17 مايو 2022

كل الأسرة تلتقي معصومة العيداني.. أول مهندسة كيميائية في الإمارات

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

كل الأسرة تلتقي معصومة العيداني..أول مهندسة كيميائية في الإمارات
تصوير: السيد رمضان

لم تتوقف عند نجاحها في مجال قطاع البترول إنما انطلقت إلى مجالات أرحب في مجال العمل، سواء في مجال التخصص للعمل بصفة خبير هندسة كيميائية معتمد من وزارة العدل أو في إدارة ومتابعة مشاريعها الخاصة.

هي المهندسة معصومة العيداني آل علي، الحاصلة على شهادة بكالوريوس الهندسة الكيميائية من جامعة القاهرة والدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية والمسؤولية الاجتماعية من جامعة لاهاي، والحاصلة على عضوية مجلس سيدات أعمال الإمارات- أبوظبي منذ عام 2002، والمالك والمؤسس لشركة «هاندي هيومن» للاستثمارات.

في حوارنا معها تحدثت عن أهم التحديات التي واجهتها خلال مسيرة عملها كأول مهندسة تعمل ضمن قطاع البترول، وكيف تمكنت المرأة الإماراتية أن تكون بفضل تميزها منافساً وشريكاً قوياً في جميع قطاعات العمل في الدولة:

المهندسة معصومة العيداني في المؤتمر الصحفي للإعلان عن أسبوع الإمارات في السعودية
المهندسة معصومة العيداني في المؤتمر الصحفي للإعلان عن أسبوع الإمارات في السعودية

حدثينا عن النشأة والدراسة في أبوظبي؟

لا تهم النشأة بقدر ماذا حققت وأين وصلت، في مجال الدراسة كنت حريصة على دراسة المواد العلمية لتحقيق حلمي في التخصص في دراسة طب العيون، وكنت من ضمن المبتعثين لدراسة العلوم في الكويت عام 1990 لكن الاجتياح العراقي للكويت أجبرني على تغيير التخصص والانتقال لدراسة الهندسة وتحديداً الكيميائية في المعهد التكنولوجي العالي للهندسة في القاهرة، وعلى الرغم من صعوبة التخصص إلا أني ازددت صبراً وقوة وعزيمة على التخرج والعودة لأرض الوطن لأكون بذلك من أولى الإماراتيات الحاصلات على هذا التخصص النادر.

ولماذا تخصص الهندسة الكيميائية بالتحديد؟

على الرغم من صعوبة التخصص إلا أن ندرة وجوده في الدولة وتوجهات الحكومة للنهوض بالصناعات البترولية وإمكانية وجود فرص للعمل في مجالات مختلفة بالإضافة إلى تشجيع والدتي ودعمها، جميعها عوامل ساعدتني على التفوق والحصول على تقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف.

تملكين مسيرة حافلة في مجال العمل الحكومي قمت فيها بالكثير من الأدوار، هل لكِ أن تطلين بنا على أهم محطاتها؟

بدأت العمل في شركة أدنوك في أبوظبي، ولمدة 5 سنوات كنت أول مهندسة تصنيع على مستوى شركات البترول تعمل في مصفاة أم النار، وبعد أن أثبت كفاءتي تدرجت في المناصب لأعمل حالياً بمنصب مستشار رئيس تنفيذي للشركة، إضافةً إلى عملي بصفة خبير هندسة كيميائية معتمد من وزارة العدل بمستوى جميع درجات التقاضي في محاكم الدولة، كما أدير شركتي الخاصة «هاندي هيومن» لتنظيم العديد من الفعاليات المجتمعية منها مؤتمر أسبوع الإمارات حول العالم ومؤتمر العالم للمرأة القيادية ومؤتمر كبار السن ومؤتمر الشهادات القانونية لتعزيز المسؤولية الاجتماعية بمشاركة عدة جامعات ومستشارين وقانونيين وبعض وكلاء وزارة العدل.

في البداية واجهت صعوبة التكيف على العمل وسط الرجال، ومعاناتي مع رفض العمال والفنيين تلقي الأوامر من امرأة

عملت في قطاع هيمن عليه الرجال لفترة غير قليلة، ما هي أبرز التحديات التي واجهتك؟

في البداية واجهت صعوبة التكيف على العمل وسط الرجال، ومعاناتي مع رفض العمال والفنيين تلقي الأوامر من امرأة، والانتقال إلى الأبراج وهو عمل صعب على المرأة وبشكل خاص المتزوجة لما يتطلبه من مهارات وجهد بدني عالٍ لا يمكن أن تطيقه المرأة، إلا أن ذلك كان سبباً، وبشهادة المسؤولين في العمل، فرصة لكسب أكبر عدد من النساء للعمل في هذا المجال ومجالات أخرى لا تقل صعوبة أثبتن فيها جدارة عالية.

المهندسة معصومة العيداني أثناء تكريمها من الأمير تركي بن عبد الله عن جائزة العمل الإنساني
المهندسة معصومة العيداني أثناء تكريمها من الأمير تركي بن عبد الله عن جائزة العمل الإنساني

نعلم أنك جمعت بين الثقافة والفن والأدب والرياضة، ما الذي أطل بك على هذه العوالم المختلفة؟

كانت اهتماماتي الثقافية والفنية حاضرة وواضحة في مختلف المراحل على الرغم من تخصصي العلمي الدقيق، كلما ابتعدت أجد نفسي أعود لمجال آخر قريب، كتبت القصة ونظمت الشعر وألفت وأنتجت العديد من المسرحيات التي عالجت قضايا مجتمعية خطيرة ومتنوعة، منها مسرحية «علوي سلوم حبتين»، ومسرحية «مفاجأة عروس»، ومسرحية «شبابك أمانة» التي عرضت في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، ومسرحية «بدر البدور يونكورن» التي طرحت قضايا مجتمعية وبثت رسائل توعية مهمة للشباب والآباء والأمهات بضرورة الانتباه للأبناء.

من بين الأجناس الفنية ركزت على تقديم مسرحيات تخاطب وتعزز دور الأسرة، هل من توضيح لهذه النقطة؟

الإعلام سلاح ذو حدين فيه التراجيديا الناقدة وفيه من الكوميديا الساخرة، ومن منطلق المسؤولية المجتمعية سخرت إمكاناتي الثقافية والفنية في تطوير وتعزيز رسالة مسرح العائلة وتقديم أعمال تجمع بين المرح والضحك والرسائل الهادفة بعد أن وجدت ما لا يناسب من العروض للأسرة لما فيها من رسائل وإيحاءات ومفردات يمكن أن تنعكس بشكل سلبي على الطفل وتسهم في اكتسابه القيم وتقمصه أدواراً غير مناسبة.

المهندسة معصومة العيداني في حفل تكريم مؤتمر الإرشادات القانونية
المهندسة معصومة العيداني في حفل تكريم مؤتمر الإرشادات القانونية

كيف تنظرين لمستقبل المرأة الإماراتية بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في سوق العمل وانتقلت لمرحلة أخرى من التمكين؟

بعد أن كانت المرأة تتساءل قبل 20 عاماً عن إمكانية حصولها على فرصة عمل، نجدها اليوم تخوض تجارب مختلفة مكنتها من الوصول لمناصب قيادية، فرضت وجودها كشريك ومنافس قوي في سوق العمل.

 

مقالات ذات صلة