27 يناير 2021

قصة صعود ملكة الإعلام السمراء أوبرا وينفري

صحافية ومترجمة مصرية

صحافية ومترجمة مصرية

قصة صعود ملكة الإعلام السمراء أوبرا وينفري

هي ملكة الإعلام الأمريكي بلا منازع، وواحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن في العالم أجمع.. إنها أوبرا وينفري ، ملكة البرامج الحوارية التي جذبت إليها المشاهدين من كل مكان بأسلوبها الطبيعي وروحها المرحة وطريقتها السلسة التي أكسبتها شعبية واسعة النطاق، وجعلتها تتصدر الساحة الإعلامية على مدار 35 عاماً، جمعت خلالها ثروة تناهز الثلاثة مليار دولار. 

ولكن كيف كانت البداية؟

تابعوا معنا قصة صعود ملكة الإعلام السمراء أوبرا وينفري من القاع إلى قمة النجاح والشهرة والثروة:

via GIPHY

من هي أوبرا وينفري؟

وُلدت أوبرا غيل وينفري لأسرة فقيرة في مزرعة نائية بمقاطعة كوسيوسكو في ولاية ميسيسيبي في 29 يناير 1954. كان من المفترض أن يكون اسمها "أورباه"، وهو اسم من الكتاب المقدس، ولكن بسبب صعوبة نطق الاسم، عُرفت باسم "أوبرا" منذ طفولتها. انفصل والدا أوبرا، فيرنيتا لي وفيرنون وينفري  ، بعد فترة وجيزة من ولادتها وتركاها في رعاية جدتها لأمها في المزرعة ورحلا.

تعلمت القراءة عندما بلغت عامين ونصف العام

كانت جدة أوبرا امرأة صارمة تؤمن بالتعليم كثيراً، حتى أنها علمت أوبرا القراءة عندما كانت تبلغ من العمر عامين ونصف العام فقط. وكانت أوبرا متقدة الذكاء خاصة فيما يتعلق بالتعلُم والقراءة والإلقاء، لدرجة أنها عندما التحقت بالروضة كتبت ملاحظة على ورقة صغيرة وأعطتها إلى معلمتها تخبرها بأنها يجب أن تكون في الصف الأول الابتدائي، وبالفعل بعد إنهائها السنة الأولى في رياض الأطفال تم إلحاقها بالصف الثالث الابتدائي لتفوقها الدراسي.

طفولة صعبة واعتداء جسدي

عندما بلغت أوبرا السادسة من العمر أرسلتها جدتها كي تعيش مع والدتها وأخويها غير الشقيقين في حي ميلووكي، وهو حي فقير وخطير للغاية لذلك عانت أوبرا كثيراً أثناء حياتها هناك وتأثرت سلباً بنمط الحياة فيه خاصةً عند بلوغها بداية سن المراهقة. تفاقمت مشاكلها أكثر بسبب الاعتداء الجنسي المتكرر الذي تعرضت له من قِبل بعض أفراد عائلتها، حيث كانت والدتها دائمة الانشغال ولم يكن لديها الكثير من الوقت للإشراف والمتابعة.

انتقالها للعيش مع والدها

في الثانية عشرة من عمرها تم إرسالها للعيش مع والدها في مدينة ناشفيل، بولاية تينيسي. هناك ، بدأت أوبرا تشعر بالأمان والسعادة والاستقرار للمرة الأولى في حياتها في ظل رعاية والدها الذي اهتم بها وشجعها على التعلُم، حتى أنها بدأت إلقاء الخطب في المناسبات الاجتماعية والدينية في الكنيسة. وقد حصلت ذات مرة على مبلغ خمسمئة دولار مقابل خطاب قامت بإلقائه، ومن هنا عرفت أوبرا أن التحدث أمام الجمهور هو ما ترغب في القيام به لبقية حياتها.

via GIPHY

تفوقها الدراسي وحصولها على أول وظيفة في سن الـ 19

ازداد شغف وينفري بالتعليم والقراءة، وكان والدها يطلب منها أن تقرأ كتاباً كل أسبوع وتكتب تقريراً عنه. شاركت أوبرا كذلك في نادي الدراما ونادي المناقشة ومجلس الطلاب بالمدرسة، ولشدة تفوقها فازت بمنحة دراسية كاملة للالتحاق بجامعة ولاية تينيسي. وفي السنة الأولى لها بالجامعة أظهرت أوبرا ذات التفوق والبراعة في التحدث والإلقاء، وفازت بعدة مسابقات جامعية ثم فازت بمسابقة أجرتها قناة CBS الإذاعية المحلية وتلقت عرضاً منها لتصبح مذيعة أخبار مسائية. ومن ثم أصبحت وينفري أول فتاة أمريكية من أصل إفريقي في ولاية ناشفيل تظهر على شاشة التليفزيون لإذاعة الأخبار المسائية، وكان عمرها في ذلك الوقت لم يتجاوز الـ 19 عاماً وكانت لا تزال طالبة في السنة الثانية بالكُلية. 

بدايتها الحقيقية في مجال الإعلام

بعد تخرجها في الجامعة عام 1976، عملت أوبرا كمراسلة ومذيعة أخبار لمحطة ABC الإخبارية في بالتيمور بولاية ماريلاند. إلا أنها وجدت نفسها مُقيدة بالموضوعية المطلوبة في التقارير الإخبارية، ولذلك في عام 1977 قررت أن تترك هذه الوظيفة عندما تلقت عرضاً لأن تشارك في استضافة برنامج بالتيمور الصباحي People Are Talking.

بداية برنامج أوبرا وينفري الشهير عام 1985

برعت أوبرا بأسلوبها التلقائي وشخصيتها الجذابة وطريقتها الحوارية السلِسة في جذب المشاهدين إليها ومتابعة برنامجها. وفي 1984 انتقلت إلى شيكاغو لاستضافة برنامج حواري متعثر وهو AM Chicago. وسرعان ما استطاعت أوبرا بشخصيتها الصادقة البسيطة والقريبة من الجمهور في تحويله إلى برنامج ناجح. وفي عام 1985 تم تغيير اسم البرنامج ليحمل اسمها ويصبح "برنامج أوبرا وينفري"، والذي أصبح عام 1986 البرنامج التلفزيوني الحواري الأعلى تصنيفًا في الولايات المتحدة وحصل على العديد من جوائز الإيمي، واستمرت إذاعته على مدار 25 عاماً محققاً نجاحاً منقطع النظير. 

بعد النجاح الذي حققه برنامجها، أسست وينفري شركة هاربو للإنتاج التلفزيوني عام 1986، ومن بعدها أسست شركة هاربو لإنتاج الأفلام في عام 1990. وشاركت أوبرا خلال مسيرتها بعدة أفلام لاقت نجاحاً كبيراً مثل The Color Purple، The Butler، Selma، A Wrinkle In Time، وغيرها من الأعمال السينمائية والتليفزيونية الناجحة. كما أطلقت مجلتها الخاصة التي تحمل اسمها The Oprah Magazine عام 2000. وفي عام 2011 قررت أوبرا أنه قد حان الوقت لأن تُطلق شبكتها التليفزيونية الخاصة OWN .

via GIPHY

حياتها الشخصية وعدم زواجها أو إنجابها

أما على الصعيد الشخصي، لم تتزوج أوبرا وينفري في يوم من الأيام بالرغم من العلاقة التي ربطتها بحبيبها ستيدمان غراهام منذ عام 1986. كما أنها اختارت عدم الإنجاب لتعرضها للاغتصاب أثناء إقامتها عند والدتها، وما تلا ذلك من تجربة حمل وولادة وموت مولودها عندما كان عمرها 14 عاماً فقط، مما أثر عليها سلباً من الناحية النفسية. إلا أن أوبرا نجحت في تحقيق حلمها بإنشاء مدرستها الخاصة لتعليم ودعم الفتيات بجنوب إفريقيا، وهي تداوم على زيارتها والمشاركة في حفلات تخرج الطالبات، وتقول إنها تعتبرهُنّ بمثابة بناتها حيث يلقبنها جميعاً بـ "Mama O".

اقرأ أيضًآ: لهذه الأسباب لم تنجب أوبرا وينفري أطفالاً

 

مقالات ذات صلة