25 مايو 2022

كل الأسرة تلتقي نجلاء الأنصاري أصغر رائدة أعمال إماراتية

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

كل الأسرة تلتقي نجلاء الأنصاري أصغر رائدة أعمال إماراتية

المغامرة هي الحافز الأكبر لرائدة الأعمال نجلاء الأنصاري التي آمنت بنفسها وقدراتها وكانت خلاقة في إيجاد الفرصة.
التزمت بحلمها وواكبت طموحاتها أن تكون رائدة أعمال بمشاريع استثنائية وبما يتماهى مع عادات وتقاليد الدولة وما يساعد على التعريف بمعالم بلدها وبالأخص الصحراء التي تعتبرها «هويتنا».

في لقائنا معها، ترصد نجلاء الأنصاري مناحي نجاحها في إيجاد مقهى وسط الصحراء والجبال في منطقة الفاية بالشارقة للتمتع بأجواء من السكينة والهدوء، وكذلك توفير صالون تجميلي يواكب احتياجات المرأة الإماراتية ضمن بيئتها:

كل الأسرة تلتقي نجلاء الأنصاري أصغر رائدة أعمال إماراتية

حصلت على بكالوريوس إدارة الأعمال في التسويق، هل كان هذا شغفك منذ البداية وبالأخص مع افتتاح مشروعك الأول في سن صغيرة؟

تخصصت في إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية بالشارقة، وعملت في مجالات ومناصب مختلفة. بيد أن خيار الاستقلالية في عملي بدأ باكراً حيث أسست عام 2011 مشروع «لمّاعة» للتجميل والذي انبثق جراء اهتمامي بالاعتناء بنفسي، إذ سعيت إلى توفير خدمات التزيين والاهتمام بجمال المرأة بالمواءمة مع العادات والتقاليد الإماراتية. وبالتأكيد، سبق تأسيس المشروع دراسة جدوى ودراسة السوق بشكل واف وكاف وتوفير التمويل اللازم عبر مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية «رواد». ومن جهتي، أشرف على مشروعي وتفاصيله وأحافظ على الشغف لاستمرارية نجاح المشروع الذي يعّد السبا الأول في الشارقة. المنافسة في هذا المجال «حلوة» وهذا دليل نجاح، وهي (أي المنافسة) تحفزني على الابتكار وعلى أن أبدع أكثر في المجال الذي أعمل فيه.

أنت رائدة أعمال بامتياز، ماذا عن مشاريعك وبالأخص مشروع المقهى «Not a space»، ما الذي يميزه من وجهة نظرك؟

باشرت بمشروع «Not a space» وهو عبارة عن مقهى يشكل ملتقى ومنبعاً لعدة تجارب اجتماعية، ونوفر من خلاله مساحة إبداعية يمكن للفرد أن يستفيد منها ويشارك قصته، وسط مؤثرات فنية من موسيقى ومساحات إبداعية مع الآخرين. يتواجد المقهى في منطقة مويلح، لكن تم افتتاح مقهى آخر في الصحراء بمنطقة الفاية ولاقى إقبالاً كبيراً حيث تجاوز العدد الذي استقطبناه أكثر من 5 آلاف شخص.

مقهى «Not a space»


قررت نقل تجربة المقهى إلى الصحراء في ظل «كورونا»، هل العصف الذهني في بلورة أي فكرة كفيل بنجاحها؟

استفدت من خبرتي كشخص نجلاء وقد انخرطت في مجال الأعمال منذ عام 2011 وبما يتماهى مع شخصيتي. فأنا أحب التواصل مع الناس عن طريق المقهى وكنت أتواصل مع الأفراد عبره، ففكرت «لماذا لا أستمر وأعزز هذا التواصل عبر إيجاد مساحتي الخاصة ومقهاي الخاص للاستفادة من خبرات هؤلاء وتعزيز أواصر العلاقة بين مرتادي المقهى والطبيعة وجماليات الصحراء وإعطائهم مساحة للتعبير عن أنفسهم؟» هو أول مقهى يتمحور حول الصحراء وفي الشارقة تحديداً. ما يميزه عن المقاهي الأخرى هو تفاعلنا مع المجتمع وتلمس حاجة بعض المجموعات إلى مساحة للإبداع وقد تكون هذه المجموعة غير مستعدة أن تبادر إلى اتخاذ الخطوة.

اخترت اسم «Not a space» لأؤكد أن لا مساحات تحد الفرد في انطلاقته أو المباشرة بأي مشروع

لماذا اختيارك لاسم «Not a space»؟

«ليست مساحة» تسمية يمكن أن تعني أي شيء وتفسح للفرد مساحة غير مؤطرة في سياق معين، بل للانطلاق في عوالم غير محدودة في «اللامكان». ففي مجال ريادة الأعمال، يضعونك في صندوق، ما أركز عليه هو التفكير خارج الصندوق. في هذا الميدان، ليس من صندوق أو مساحة تؤطر عمل الفرد أو رائد الأعمال. فالمساحة شاسعة ومفتوحة للقيام بأي شيء، ولذلك اخترت هذا الاسم لأؤكد أن لا مساحات تحد الفرد في انطلاقته أو المباشرة بأي مشروع.

نجلاء الأنصاري تشرف على أعمال مقهى «Not a space»
نجلاء الأنصاري تشرف على أعمال مقهى «Not a space»

وبالطبع، من خلال تفكيرك بـ«اللامكان» واجهتك الكثير من التحديات؟

بالتأكيد. أقول دوماً «نعم» للمغامرات الجديدة وعندما نؤمن أن اللامستحيل يتحول إلى مستحيل في دولتي، يمكن لنا أن نفتح الكثير من المساحات المغلقة. فردة فعل الناس الإيجابية تجاه المكان تحفزنا على المضي قدماً في عملنا حيث ندمج الأفكار التي يقدمها مرتادو المكان لننتج فكرة غير عادية.

أستمد الحب من الناس، وهذا ما يعطيني طاقة على الاستمرار والشعور بالنجاح. فكرة افتتاح مقهى وسط الصحراء كانت تحدياً في ظل التحضيرات الميدانية ومع حداثة الفكرة ولكن اللافت أو الأكثر عمقاً وتماساً مع هذه الخطوة هو أن للمكان قصة.

فالصحراء لها قصة وجبل الفاية في مليحة له قصة حيث يتواجد في هذه البقعة متحف جيولوجي وتعد محمية جبل الفاية أول محمية طبيعية جيولوجية إلى ما تشكله الجبال من تاريخ وركيزة جيولوجية راسخة كون عمرها يناهز آلاف السنين، وإلى جانب ذلك توجد أقدم محطة وقود في الإمارات.

هي قصة مكان وتاريخ وأنا أرى هذه القصص عبر المقهى حيث يمكن القول إنني لم أفتتح مقهاي في الصحراء بل في أقدم محطة وقود في الدولة، وهذا ما يمنح المكان خصوصيته وتميزه.

هذا المشروع يخص المجتمع وأعتبر نفسي أنني أوصل صوت هذا المجتمع وصدى هذا الصوت. فسحة للدردشة الإيجابية مع بعض ومشاركة القصص ومساحة تواصل مع الآخر عن معالمنا وعن صحرائنا مع فنجان قهوة. الصحراء هي هويتنا وهي الـ«دي. إن. إي» الخاص بنا، وأدعو الكل إلى أن تعالوا وجازفوا وشاركونا قصصكم.

ثمة قراءات بخصوص التمويل، هل التمويل هو العنصر الأساس في معظم المشاريع أم يجب على رائد الأعمال التسلح بالمهارات؟

بالنسبة لي، ريادة الأعمال تبدأ بفكرة والفكرة لا تحتاج إلى مال وغالباً ما تكون من دون تكلفة ومجانية. بالطبع، التنفيذ يحتاج إلى المال وفق طبيعة المشروع الذي نقوم به. وللأسف، ما ألاحظه في الكثير من المحطات أننا لا نأخذ الفكرة إلى الواقع بحيث نتقاعس عن اتخاذ أول خطوة، ولذلك أقول دوماً أن المادة هي العنصر الثاني أو الثالث بعد الفكرة والتي هي منطلق المباشرة في أي مشروع، شرط اتخاذ الخطوة الأولى في الإنجاز.

نجد أن الشباب هم الشريحة الأكثر استقطاباً، هل هذا صحيح؟

يستقطب المشروع فئة الشباب ولكنه استقطب أعداداً كبيرة من السياح الذين تمّ إطلاعهم على معالم الصحراء بما تمثله من رمز على تماس بنا. أنا خضت التحدي وشاركت قصتي. أعرّفهم أنني «بنت البلاد» وأقدم هويتي كإماراتية ورائدة أعمال مبتكرة ومبدعة.

لقد افتتحت المشروع تماهياً مع حاجة الآخر ولأنني أنا أيضاً كنت بحاجة للتحرر من الصخب والتنفيس عن الضغط اليومي وتحرير طاقتي وسط الطبيعة والهواء النقي. المكان بسيط والقهوة هي التي تأتي بالناس إلي.

نجلاء في مقهى not a space ، في منطقة مويلح بالشارقة
نجلاء في مقهى not a space، في منطقة مويلح بالشارقة

شاركت مؤخراً في مهرجان ريادة الأعمال في الشارقة والذي تنظمه «شراع». إلى أي مدى لامس المهرجان التحديات التي يواجهها رائد الأعمال؟

المهرجان كان مساحة للمبدعين والملهمين وفرصة للفرد للاستفادة من الخبرات ومن الشركات المشاركة وحتى من أصحاب المشاريع الذين نجحوا في إبهار الآخرين بقصصهم. تواجدي في المهرجان كان عبر مقهى «نوت إي سبيس» لكون هذا المشروع يفتح باب التواصل والحوار مع المجتمع ويفسح المجال لمجموعات لتشارك قصصها ويمكن لكل فرد أن يشارك قصته عبر تلك المساحة والتي هي مساحة صغيرة ولكنها مساحة إبداع.

ناشطة في المجال التوعوي والمجتمعي. حدثينا عن هذا البعد في شخصيتك؟

هذا البعد محوري في حياتي حيث أعتبر أن العمل التطوعي جزء من منظومة العطاء. أشارك في فعاليات القافلة الوردية كعضو في اللجنة العليا المنظمة لمسرة القافلة الوردية، إحدى مبادرات جمعية أصدقاء مرضى السرطان، ونهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي على مستوى الدولة.

*تصوير: السيد رمضان

 

مقالات ذات صلة