من الطبيعي أن يكون جدول الطفل مزدحماً أكثر من أي وقت مضى، بين الصفوف والواجبات والأنشطة المدرسية، لذلك، ربما يبدو من الصعب عليه التواصل مع من حوله لاختيار أصدقائه، أو قد يعزف عن فعل ذلك، أو حتى يختار الصديق الذي لا يناسبه. لذلك نستعرض هنا بعض النصائح والإرشادات للأهل من أجل مساعدته على بناء مهارات اجتماعية سليمة ومناسبة.
ماذا لو لم يكن طفلك اجتماعياً أو يفضّل قضاء الوقت بمفرده في فترة الاستراحة، أو بعد المدرسة؟
يبيّن الخبراء في هذا الشأن أنه بصفتك أحد الوالدين، هناك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها المساعدة.
إذا بدا أن طفلك لا يستطيع تكوين صداقات، مثل الأطفال الآخرين في نفس عمره، فقد يحتاج إلى بعض التدريب وممارسة الوقت على المهارات الاجتماعية البسيطة فقط.
إليك هذه النصائح لمساعدتك على تقييم الموقف، ومنح طفلك دفعة من الثقة التي يحتاج إليها بشدّة في التعامل مع المواقف الاجتماعية:
1- راقب وافهم كيفية تواصل طفلك مع الآخرين
هناك في الغرب تسمية لنهج يطلق عليه اسم «الذبابة على الحائط»، وهو تشبيه مثير حقاً يقصد به شرح كيف يتصرف الوالدان في مثل هذه الحالة. يتلخص هذا النهج بالنصيحة التالية: أحضر بعض الأنشطة في المدرسة (أو الألعاب الرياضية بعد المدرسة)، وانتبه جيداً لكيفية تفاعل طفلك مع الآخرين. هل يتصرف بشكل مختلف عن «المعتاد» في المنزل؟ إذا كان الأمر كذلك.. لماذا؟
قد يواجه طفلك صعوبة في بدء المحادثات. قد يشعر بالقلق في مجموعات كبيرة، أو الخوف من التحدث أمام الجمهور، وهذا يمنعه من التفاعل بشكل هادف مع الأطفال الآخرين. هل يفضل الانكفاء على نفسه والمراقبة بدلاً من الانضمام إليهم؟
بناء على السلوك الذي تراه، يمكنك بعد ذلك أن تقرر أين تركز اهتمامك، وما هي المهارات التي يحتاج طفلك إلى بنائها، وكيف يمكنك المساهمة. ثِق بغرائزك، لأنك تعرف طفلك أفضل من غيرك.
2- احرص على نموذج السلوك الاجتماعي الإيجابي
يتعلّم الأطفال حقاً من القدوة، لذا انتبه لكيفية تفاعلك مع الآخرين.
في كل مرة تبدأ فيها محادثات مع الأصدقاء أو الجيران، أو حتى الموظف في متجر البقالة، يكون طفلك على دراية بذلك، فهو يراقبك. وبالنسبة إليه يصبح كل سيناريو، تقريباً، بمثابة فرصة للتعلم، ما يسمح لطفلك برؤية كيفية الانضمام لمثل هذه المواقف، والتواصل والتفاوض وحلّ المشكلات.
3- غيّر الأدوار في المنزل
إذا كان طفلك في مرحلة ما قبل المراهقة، أو مراهقاً، يجد صعوبة في بدء المحادثة أثناء الغداء، أو أثناء وقت الفراغ في المدرسة، فاجلس وتدرّب معه في المنزل. ناقش المواضيع التي تهمه، والتي قد يتحدث عنها مع الأطفال الآخرين. اختبر خيارات مختلفة حتى يجد شيئاً يأتي بشكل طبيعي.
4- امنح طفلك السبق
إذا كان طفلك يريد لعب كرة القدم لكنه متردد في البدء، قم بزيارة الملعب معه، ورمي الكرة حوله حتى يتمكن من التأقلم في وقت مبكر. اذهب مبكراً إلى التدريب الأول حتى تصل قبل أن يبدأ الآخرون بالظهور، ويصبح المشهد أكثر فوضوية.
إذا كان يريد تلقّي دروس السباحة، فاسمح له بأخذ بعض الدروس الخصوصية قبل الانضمام إلى الفصل الكامل، بذلك سيكون قد اكتسب بالفعل بعض الثقة.
5- عزّز ثقة طفلك بنفسه واثنِ عليه
اجعل الأمر مثيراً ومجزياً عند التدرب على تجربة أشياء جديدة. حتى عندما يحرز طفلك تقدما بطيئاً، تأكد من تعزيز جهوده. اعترف بكل نجاح صغير يحققه وقدّره، وأخبر طفلك عن مدى فخرك بمواصلته المحاولة.
6- شجِّع طفلك على المشاركة ببطء مع الآخرين
بالنسبة إلى الأطفال الصغار، غالباً ما يكون تحديد موعد للعب مع طفل واحد فقط، فكرة جيدة. إذا كان طفلك أكبر سناً، يمكنك فتح المنزل لرفاقه من خلال دعوة فريق الكرة لتناول وجبة عائلية، ومشاهدة التلفاز معه.
ويبّين الخبراء أن الهدف في البداية خاصة، هو مساعدة طفلك على الشعور بالراحة في التواصل الاجتماعي وجعلها تجربة إيجابية.
7- لا تتجنّب مشكلة طفلك مع المواقف الاجتماعية
إذا كانت المواقف الاجتماعية صعبة على طفلك، فقد تفضل تجنب المشكلة، أو تجاهلها. لكن طفلك لن يتعلم تحسين علاقاته من خلال الجلوس معك دائماً في المنزل. يوصي الخبراء بدفع الطفل الخجول، تدريجياً، إلى ما هو أبعد من منطقة الراحة الخاصة به، إلى مواقف جديدة، مع التدريب والتشجيع اللطيف.
لا ترمِه بشكل مفاجئ في الماء، بل مهِّد الطريق له نحو النهاية العميقة.
8- لا تقارن طفلك بنفسك أو بإخوته الآخرين
كنْ واقعياً بشأن شخصية طفلك ومزاجه الفريد، والذي يتحكم في مقدار التفاعل الاجتماعي الذي يسعى إليه. فإذا كان لديك العشرات من الأصدقاء فهذا لا يعني، بالضرورة، أن طفلك سيفعل ذلك أيضاً، ولا يعني، بالضرورة أيضاً، أن هناك مشكلة. يقوم بعض الأطفال الانطوائيين بتكوين عدد قليل من الأصدقاء الجيدين بدلاً من تكوين العديد من الصداقات غير الرسمية. ويكون الأمر صعباً عندما لا يتماشى الوضع الطبيعي لأحد الوالدين مع الوضع الطبيعي للطفل.