13 مارس 2024

عيسى الطنيجي يكتب: مدمن التونة!

إعلامي اماراتي متخصص في الكتابات الساخرة، ومصور فوتوغرافي محترف في الأسفار، أعمل حالياً في مجال الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة بإحدى الجهات الحكومية في أبوظبي

عيسى الطنيجي يكتب:  مدمن التونة!

خرج أبوعبّود مع أفراد عائلته بجولة تسويقية في أحد محال الهايبرماركت، لشراء مستلزمات البيت فماذا جرى؟

أبوعبّود: اسمعوني جيداً، هناك اتفاقية أبرمتها مع أمّكم العزيزة بأن كل وجباتنا ستحتوي على (التونة) يومياً، وهو قرار نهائي لارجعة فيه..!

أم عبّود: ماذااااااااااا؟! متى، وكيف اتفقت معك على هذا الأمر، وأنا أصلاً لا أطيق رائحة التونة؟ لا داعي للكذب أمام أبنائك..

أبوعبّود: اسمحي لي يا أم عبّود، إذا كانت ذاكرتك (ممسوحة) بسبب التقدم في العمر فذاكرتي ما زالت تعمل بكفاءة، تونة يعني تونة... فلنبدأ رحلة البحث عن التونة..

عبّود: والديييييييييييي، اشترِ لي مشروب الطاقة هذا، لونه مميز جداً.. ورائحته زكية..

أبوعبّود: تأكد أنه بنكهة التونة، وإلا فلا داعي للإسراف...

عبّود: مشروب بالتونة..؟! وعععععععععع.. تراجعت عن طلبي..

عويش: أبي دقيقة واحدة، منذ فترة وأنا أرغب في شراء هذا النوع من الهمبورجر..صديقاتي يسمونني في الجامعة ( Big Mac) ههههه..

أبوعبّود: (غالي والطلب رخيص).. شرطي الوحيد أن يكون الهمبورجر بالتونة..!

عويش: أوفففففففف، لا أريد أي شيء، سأشتري بسكويتاً فقط!

أبوعبّود: حتى البسكويت يجب أن يكون بالتونة.. ! أم عبّود... انظري إلى تلك الحلويات الغريبة.. أعتقد أنها يابانية الصنع...

أم عبّود: تأكد أن سعرها ليس مرتفعاً..

أبوعبّود: لايهم السعر عزيزتي... المهم أن تكون بالتونة...

أم عبّود: يااااااااااااربااااااااااااااااااااه.. مستحييييييل أن يصل بك التفكير إلى هذه الدرجة يا أبا عبّود..

أبوعبّود: الإنسان عدو ما يجهل حبيبتي، انظري إلى زوجك، منذ ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وأنا أعيش على التونة.. ماذا جرى؟ صحتي مثل الحديد، ووجهي أجمل من القمر..!

أم عبّود: ارتفاع الأسعار لا يعني أن يكون طعامنا تونة يومياً...! حتى القطط تنوّع في الأكل!

أبوعبّود: حبيبتي، هناك دراسة حديثة صدرت في جزر الباهاما، تؤكد أن سكانها الأصليين لا يعانون الأمراض المزمنة، أتعرفين لماذا؟ بسبب إقبالهم على تناول التونة..

أم عبّود: سيقتلني هذا الرجل من القهر.. وما دخلنا نحن بسكان الباهاما، أو حتى الهيمالايا؟

أبوعبّود: أم عبّود.. اهدئي قليلاً، وانظري إلى تلك الكنافة الشهية.. رائحتها مميزة، وشكلها يفتح النفس، سأشتريها ولو بألف درهم..

أم عبّود: ولكنها من دون تونة.. كيف ستأكلها؟

(أبوعبّود يخرج من جيبه علبة صغيرة)

أبوعبّود: لاتقلقي.. سأضيف عليها قليلاً من هذه التونة اللذيذة!

أم عبوّد: وعععععععععععععععععععععع!