9 مارس 2022

إنعام كجه جي تكتب: سيدة فرنسا الأولى... رجل؟

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس.

إنعام كجه جي تكتب: سيدة فرنسا الأولى... رجل؟
بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي

تعتزم بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي، رفع دعوى ضد عدد من المواقع التي زعمت بأنها ولدت رجلاً.

الموضوع كله يبدو كذبة متهافتة.

رغم تأكيد إحدى الصحفيات بأنها قامت بتحقيق استغرق ثلاث سنوات حول السيدة الأولى التي كانت تحمل اسماً رجالياً ثم قامت بتغيير جنسها. ونظراً لبلاهة الكذبة فإن الفرنسيين لم يتوقفوا عندها طويلاً. لقد كان يشغلهم فارق السن بين الرئيس وزوجته ثم تناسوا الأمر وتمكنت بريجيت ماكرون من اكتساب حب مواطنيها.

يحدث، مع اقتراب كل انتخابات رئاسية، أن تنفجر في وسائل الإعلام فضائح عاطفية وجنسية تخص هذا المرشح أو ذاك. أو تهم تتعلق باختلاسات وفساد المالي.

حدث ذلك مع المرشح دومينيك سترسخان الذي كان الأوفر حظاً بدخول «الإليزيه» لولا ضبطه في نيويورك متلبساً بالتحرش بخادمة سوداء في فندق. والأمر نفسه حصل مع المرشح فرانسوا فيون الذي كان على قاب قوسين من أن يصبح رئيساً لفرنسا، لولا تسريب معلومات عن منحه مرتبات من المال العام لزوجته وأبنائه بدون عمل حقيقي قاموا به.

هذه المرة، لا يلفت انتباهي الخبر الكاذب حول زوجة ماكرون، بل ردة فعلها. متى أصبحت الرجولة، أو الأنوثة، تهمة تستحق الاستنكار والاستهجان والملاحقة القانونية في مجتمع يصدّع رؤوسنا، ليل نهار، بإزالة الفوارق بين الجنسين والتبشير بنظرية النوع، أو «الجندر»، هذه المفردة التي فرضت نفسها على كل الدراسات الاجتماعية والنضالات النسوية؟

في المدارس، يتلقى الأطفال تربية تمسح الفوارق بين الجنسين. وهو أمر لا أجده ضاراً. لكن ما لا أقبله أن أرى صور حفيدي عارياً تماماً مع رفيقات صفه العاريات في مغطس دار الحضانة.

وللعلم فإن من عادة دور الحضانة التقاط صور للأطفال خلال النشاطات اليومية المختلفة وإرسالها للآباء والأمهات على هواتفهم.

هل أنا دقّة قديمة؟ وما المانع من ارتداء ثياب السباحة؟

لا يتوقف الأمر على الصغار، بل يسري على الكبار لأن الأفلام وبرامج التلفزيون والإعلانات التجارية صارت تروج للعائلات المؤلفة من شريكين من جنس واحد.

ترى إعلاناً عن غسالة عائلية للثياب وترى الزوجين امرأتين أو رجلين. وأعترف أنني كنت أرتبك في البداية، أو يلتبس عليّ ما أرى، ثم تعودت تلك المشاهد و«برمجت» عقلي على «تقبّل» ما لا يقبل.

من قرر العيش وسط هؤلاء القوم فلابد من القبول بقوانينهم. وأنت إذا رفضتها تصبح خارجاً على القانون.

لماذا استاءت مدام ماكرون من شائعة تحولها الجنسي؟

أليست هذه العمليات عادية ومباحة في فرنسا؟ وحتى لو لم يصل الأمر إلى حد التدخل الجراحي فإنك ترى المتحولين والمتحولات في الشوارع والمطاعم ولا أحد يتوقف ليبحلق في رجل ملتح يرتدي تنورة وينتعل حذاء بكعب رفيع.

هل أزعجها أن الخبر كاذب، وهل كانت سترفع دعوى ضد من يصفها بأنها سمينة، مثلاً، أو سمراء تصبغ شعرها باللون الذهبي؟

 

مقالات ذات صلة