبر أسود"، "للأشياء أوانها"، "يوميات التلصص".

د. حسن مدن يكتب"«طال نومك فانهض»

شهيرة قصيدة المتنبي التي يقول مطلعها: «أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرقُ/ وجوى يزيد وعبرة تترقرقُ/ جهد الصبابة أن تكون كما أرى/ عين مسهدة وقلب يخفقُ».

يبدو المتنبي مشفقاً على نفسه، لمعاناته من الأرق الطويل: «أرقٌ على أرقٍ»، حتى أن عينيه أدمعتا، راداً ذلك إلى الشوق الذي نال منه، فأبقاه يقظاً لا سبيل له إلى النوم، مشتهاه في ذلك الوقت، كي يهرب إليه من معاناته، وكأن هذا ما عناه محمود درويش، بعد قرون من عصر المتنبي، حين قال: «النائم لا يكبر في النوم، ولا يخاف ولا يسمع أنباء تعصر العلقم في القلب. لكنك تسأل نفسك قبل النوم: ماذا فعلتُ اليوم؟ وتنوس بين ألم النقد ونقد الألم.. وتدريجياً تصفو وتغفو في حضنك الذي يلمّك من أقاصي الأرض، ويضمك كأنك أمُّك. النوم بهجة النسيان العليا».

لكن النوم، ليس مجرد «بهجة النسيان» كما يقول درويش، إنه إلى ذلك حاجة لا غنى لأجسادنا عنها، ولكي يحقق النوم هذه الغاية يجب مراعاة بعض الضوابط، فلا نسرف فيه، وبالتالي نهدر أوقاتاً ثمينة من أعمارنا، التي مهما طالت، تبقى قصيرة في حساب سرمدية الزمن، وألا نُقتر على أجسادنا فيما تحتاجه من ساعات نوم، تحقق لنا الضروري من الصحة البدنية والنفسية، وتحمي نفوسنا من كل ما «يعصر العلقم في القلب» كما يقول شاعرنا درويش.

مؤسسة الصحة الوطنية الأمريكية أصدرت قائمة بعدد ساعات النوم لكل مرحلة عمرية، بناء على تقييم بيانات العديد من الأبحاث العلمية في مجالات مختلفة، ولن نستطرد في عرض محتوى هذه القائمة، لأنها تتناول كل مراحل العمر بما فيها مرحلة الطفولة، التي يحتاج فيها الطفل إلى ساعات نوم طويلة، ونكتفي بالإشارة إلى ما أوردته للفئات العمرية التي تبدأ بعد الخامسة والعشرين من العمر، التي يحتاج فيها الإنسان إلى ما يتراوح بين 7 و9 ساعات للنوم، ويتناقص العدد مع تقدم العمر، حين يكتفي ممن هم فوق الخامسة والستين من أعمارهم بخمس أو ست ساعات يومياً للنوم.

العدد الكافي لساعات النوم وحده لن يحقق الغاية المرجوة، فلابد من اتباع خطوات ينصح بها خبراء الصحة النفسية، الذين يقولون بوجود صلة بين انتظام توقيت الذهاب للفراش والعيش لفترة أطول، وصلة أخرى بين الاستيقاظ مبكراً ومتوسط العمر، فمن يستيقظون باكراً وينامون ساعات كافية يعيشون فترة أطول، فيما يرتفع خطر الموت لدى من ينامون في ساعات متأخرة، وهنا أيضاً نقول ما قاله درويش: «طال نومك فانهض».

اقرأ أيضًآ: هل أطال النوم عمراً؟

 

مقالات ذات صلة