16 يونيو 2021

هدى المطروشي: مكالمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أسكتت المعترضين

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

هدى المطروشي: مكالمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أسكتت المعترضين

«في دولة الإمارات لا يوجد شيء اسمه فشل... إما أن أنجح أو أن أتعلم من الخطأ»، من هذا المنطق تسعى هدى المطروشي إلى تطوير مشروعها، فهي أول عنصر نسائي يقتحم عالم تصليح السيارات، ولقد غزت قصة ورشة هدى صفحات مواقع الاجتماعي لعدة أيام، خصوصاً بعد تهنئة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لها عبر اتصال هاتفي، أصابها بمشاعر امتزجت فيها الرهبة بالسعادة الغامرة والفخر.

في وقت كانت تسمع فيه هدى أصواتاً معارضة ومحاربة لها ممن يتعجبون من دخول امرأة في مجال تصليح السيارات، جاءت مكالمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتسكت تلك الأصوات وتمد هدى بمزيد من الشجاعة والإصرار على المضي قدماً في مشروعها.

زارت «كل الأسرة» هدى المطروشي في ورشتها في منطقة الصناعية الأولى بالشارقة، حيث تحدثت عن بداية شغفها بتصليح السيارات، ومسيرة حياتها حتى حققت حلمها وأصبحت أول عنصر نسائي يقتحم مجالاً ظل حكراً على الرجال، ليعطي مشروعها الأمل لفتيات أخريات شغوفات بمهن غير تقليدية بالنسبة للنساء.

هدى المطروشي: مكالمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أسكتت المعترضين

حدثينا عن بداية شغفك بمجال تصليح وصيانة السيارات؟

كان الفضول في الطفولة الدافع لاستكشاف أسباب تعطل الأجهزة التي نستعملها في المنزل، حتى وجدت نفسي في مواجهة أمام محرك سيارة صغيرة توقف تماماً بعدما كنت أستمتع باللعب بها، سهرت حينها حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي كي أعرف مكوناتها وسبب تعطلها، وكيفية ارتباط أجزائها بعضها ببعض، حتى تمكنت من تصليحها بعد العديد من المحاولات، ومن هنا أصبحت أتولى تصليح أي شيء يتعطل في المنزل، وحين لا أتمكن من ذلك، أقف بجانب موظف الصيانة، كي أتعلم طريقة التصليح. وتطور الأمر لدي فزاد شغفي بصيانة وتصليح السيارات، حتى إنني كنت أتردد على ورش تصليح السيارات، لمعرفة أسباب تعطلها والطرق الأساسية لتصليحها.

كنت أزود نفسي بمزيد من المعرفة بالبحث في مواقع الإنترنت المخصصة لهذا المجال وهو الأمر الذي شجعني بسهولة لاقتحام هذا العالم

ما سر نجاحك في تحقيق حلمك؟

ولوجي مجال تصليح السيارات، بين لي أن الأمر لا يحتاج إلى القوة الجسدية و الصبر والجلد فحسب، إنما أيضا إلى الشغف والرغبة في معرفة سبب العطل، والتعمق في التفكير للوصول إلى حل، وقدرتي على التفحص الشديد والتعامل بحكمة وذكاء هي أحد أسباب نجاحي، فقد تمكنت من فك قطعة في إحدى المركبات بسهولة ويسر بعد محاولات العمال لفكها بالقوة، فالأمر يحتاج بجانب القوة الجسدية طبعاً إلى تعمق، والأهم من ذلك الثقة بالنفس وبالخبرة التي اكتسبتها في المواقف والظروف المشابهة، كما إنني كنت أزود نفسي بمزيد من المعرفة بالبحث في مواقع الإنترنت المخصصة لهذا المجال وهو الأمر الذي شجعني بسهولة لاقتحام هذا العالم، وأن يكون لي ورشة معتمدة في منطقة مليئة بالورش المعروفة في المنطقة الصناعية الأولى بالشارقة.

هدى المطروشي: مكالمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أسكتت المعترضين

ما مدى ارتباط دراستك بمجال عملك؟

لدي رحلة تعليمية طويلة، ولكن أبرز ما يميزها ثقة الأهل، وتشجيعهم لي للعمل أثناء الدراسة، واختيار الوقت المناسب لاستكمال المراحل التعليمية، فبعد الثانوية العامة، اقتحمت سوق العمل لحوالي عامين، ثم التحقت بكلية الإعلام والعلاقات العامة، ومؤخراً حرصت على الحصول على شهادة الماجستير في الإدارة والقيادة من كلية الأفق الجامعية في الشارقة، كي أعزز طموحي بدخول عالم الأعمال من بوابة ورش تصليح السيارات التي تحتاج إلى حكمة إدارية لنجاح وتطوير المشروع.

لا يوجد مكان لكلمة «مستحيل»، إما أن ننجح أو نتعلم من التجارب التي نخوضها

كيف تجاوزت الصعوبات والانتقادات في بداية مشروعك؟

في البداية، أود أن أنوه إلى المبادئ والقيم التي زرعتها فينا القيادة الرشيدة، وأنه لا يوجد مكان لكلمة «مستحيل»، إما أن ننجح أو نتعلم من التجارب التي نخوضها، لكن لا توجد حقيقة لكلمة فشل، ومن هذا المنطلق أسير لتحقيق أحلامي، معتمدة على الله سبحانه وتعالى، وواثقة في الأمل الذي زرعته القيادة الرشيدة في شباب الإمارات. كما أن لدي أسلوباً خاصاً في التعامل في الإخفاقات تعلمته من خلال الاستماع والقراءة عن قصص النجاح و الناجحين، فأنا أذكر كتاب «المفاتيح العشرة للنجاح» للكاتب الراحل إبراهيم الفقي، وقد ساعدني على تغيير بعض المفاهيم الخطأ التي كنت أظن أنها معوقة للنجاح، إضافة لمتابعتي لنماذج ناجحة مثل رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار الذي رسخ لدي أفكاراً إيجابية، أهمها عدم الالتفات للنقد والآراء المحبطة، والاستمرار في الطريق مهما كانت الظروف.

هدى المطروشي: مكالمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أسكتت المعترضين

حدثينا عن مكالمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لك؟ وكيف تلقيتها؟

مفاجأتي بالاتصال لا توصف، فقد أثلج صدري بعد دقائق حبست فيها أنفاسي من فرط السعادة وعظمة المفاجأة، لقد منحني اتصال سموه الفخر والطاقة إيجابية، بكلماته الراقية والعظيمة التي تعكس روح الأب الحاني على أبنائه، فهذه المكالمة تاج على رأسي وسوف تظل في ذاكرتي وواقعي اليومي خصوصاً أنها جاءت لتؤكد أنني أسير في الطريق الصحيح، وتوقف الجدل الدائر حول عملي أهو في المكان المناسب أم لا؟ فلا قول بعد قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، «أنت كادحة يا بنتي، أفتخر بك عنصراً نسائياً كادحاً، عنصراً فعالاً، قدوة للناس»، هذه الكلمات أثّرت فيَّ، فقد شعر سموه بمعاناتي من دون أن أتحدث، أحس بي كأب حنون، قائد، طموح، ناجح... كلماته جعلتني أتوقف لأعيد حساباتي من جديد، وأتجاهل جميع الانتقادات التي أسمعها حول عملي في ورشة لتصليح السيارات.

*تصوير: السيد رمضان

 

مقالات ذات صلة