23 فبراير 2021

طبيب تونسي يعالج مرضى "كورونا" بالكمان

مترجم عراقي للغتين الفرنسية والإنجليزية، أمضي أكثر من 25 عامًا في ترجمة وإعداد التحقيقات في كافة المجالات

مترجم عراقي للغتين الفرنسية والإنجليزية، أمضى أكثر من 25 عامًا في ترجمة وإعداد التحقيقات في كافة المجالات

طبيب تونسي يعالج مرضى "كورونا" بالكمان

عندما نذكر كلمة علاج سيخطر على بالنا مباشرة منظر الأدوية والحقن بجانب المعاناة ، بيد أن طبيباً تونسياً أثبت أن الموسيقى يمكن أن تكون دواء لأي مرض حتى لو كان "كوفيد-١٩".

ولكن عندما بدأ الدكتور محمد صلاح سيالا العمل في شهر يناير ضمن فريق خط الدفاع الأول في مستشفى تونسي ، لم يتصور على الإطلاق أنه سيسخر مواهبه الموسيقية في محاربة فيروس "كورونا".

طبيب تونسي يعالج مرضى "كورونا" بالكمان

لم يألُ الدكتور محمد ، ٢٥ عاماً ، جهداً في علاج مرضاه داخل مستشفى الهادي شاكر في صفاقس بتونس ، ولكنه يعلم تماماً أن الحالة النفسية للراقدين في المستشفى مهمة بقدر حالتهم البدنية وأن معنوياتهم لها تأثير كبير في شفائهم وسرعة تعافيهم ، لا سيما وهم يقاومون فيروساً متوحشاً عاث بالعالم خرابا  .. لذلك قرر في أحد الأيام إخراج آلة الكمان من حقيبتها والعزف عليها ، وسرعان ما حظيت هذه الخطوة بإعجاب وثناء الجميع من كادر طبي ومرضى الذين تلمسوا مدى حاجتهم جميعاً لرفع معنوياتهم خاصة أنهم محبوسون ومعزولون وبأشد الحاجة إلى ابتسامة يرونها على محيا الآخرين ويشعرون بها على محياهم.

أتت ردود الأفعال من المرضى مباشرة على شكل ابتسامات أنارت وجوههم وتصفيق حار والبعض منهم بات يرفع قبضته عالياً للاحتفال بهذا "الحفل" المرتجل. وهناك من تفاجأ للغاية بعدما علم أن الطبيب المعالج لهم هو من يعزف على آلة الكمان.

طبيب تونسي يعالج مرضى "كورونا" بالكمان

يبين راشد اروس ، الذي يتعافى من "كوفيد-١٩" ، "عزف الموسيقى هنا يساهم في زرع الفرحة في نفوس المرضى ويجعلهم ينسون آلامهم. هذا أمر رائع".

خارج أوقات دوامه في المستشفى وبعيداً عن العلاج والمرضى ، يعزف الدكتور محمد الكمان بحماس بالغ ، وهو أيضاً عضو في فرقة موسيقية تدعى "بيبر باند" . يقول عن ذلك "هدفي هو استخدام الموسيقى لعلاج مرضى فيروس كورونا الذين يمرون بحالة نفسية سيئة ويعانون الوحدة التي اعتقد أنها عدوهم الأول".

طبيب تونسي يعالج مرضى "كورونا" بالكمان

أصبح الدكتور محمد هذه الأيام معتاداً على العزف في المستشفى ، ولكن عندما يسمح له وقته بذلك بطبيعة الحال. وليس غريباً أبداً أن تراه وهو يتجول في الممرات حاملاً آلة الكمان ، فهو يعلم تماماً ، بعد أن سمع ذلك كثيراً ، أن عزفه للموسيقى لا يساعد فقط المرضى بل حتى الكادر الطبي بأكمله. فهذا الكادر يرزح تحت الضغط منذ عدة أشهر بسبب ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس الراقدين في المستشفيات التونسية.

ولكن في هذا المستشفى على الأقل ، باكمان المرضى الاعتماد على الدكتور محمد في الحصول على الأمل والقوة في كل مرة يمرر بها القوس على أوتار الكمان. هذا ما تؤكده بريكه سديري وهي تصفق وتبتسم للموسيقى التي تسمعها "أنه يعزف للترفيه عنا قليلاً كل يوم تقريباً، أدعو الله

أن يحميه وأن يحميكم جميعاً من هذا الفيروس. أتمنى أن أخرج من هذا المكان وأنا بأتم صحة ، هذه هي أمنيتي".

 

مقالات ذات صلة