مجلة كل الأسرة
29 مارس 2025

وفاء الشامسي: الرياضة لغة عالمية تعزز الوحدة والقيم الإنسانية

فريق كل الأسرة

وفاء الشامسي نجمة غلاف
وفاء الشامسي نجمة غلاف "كل الأسرة" لشهر إبريل

لديها طاقة كبيرة حفّزتها على أن تقسّم وقتها بين مهام عمل مختلفة، فمن الرياضة، إلى ريادة الأعمال، والعمل الخيري، استطاعت أن تثبت أن الإماراتية لا تعرف كلمة مستحيل، طالما أتيحت لها الفرصة التي تمكّنها من إثبات ذاتها، وتحقق أهدافها.

مجلة كل الأسرة

في حوارها مع «كل الأسرة»، الذي أجرته الزميلة مروة محمد حسين، تتحدث وفاء الفورة الشامسي، عضو مجلس اتحاد الإمارات لرياضة المرأة، ونائب مدير عام مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية، وعضو مجلس سيدات أعمال عجمان، عن مهام عملها، وتكشف عن بعض من حياتها الخاصة، وهواياتها.

تشغل وفاء الشامسي مناصب مختلفة، إلا أن اهتمامها بالمجال الرياضي يبدو وراءه هدف، أطلعتنا عليه من خلال شرح أهمية الرياضة بالنسبة لها وكيف بدأ شغفها «على الرغم من أن مسيرتي المهنية تركزت في العمل المجتمعي والتنموي، إلا أن شغفي بالرياضة، واهتمامي بتأثيرها العميق، في الأفراد والمجتمعات، كان حاضراً في كل خطواتي، فالنقطة المحورية التي شكلت مساري الرياضي لم تكن وليدة تجربة واحدة، بل سلسلة من التجارب التي أكدت لي أن الرياضة ليست مجرّد منافسة، بل أداة تمكين، وتغيير.

وأكثر المواقف التي أثرت فيّ، عندما شاهدت كيف يمكن للرياضة أن تكون جسراً لدمج الفئات المجتمعية المختلفة، من أصحاب الهمم إلى الشباب الطموح، ومن النساء الساعيات لتحقيق ذواتهنّ، إلى الانضمام إلى صفوف الرائدات وبلوغهنّ أعلى المناصب، ومن كبار السّن إلى رجال تملأهم روح الشباب، بعد أن اتخذوا من الرياضة أسلوب حياة يعزز صحتهم، وسعادتهم. هذا الإدراك دفعني إلى الانخراط بشكل أعمق في هذا المجال، فإيماني بأن الرياضة هي لغة عالمية تعزز الوحدة والقيم الإنسانية، جعلني أحرص على دعم الجهود الوطنية في هذا المجال، سواء من خلال عملي، أو عبر المشاركة في صنع القرار، فالرياضة ليست ميداناً للأبطال فقط، بل منصة لصناعة قادة المستقبل، وبناء مجتمعات أكثر صحة وتماسكاً».

مجلة كل الأسرة

بما أنها عضو مجلس اتحاد الإمارات لرياضة المرأة، كان لا بد لنا أن نتعرف من خلالها على مهام واختصاصات اتحاد الإمارات لرياضة المرأة، وهذا ما شرحته لنا قائلة «يفخر اتحاد الإمارات بالرئاسة الفخرية لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ويلتزم بتحقيق أهدافه التي تتمحور حول حوكمة رياضة المرأة الإماراتية، ووضع الخطط الاستراتيجية التي تمكّنها من المشاركة في كل أنواع الرياضات على الصعيدين، الدولي والمحلي، والعمل على تحقيق الإنجازات الرياضية الوطنية، وتنظيم المسابقات الواقعة ضمن اختصاص الاتحاد، كما يعمل أيضاً على وضع خطة لاكتشاف ورعاية الموهوبين رياضياً، لتمثيل الدولة في البطولات القارية، والدولية، والأولمبية، وتنظيم الورش، والدورات، والبرامج التدريبية، والمؤتمرات للكوادر الوطنية، من فنيين وإداريين، وكل المشاركات في رياضات المرأة بشتى أنواعها، وغيرها من الأهداف التي تخدم المرأة، والمجتمع بشكل عام».

ومن خلال تماسها الدائم مع الرياضة الإماراتية ، كشفت لنا وفاء الشامسي عن مشاعرها حيال حضور المرأة الإماراتية الرياضية على المستويين المحلي والدولي «نعتز ونفتخر بالمستوى والأداء المشرف الذي تقدمه لاعبات الإمارات خلال المنافسات، المحلية والدولية، والذي يدفعنا في اتحاد الإمارات لرياضة المرأة إلى العمل بكل قوة، لفتح الأبواب أمام بطلات الإمارات للتألق في جميع الألعاب الرياضية، في ظل بيئة داعمة تراعي خصوصيّاتهن، ضمن رؤية استشرافية تقوم على التفكير التشاركي، والعمل بروح الفريق للإسهام في مسيرة المرأة، من خلال خطط وبرامج نوعية تدعم مكتسباتها، وزيادة مشاركتها في المحافل الرياضية، والارتقاء بقدراتها الفنية لمستويات أعلى من التطور، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية بالرياضة النسائية في الدولة».

مجلة كل الأسرة

 كما تطرقت إلى البرامج  الخاصة بتجسيد مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يكون 2025 «عام المجتمع»، حيث أكدت على مجموعة من المسارات التي تصب جميعها في مصلحة تعزيز قدرات أفراد المجتمع وإطلاق إمكاناتهم «تعكس مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ما تنتهجه الإمارات منذ تأسيسها لتحقيق رفاهية أبنائها، إذ يركز «عام المجتمع» على إطلاق الإمكانات والقدرات لدى الأفراد، والأسر، والمؤسسات، عبر تطوير المهارات، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار في شتى المجالات، منها ريادة الأعمال والصناعات المستقبلية، وغيرها من الأولويات الوطنية للدولة، وبما يحقق نمواً شاملاً وأثراً إيجابياً مستداماً يسهم في قصة بناء الوطن، والتي أصبحت ملهمة للعالم أجمع».


من المعروف عن وفاء الشامسي أن لها دور بارز في تعزيز العمل الخيري والمجتمعي، وقد ساهمت جهودها في تطوير العمل الإنساني وتحقيق أثر إيجابي ومستدام، وتبين أنها تعتز بما تقوم به لصالح رفاهية المجتمع ودعم الفئات المستحقة «تم تعييني نائباً لمدير عام مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية، وهو شرف عظيم، ومسؤولية كبيرة أعتزّ بها، لمواصلة تحقيق الأهداف السامية التي أرساها صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، الذي تبنّى رؤية إنسانية عظيمة، تهدف إلى تعزيز رفاهية المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة، من خلال دعم وتمكين الفئات المستحقة، مثل ذوي الدخل المحدود، وأصحاب الهمم، والأرامل، والمطلقات، والأيتام، عبر تقديم المساعدات المالية، إلى جانب الدعم الصحي، والتعليمي، بما يسهم في تحسين جودة حياتهم، كما تُولي المؤسسة اهتماماً خاصاً بتمكين الشباب، عبر برامج تدريبية تهدف إلى تطوير مهاراتهم، الحياتية والمهنية، وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع».

مجلة كل الأسرة

وبصفتها ضمن منظومة العمل في مجلس سيدات أعمال عجمان، تشير إلى أهم ما ينشده المجلس في مجال ريادة الأعمال، من أجل ترسيخ حضور المرأة في هذا المجال الحيوي «يُكرّس المجلس جهوده لتمكين المرأة، وتعزيز دورها في ريادة الأعمال، من خلال تقديم الدعم، والتوجيه، وفرص التطوير للسيدات الطموحات، سواء في تأسيس مشاريع جديدة، أو تطوير أعمالهنّ القائمة، ومن ضمن أهداف المجلس خلق بيئة محفّزة للمرأة، وتشجيعها على الابتكار والاستدامة عبر تحفيزها لتبنّي حلول إبداعية ومستدامة في مشروعها، وتعزيز التواصل، وبناء الشراكات بين سيدات الأعمال، والمستثمرين، والجهات الداعمة، وتوسيع آفاق جديدة للأسواق عبر توفير فرص المشاركة في المعارض والفعاليات الاقتصادية، محلياً ودولياً، لتعزيز الانتشار التجاري، وغيرها».

تحتاج سيدة الأعمال إلى شخصية قوية تتمتع بالثقة بالنفس، والقيادة، والمرونة، والطموح، والمثابرة، والشغف بالتعلم


كما تشرح لنا وفاء الشامسي المقومات التي يجب أن تتحلّى بها سيدة الأعمال والمهارات المطلوبة لإدارة مشروعها الخاص «تحتاج سيدة الأعمال إلى شخصية قوية تتمتع بالثقة بالنفس، والقيادة، والمرونة، والطموح، والمثابرة، والشغف بالتعلم، والقدرة على بناء العلاقات الفعّالة مع العملاء والشركاء، كما يتطلب نجاحها أيضاً مهارات أساسية تشمل التخطيط الاستراتيجي، وإدارة الوقت والموارد، وفهم الجوانب المالية، والتسويق، والتفاوض، والقدرة على حل المشكلات، والعمل تحت الضغط، بجانب قيادة فريق عملها بفعّالية، كل هذا كفيل بإنجاحها لإدارة مشروعها».

في ظل زخم مشاغلها، انضمت وفاء الشامسي إلى عضوية اللجنة العليا لبطولة عجمان لجمال الخيل العربية 2025، وهو أمر ربما يجده البعض يمثل عبئاً إضافياً على عاتقها، ولكنها تقول أنها فخورة بهذا الاختيار «قرار انضمامي إلى عضوية اللجنة جاء بتوجيهات من سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، ما يعكس حرص سموه على دعم وتعزيز الفعاليات التي تبرز التراث الإماراتي الأصيل، وأنا فخورة بأن أكون جزءاً من هذا المشروع المهم رغم الأعباء، وأعتبر هذه الفرصة مسؤولية كبيرة، ومساهمة قيّمة في إبراز مكانة إمارة عجمان، وتراثها الثقافي».

مجلة كل الأسرة

بعيداً عن مجال العمل المتشعب، هل لا يزال في يوم وفاء الشامسي وقت تمارس فيه شيئاً تحبه؟ تجيب «إلى جانب التصوير والسفر، أمارس اليوغا، والتأمل، وهذه الأنشطة مثالية بالنسبة لي للاسترخاء، وتنقية ذهني من ضغوطات الحياة اليومية، كما أنها تساعدني على تجديد طاقتي، وزيادة تركيزي».

أما فيما يخص مسؤولياتها على المستوى الأسري، تشير إلى أنها لا تجد صعوبة في إنجاز مهامها العائلية بالرغم من كثرة مهامها الوظيفية ، وتشرح لنا السبب  «أضع العائلة في مقدمة اهتماماتي، ودائماً ما أجد طريقة لتحقيق توازن بين حياتي المهنية، والأسرية، وأتمكّن بفضل قدرتي على التنظيم وإدارة الوقت من التوفيق بين الالتزامات المتعدّدة، ما يتيح لي التواجد مع أفراد أسرتي، ومشاركتهم اللحظات الهامة، والمناسبات المختلفة».

مجلة كل الأسرة

أما عن طموحاتها وما تأمل الوصول إليه في المستقبل، فتؤكد «طموحاتي تتمحور حول تحقيق تأثير ملموس في المجتمع، وأتطلع إلى أن أكون رائدة في مجال تمكين الأفراد، بخاصة دعم النساء والشباب، كما أطمح إلى أن أكون جزءاً من جهود تحوّل إيجابي على المستويين، المحلي والعالمي، من خلال تقديمي أفكاراً جديدة، ومبادرات قادرة على إحداث تغييرات مستدامة».