يشكو بعض الأهالي صعوبة التواصل مع أطفالهم ، أو صعوبة تغيير سلوكاتهم ، أو إقناعهم بالمسار الصحيح لأفعالهم، وهم لا يدركون أن السبب ليس الطفل فحسب، بل ما يفعلونه هم.. ونستعرض في ما يلي 10 أخطاء شائعة يرتكبها الوالدان عند تربية الطفل.
إذا جربت كل استراتيجية تقليدية تعرفها، أو ورثتها، أو تعلّمتها لجعل طفلك يستمع، وما زال يضرب، أو يردّ، أو يسخر من أخيه الصغير، فقد تخرب جهودك بارتكاب أحد أخطاء التأديب العشرة الشائعة التي يجب أن تبتعد عنها، لتشاهد طفلك يبدأ بالتصرف بشكل أفضل.
1- التوبيخ في الأماكن العامة
يجب عليك دائماً معالجة السلوك الخطر، مثل الركض في الشارع، أو دفع طفل آخر بعيداً عن الأرجوحة ، على الفور، لكن تجنب تأديب طفلك أمام أشخاص آخرين. عندما تفعل ذلك، قد يركّزون أكثر على من يستمع إلى المحادثة بدلاً ممّا تحاول تعليمه لهم. ابحث عن مكان خاص حيث يمكنك التحدث عما حدث للتو، من دون أن يراك أحد، أو يسمعك. وإذا لم تتمكن من إيجاد مساحة للتحدث في تلك اللحظة، فأشر بإيجاز إلى سوء سلوك طفلك، وأخبره أنك ستناقشه في المنزل.
2- إعطاء تعليمات غامضة
لقد أخبرت طفلك مليون مرة ألا يرمي سترته على الأرض، فلماذا يستمر في فعل ذلك؟ صدّق أو لا تصدق، قد لا يفهم طفلك حقا ما تطلبه منه. أخبر طفلك ما يجب عليه فعله «يرجى تعليق سترتك على المشجب عندما تدخل»، بدلاً ممّا لا يجب عليه فعله «لا ترمِ أغراضك على الأرض». وينطبق الشيء نفسه على التوبيخ. على سبيل المثال، عندما ضربت سارة، البالغة من العمر عامين، أمّها وهي في حالة من الإحباط، قالت لها الأم بصرامة «لا تضربي!»، لكن سارة استمرت في ضربها، لذا قررت الأم اتّباع أسلوب جديد «نحن لا نضرب الناس. إذا كنت غاضبة، يمكنك ضرب الوسادة». ثم داعبت ذراع ابنتها، وقالت «اليدين للّمس بلطف»، وسرعان ما فهمت سارة الرسالة.
3- الرشوة للحصول على نتائج سريعة
يميل الكثير من الأهالي إلى تقليص نوبات غضب أطفالهم وهم يسيرون في ممر المنتجات الغذائية بالمتجر، بوعدهم بالحصول على الحلوى عند منضدة الدفع. قد تنجح هذه الاستراتيجية أيضاً، ولكن في وقتها فقط. ويؤكد جميع خبراء التربية أن الرشوة هي في الواقع مكافأة لسلوك الطفل السيئ، لذا لا تفاجأ عندما يصاب طفلك بنوبة غضب للحصول على ما يريده في المرة القادمة. يجب أن يدركوا أن السلوك السليم، سواء كان الانتظار بصبر في الطابور، أو التعامل بلطف مع أحد الأشقاء، لا يأتي بمكافأة؛ بل هو شيء متوقع.
4- إهمال الجوع
لا يمكنك أن تتوقع من طفلك أن يكون في أفضل حالاته عندما تكون معدته فارغة. يجعل الجوع من الصعب التركيز، ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم سوء السلوك. يحتاج طفلك إلى تناول الطعام قبل أن يتمكن من الاستماع. قل له على الفور، بما أخطأ فيه «لقد رأيتك تسرق لعبة أخيك من بين يديه»، وعِده بإعادة النظر في الأمر لاحقاً «أنت جائع، أليس كذلك؟ دعنا نتحدث عن ذلك بعد تناول وجبة خفيفة». ينجح هذا النهج في تأخير التأديب أيضاً، عندما يكون الطفل نعساناً، أو عندما تكون أنت كذلك، فحينما تكون أنت متعباً، أو جائعاً، فمن المرجح أن تكون غير صبور أيضاً.
5- الاطالة في الحديث
في حين تحتاج إلى إخبار طفلك أنه كان من الخطأ سكب كوب من الماء على الأرض، فإن تصرفاته لا تتطلب محاضرة طويلة. بدلاً من ذلك، اشرح ببساطة، وبإيجاز، لماذا لم يكن غمر الأرض بالماء فكرة جيدة، وأوضح له أنه لا ينبغي أن يفعل ذلك مرة أخرى ، ثم انتقل إلى الخطوة التالية.
6- الصراخ
من الصعب أن تظل هادئاً عندما يرمي طفلك أقراط الأم المفضلة في المرحاض، لكن الصراخ يقوّض قدرتك على التواصل معه. لا يستطيع الأطفال استيعاب الدرس عندما يصرخ فيهم أحد، فإما أن يصمتوا، وإما يغضبوا، ردّاً على ذلك. فالصراخ هو أسلوب العمل الافتراضي لبعض الأمّهات عندما يركل أبنهاؤهن، أو يدفعون أطفالاً آخرين. ولكن في النهاية، ستدرك الأم أن رفع صوتها ليس مفيداً، لأن الطفل يتغذى على غضبها، ويردّ عليه. لذا، من الأفضل تجربة تكتيك جديد: معالجة سوء سلوكه بنبرة هادئة، وإضافة عواقب في كل مرة يصرخ فيها ردّاً على ذلك، وهذا سيحدث فرقاً كبيراً. وعلى الرغم من أن هذا لا يحل المشكلة بين عشية وضحاها، إلا أنها في غضون بضعة أشهر سترى طفلها أكثر هدوءاً.
7- أخذ الأمر على محمل شخصي
يتصرف الأطفال بشكل غير لائق لأسباب عدّة: فهم يفتقرون إلى ضبط النفس، ويحبون اختبار الحدود، ويحتاجون إلى اهتمامك.. لكنهم لا يفعلون ذلك لأنهم لا يحبونك. الكثير من السلوكات «السيئة» تتعلق باستكشاف الطفل لكيفية الحصول على ما يريده، سواء كان ذلك المودة، أو الآيس كريم، أو خمس دقائق إضافية من اللعب. إن الشعور بالإهانة من دون داع قد يجعلك أقلّ مودة، ما قد يضعف الرابطة بينكما. استمر في العناق والقبلات، ولكن أخبر طفلك أيضاً «أنا لا أسيء إليك، ولن أسمح لك بإساءة احترامي».
8- مقارنة طفلك بغيره
تقول إحدى الأمّهات إنه كلما كانت ابنتاها غير مطيعتين، كانت تقارن إحداهما بالأخرى «أختك تلعب بشكل جيد. لماذا لا تستطيعين أنت؟». ولكن هذا النهج جعل الفتاتين تشعران بالاستياء من بعضهما بعضاً، ولم يحسّن سلوكهما. يجب أن يركز الانضباط على الطريقة التي يتصرف بها طفلك، وليس على مدى تفوقه على الآخرين. ونجحت الأم في الحصول على ما تريده عندما توقفت عن المقارنة بين ابنتيها، وبدأت بالإشارة إلى الأوقات التي تتصرفان فيها بشكل جيد، وقد أصبحتا تنفجران في نوبات غضب أقل الآن، وتتوافقان بشكل أفضل.
9- المبالغة
من السهل المبالغة في ردّ الفعل «لا خروج للألعاب لمدة شهر»، عندما تكون مستاءً من طفلك، ولكن لكي يكون الانضباط فعالاً، يجب أن يكون متناسباً مع سوء السلوك، وليس مع مستوى إحباطك. لا تُعد العقوبات المبالغ فيها غير عادلة فحسب، بل إنها تشكل أيضاً تحدياً كبيراً لفرضها. (هل ستتمكن حقاً من عدم اصطحاب طفلك للعب لشهر كامل؟). لمنع نفسك من فرض عقوبات غير عقلانية، قم بإعداد قواعد منزلية توضح فيها العواقب المنطقية مسبقاً. على سبيل المثال، أخبر طفلك أنه إذا اختار عدم ترتيب غرفته عندما تطلب منه ذلك، فلن يشاهد برنامجه المفضل حتى يفعل ذلك.
10- التغاضي عن الخطأ
إن فرض القواعد بشكل متقطع يعلّم طفلك أنه ليس بالأمر الكبير أن يكسرها، لأنه قد لا تكون هناك أي عواقب. ويرسل التناقض إشارة بأنك لست مسؤولاً حقاً، كما أنه أمر مربك للأطفال الصغار. فإذا سمحت لهم بركلك من أجل المتعة أثناء اللعب، فقد يفترضون أنه من الجيد القيام بذلك عندما يكونون غاضبين. تجنب الوقوع في هذا الفخ من خلال إعادة النظر في توقعاتك بانتظام. وعندما لا يفي طفلك بها، عالج الأمر، سواء بالإشارة إليه، أو تطبيق العواقب المناسبة.
اقرأ أيضاً: 10 علامات تدل على النجاح في تربية الأبناء