7 أغسطس 2021

حليمة الرئيسي: واجهت أصعب موقف يمكن أن يصادفه إعلامي

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

حليمة الرئيسي: واجهت أصعب موقف يمكن أن يصادفه إعلامي
تصوير سيد رمضان

ليست إعلامية بالصدفة حيث تجذرت هذه الموهبة منذ الطفولة في الإذاعة المدرسية لتكون «الصدفة» طريقها نحو العمل في إذاعة رأس الخيمة وتكون المثابرة طريقها إلى إدارة برامج الإذاعة وصاحبة برنامج «حياتنا» الذي لقي استحساناً ومتابعة على مدى أكثر من 11 عاماً بفضل اطلاعها الواسع وتماسها مع قضايا محيطها ومجتمعها ومواكبة نبض الشارع

في حوار «كل الأسرة» معها، تتحدث عن طفولتها، زواجها المبكر، وعملها التلفزيوني والإذاعي:

حليمة الرئيسي: واجهت أصعب موقف يمكن أن يصادفه إعلامي
تصوير سيد رمضان

كيف توزعت الطفولة بين الشارقة وعجمان وكلباء؟

أنا من مواليد الشارقة وقضيت سنوات عمري الأولى بين الشارقة وعجمان، وبحكم عمل الوالد كفنان شعبي انتقلنا إلى مدينة كلباء وقضيت فيها جزءاً من طفولتي. ولدنا مع الاتحاد وعشنا وعايشنا تطوراته وكانت طفولتنا جميلة وعفوية.

والدي كان يشجعنا على المشاركة في الأنشطة المدرسية والخدمة المجتمعية وتأثرت بوالدتي كثيرا واستمددت من شخصيتها المعطاءة والصبورة، وكنت البكر والحفيدة الأولى في العائلة.

أتذكر الفريج القديم حيث كان ملتقى الطفولة نتشارك المناسبات واللعب والمدرسة كانت المكان الأجمل. عندما أزور كلباء اليوم، أطل على الشارع والأطلال وأتذكر كل زاوية من زوايا الطفولة.

بوادر الاهتمام بالإعلام بدأت بالإذاعة المدرسية، ماذا عن هذه الأجواء؟

عند دخولي المدرسة، لاحظت المعلمات مهارتي في مجالي القراءة والأداء وبدأن يشركنني في الإذاعة المدرسية من الصف الأول ابتدائي وأشارك في المسابقات المدرسية وحتى قدمت الإذاعة المدرسية باللغة الانجليزية، وكانت الفصول الأعلى تستعين بي لتقديم فقرات سواء كانت شعراً أو قرآناً، وإلى أن تزوجت وخرجت من المدرسة

اكتئاب الحمل قادني إلى الإعلام

وعملك بالإعلام كان بالصدفة؟

لم أكن اجتماعية إلا في محيطي العائلي والأسري ولكن بعد ولادتي للطفل الرابع، أصبت باكتئاب وأكدت لي الطبيبة أني عرضة للإصابة به في المرات القادمة وطرحت علي فكرة العمل والخروج وبدأت بالتطوع بعضوية مجالس المدارس والمنطقة التعليمية وفي الجهات الاجتماعية.

مذ كان عمري 14 عاماً، كنت أشارك في المجلات والصحف بكتابات باسم مستعار وأشارك في لقاءات بوسائل الإعلام وبعض برامج الإذاعة وأعلنت بعدها عن اسمي وشخصيتي بعد أن كان يعرفني الناس صوتاً لا شكلاً.

وبالصدفة، كان ابني مشاركاً في برنامج «راك ستار» مع الزميل خليل عبيد في فقرة «سمعني صوتك» وحصل على جائزة، وفي أحد الأيام كنت قريبة من مبنى الإذاعة وذهبت لاستلام الجائزة. قابلت بعدها الزميل إبراهيم الزعابي والمخرج راشد محمد (أول من عملت معه في المجال الإذاعي) والمرحوم المخرج علي محمود الذي أكن له الاحترام وعرضوا علي تقديم برنامج تراثي وضحكت مستهزئة، وبعد محاولة إقناعي طلبت وقتاً للتفكير ولاستشارة الزوج والأبناء الذين شجعوني على المشاركة. في البداية، واجهت انتقادات لكوني لست إعلامية وكانت تلك الانتقادات حافزاً لإثبات قدرتي على أكون مذيعة ناجحة. وبفضل الله وبفضل شريك حياتي رحمه الله، لما أكملت وأصبحت إنسانة معروفة في المجتمع إذ كان يبادرني إلى القول «أثق فيك وبقدراتك وأنت قدها». أعترف بفضله في كل لحظة.

حليمة الرئيسي: واجهت أصعب موقف يمكن أن يصادفه إعلامي

وهل التحدي نفسه قادك لتكوني مديرة البرامج في الإذاعة؟

صراحة، إدارة البرامج جاءتني على طبق من ذهب (تضحك). لم أكن أتوقع ذلك. رفضت العرض في البداية وكان عمري الإعلامي لا يتجاوز العام ونصف العام، وهذا أعطاني مجالاً لأبدع وأعمل على نفسي. وبطبيعتي، أحب القراءة والاطلاع ، وانخراطي بمجال الإعلام دفعني إلى رصد اهتمامات الناس وكان اقتراح برنامج «حياتنا» من الإعلامي والمخرج جابر ناصر آل رحمة (مشرف على هيئة الإذاعة والتلفزيون في نفس فترتي كمديرة برامج) لأسلوبي وتقبل الناس واهتمامي بالجانب الاجتماعي، ومنذ 11 عاماً أقدم هذا البرنامج وأعتبر نفسي إعلامية شامل وأقولها بفخر وليس من باب الغرور.

تقولين إن حياتك تجدينها خلف المكروفون، هل هذا انحياز للإذاعة أكثر من التلفزيون؟

عملت في التلفزيون لفترة وأحببته ولكن ليس بقدر الإذاعة. قد يعطي التلفاز شهرة أكثر ولكنه يعتمد على الشكل أكثر مما يعتمد على الأداء والمادة التي يقدمها. ففي الإذاعة، أقدم دون أن يراني أحد ويتأثر الجمهور بما أقدمه، والأهم وأخوض الحديث في أي مجال حتى لو من دون إعداد.

من حسابها الرسمي على تويتر

 

إلى أين وصل صوت حليمة الرئيسي عبر إدارة البرامج؟

بصراحة، مع وجود الـ«سوشيال ميديا» والـ«لايف»، أعتبر أول إعلامية في الدولة استخدمت خاصية «أنستغرام» في تقديم برنامجي مباشرة ونجحت، وكنا أول إذاعة تبث مباشرة عبر أنستغرام في الدولة، ما أوصلني للعالمية مع وجود متابعين من كل العالم.

كنت أول إعلامية في الإمارات قدمت فقرة ضمن برنامجي «أهلاً كورونا»

وكيف واكبت «كورونا» ببرنامجك الإذاعي؟

عند اكتشاف أولى حالات «كورونا» في الدولة، كنت أول إعلامية في الإمارات قدمت فقرة ضمن برنامجي «أهلاً كورونا». أحببت أن أرسل رسالة إيجابية للناس بعدم الخوف وكنوع من الدعم وتلبية لرغبتهم، غيرنا الاسم إلى «عفواً كورونا» ولم تزل الفقرة مستمرة. أعلنتها كحرب ضد «كورونا» وكتحد مع متابعي وجمهور الإذاعة.

نالت الرئيسي جوائز تربوية وإعلامية
نالت الرئيسي جوائز تربوية وإعلامية

تحاضرين في مجال فنون التواصل الأسرية وتقومين بأدوار تطوعية وخيرية، هل هذا يتماهى مع شخصيتك؟

منذ طفولتي، كان حب الخير مزروعاً فيي وكنت أرافق جدي إلى السوق حيث كانا يتصدقان على الفقراء. كان عمري نحو 8 سنوات وكنت أتأثر وأريد أن أعطي هذه الشرائح أكثر.

وإثر عملي مع بعض الجهات التطوعية وقيامي بدراسات وأبحاث عن أسر متعففة، تعرفت إلى كثير من الأسر وعشت معاناتها لدرجة كنت أصل البيت وأبكي منهارة وكان زوجي يبادرني «أنت لا تستطيعين تغيير الكون». ولتخفيف وطأة الألم، قمت بمبادرات بين الأهل وربعي وخاصة في المناسبات ومنها مبادرة سلة الخير حيث نجمع مبالغ من الأهل والأصدقاء ونشتري منتجات رمضان ومبادرة كسوة العيد وتستهدف المبادرة نحو 50 عائلة ضمن القائمة وحتى أحول بعض الحالات للجمعيات.

بعد رحيل زوجي المفاجئ تعرضت لصدمة نفسية وخضعت لعلاج نفسي

لا نريد فتح الجروح، ولكن كيف عايشت وفاة الزوج الشريك السند؟

(تتنهد)عندما فقدت شريك حياتي، شعرت أني فقدت الأب والزوج والأم والأخ والصديق والحبيب. برحيله المفاجئ، تعرضت لصدمة نفسية وخضعت لعلاج نفسي رغم أني كنت أحاول أن أكون قوية . كان صديقاً وسنداً لي على مدى 30 عاماً من الزواج. كان لاعب كرة قدم في نادي الإمارات الرياضي برأس الخيمة وترك المجال بحكم عمله العسكري ومشاركته في مهمات وطنية خارجية وحياته انتهت وهو يمارس الرياضة.

ماذا عن الأسرة ودورك كجدة؟

(تضحك) أنا جدة صغيرة وشعور «وايد حلو». تزوجت في عمر صغير وكنا متفاهمين وابني تزوج في عمر صغير وتركت له حرية الاختيار ولدي حفيدة واحدة «هنودة» (سنة ونصف).

على صعيد الأسرة، كانت تنشئة أبنائي مميزة حيث عودناهم، منذ طفولتهم، على الحوار والمشاركة واستشارتهم في كل صغيرة وكبيرة وحتى اللحظة.

في إحدى الفعاليات
في إحدى الفعاليات

تقولين «لا أريد شيئاً سوى أن أترك شيئاً جميلاً ومختلفاً»، ما الذي ترغبين بتركه؟

عندما دخلت الإعلام، لم يكن الهدف الشهرة ولا الوصول لمنصب أو مكسب مادي حيث لكل إنسان رسالة يؤديها، وما لمسته على الأرض أن المجتمع يتقبل ما أقدمه وصوتي يصل ويتأثرون بي. أحببت أن أترك هذا الأثر الطيب

ما أصعب موقف صادفك في الإذاعة وأثر بك؟

صادفتني الكثير من المواقف. وصلني خبر وفاة أحد الأعزاء وكنت على الهواء وهذا أصعب موقف يمكن أن يصادف إعلامي، والموقف الثاني الذي لا أستطيع نسيانه هو رجوعي بعد فترة العدة إلى الإذاعة لدرجة أصبت بالانهيار أكثر من مرة على الهواء ولا أعرف كيف قدمت برنامجي وأنا أتذكر أن شريك حياتي كان يتواصل معي على الهواء وبالأخص أن الناس كانوا يتصلون لتعزيتي، رغم تفادينا الخوض بالموضوع.

 

مقالات ذات صلة