13 يناير 2025

ماذا تفعل عندما لا يريد طفلك الذهاب إلى المدرسة؟

محررة ومترجمة متعاونة

مجلة كل الأسرة

سواء كان طفلك يبلغ من العمر 5 أو 15 عاماً، فمن المحتمل أنه يمر أحياناً بلحظات لا يرغب في الذهاب إلى المدرسة، سواء لشعوره بالقلق والإرهاق أو أنه لا يجد هناك سبيل للمرح ، أو لتعرّضه لتحدّيات، وربما تنمّر.. أياً كان السبب، فهو رد فعل طبيعي، فكيف ستتصرف إزاء هذا الموقف؟

إذا كان طفلك يتجنب المدرسة باستمرار، أو فجأة لا يريد الذهاب إلى المدرسة بعد الآن، فقد تكون هناك مشكلة أكبر. قد يكون تجنب و/أو رفض الذهاب إلى المدرسة علامة على مشاكل اجتماعية، أو عاطفية، أو مشاكل في النمو، أو التنمّر.

الخبر السار هو أن هناك طرقاً لدعم طفلك وإعادته إلى المسار الصحيح. ستساعدك هذه الاستراتيجيات على تشجيع طفلك على الذهاب إلى المدرسة، والبقاء في الفصل الدراسي.

تعامل مع طفلك بجدية

يمرّ الأطفال بأيام سيئة، تماماً مثل البالغين. ولكن إذا كان طفلك يشكو المدرسة بانتظام، وفي كثير من الأحيان، فيجب أن تنتبه. يمكن أن يكون سبب تجنب المدرسة عوامل عدّة، بما في ذلك القلق، واختلافات في التعلم، والقضايا الاجتماعية والعاطفية، والتنمّر.. على سبيل المثال لا الحصر. أياً كان السبب، يجب أن تؤخذ مخاوفه وشكواه على محمل الجد.

مجلة كل الأسرة

تعرّف إلى مخاوفه

نعتقد، نحن الآباء، أن رياض الأطفال والمراحل الدراسية الأولى هي مرحلة بسيطة. ولكن بالنسبة إلى الأطفال، فإن المدرسة عمل شاق يتطلب اتّباع القواعد وممارسة مهارات جديدة، وبذل الطاقة والجهد. لذا، إذا كان طفلك قد حصل للتو على إجازة مريحة، أو حتى كان مريضاً في المنزل، فقد يقرر أنه يفضل البقاء في المنزل، بدلاً من العمل بجد في المدرسة.

أيضا، بدءاً من سنّ الخامسة، هناك ارتفاع طبيعي في القلق عندما يبدأ الأطفال بفهم أن البشر «ضعفاء». وبغضّ النظر عن مدى استقرار حياتهم، فقد يصاب الأطفال بمخاوف بشأن الموت، أو الإصابة، أو فقدان أحد الوالدين، بخاصة إذا كان هناك شيء مخيف في الأخبار. يستمتع الأطفال باستقلالهم الجديد في هذا العمر، لكنهم يخافون منه أيضاً.

قلل من «عامل المرح»

في حين يتجنب بعض الأطفال المدرسة لأنهم يخافون من شيء ما، في أحيان أخرى يكون السبب ببساطة أن الطفل يرغب في التغيب عن المدرسة لمجرد أن المنزل هو المكان الأفضل. والحل هنا هو أن تجعل البقاء في المنزل بعيداً عن المدرسة أمراً مملاً.

عندما يشكو طفلك صداعاً في الصباح، قم بتقييم ما إذا كان مريضاً بالفعل. إذا لم يكن هناك حمّى، أو تقيؤ، أو أي علامات أخرى، فحاول إقناعه بالذهاب إلى المدرسة. يمكنك أن تقول «دعنا نرَ كم من الوقت يمكنك البقاء في المدرسة حتى تبدأ بالشعور بالتحسن. إذا استمر شعورك بالمرض، يمكننا الذهاب إلى الطبيب بعد المدرسة».

في الأيام التي يبقى فيها طفلك في المنزل، يجب عليك بالطبع الاعتناء به، ولكن حاول تجنب إعطائه أي وقت للشاشات، أو أي مكافآت. بمجرد أن يعرف أن يوم المرض ليس يوماً للعب، فمن المرجح أن يكون حريصاً على العودة إلى الفصل الدراسي.

مجلة كل الأسرة

قيّم الموقف

قد يشعر طفلك بالقلق بشأن مشكلة معيّنة، من الحافلة إلى المتنمّر، لكنه لا يستطيع التعبير، أو فهم ما يريد تجنبه. إذا قال إنه لا يريد الذهاب إلى المدرسة بسبب آلام في البطن، فحاول مساعدته على ربط السبب بالنتيجة، بقولك «كما تعلم، أحياناً تؤلمني معدتي عندما أشعر بالقلق بشأن التأخير. ولكن إذا فكرت في كيفية الالتزام بالمواعيد، فإن معدتي تتوقف عن الألم عادة. وأنت، ما الذي يقلقك؟».

مجلة كل الأسرة

عالج المشكلة الأساسية

بمجرد اكتشاف سبب المشكلة، يمكنك معالجتها. وفي ما يلي بعض الأمثلة:

  • إذا كان طفلك يعاني صعوبات أكاديمية وهذا يسبب له القلق، فيمكنك مساعدته للحصول على برنامج تعليمي فردي. تساعد هذه الخطط الأطفال على تلبية احتياجاتهم التعليمية.
  • إذا كان طفلك يعاني قلق الانفصال، أي أنه «يفتقدك»، فقد تتمكن من العمل مع معلمه للتوصل إلى خطة انتقالية. قد يكون من المفيد الاحتفاظ ببطاقة أو صورة لعائلتك في خزانة طفلك، على سبيل المثال.
  • إذا كان التنمّر هو السبب، فيجب معالجة الموضوع مع جميع الأطراف المعنية.
  • فكّر في إشراك طفلك في إيجاد حل للمشكلة. يمكن للأطفال أن يكونوا «حلّالي مشاكل» رائعين، إذا منحناهم الفرصة للقيام بذلك.

تحدث إلى معلّمه

إضافة إلى معالجة المشكلات الأساسية مع طفلك، يمكنك، بل يجب عليك، إشراك معلمه. اسأله كيف يتصرف طفلك أثناء وجوده في الفصل الدراسي. هل هو منخرط اجتماعياً، أم منسحب؟ اسأله عن السلوكات الملحوظة التي ربما رآها، إن وجدت. ماذا لاحظ، وماذا يفعل؟ ثم اعمل مع معلمه للتوصل إلى خطة. المعلمون بارعون في حل المشكلات. وقد يكون لديهم اقتراحات حول طرق أخرى يمكنك من خلالها إعادة دمج طفلك في الفصل الدراسي.

مجلة كل الأسرة

التعرّف إلى المشاكل الأعمق

إذا كان طفلك يقاوم الذهاب إلى المدرسة باستمرار، أو كان مضطرباً للغاية لدرجة أنه لا يستطيع التوقف عن البكاء، أو أظهر علامات أخرى للقلق، مثل الخوف من تركه بمفرده، فاسأل طبيب الأطفال الخاص بك عن طلب استشارة معالج قادر على التعامل مع قلق الطفولة...

وتقترح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والمراهقين إجراء تقييم إذا كان طفلك يعاني هذه المشكلات:

  • كوابيس متكررة
  • درجات ضعيفة في المدرسة على الرغم من المحاولة الجادة
  • سلوكات عدوانية ومعارضة السلطة
  • نوبات غضب غير مبررة
  • شكاوى متكررة من التعرض للأذى أو المرض
  • رفض المشاركة في الأنشطة الطبيعية لمن هم في عمره
  • التهديد بإيذاء نفسه

اقرأ أيضاً:  كيف نجعل تجربة المدرسة ممتعة لأطفالنا؟ نصائح واستراتيجيات تقدمها أسماء سويد