17 فبراير 2025

رمضان بلا ديون ولا إسراف.. كيف ترتب ميزانية الأسرة في الشهر الفضيل؟

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

دائماً ما يرتبط بشهر رمضان الفضيل كثير من التفاصيل التي تتطلب الاستعداد لها مادياً، فهناك من يُقبل على شراء الأواني، والأطباق، والأكواب، لتزويد المطبخ بأدوات جديدة، وآخرون يسعون لإضافة قطع من الأثاث لصنع حالة من الفرحة والبهجة، فضلاً عن المؤن التي يكثر الطلب عليها لإعداد سفرة رمضان، وما يتبعها من ولائم، الأمر الذي يسترعي وضع الخطط التفصيلية المتعلقة بالميزانية، وطرق الإنفاق المعتدلة، حتى لا ترهق الأسرة، مادياً ومعنوياً.

مجلة كل الأسرة

فكيف السبيل إلى تنظيم ميزانية متوازنة بطرق مدروسة خالية من الضغوطات؟ وهل من المستحب مشاركة الأبناء خطط الوالدين للعبور السلمي من فخ الوقوع في ميزانية غير منضبطة؟

مجلة كل الأسرة

يحدثنا الدكتور عبدالله لوتاه، أكاديمي متخصص في الاقتصاد والعلوم المالية، عن أهم النصائح الواجب اتّباعها لضبط ميزانية رمضان، قائلاً «الإعداد لميزانية متوازنة لشهر رمضان المبارك يبدأ قبله بفترة كافية، وبذلك نكون قد حققنا هدفين، الأول هو النية التي تسبق العمل، والمتمثلة في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم «إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكل امرئ ما نوى»، والثاني، الاقتطاع المتدرج من الدخل السابق للشهر الفضيل، وبما يضمن العبور السلمي للميزانية، إذ يمكن تجنب وليكن ما نسبته 5 إلى 10% من الدخل، في محاولة لسد متطلبات الشهر الفضيل، وتجنب وضع الأسرة في ضائقة مالية، تشتت انتباه أفرادها، بخاصة الأبوين».

ويضيف «بلا شك، تسهم مشاركة الأبناء في تفاصيل الدخل وكيفية إنفاقه لسد احتياجات الأسرة، في إنجاح الخطة، وهي نقطة مهمة تساعد على تخليص الأبوين من الضغوطات النفسية، نتيجة عدم استيعابهم لوضعهما المادي، وبالتالي الضغط عليهما من دون قصد وتعمّد، فلابد من توعيتهم بأنه شهر كغيره من الشهور، إلا أنه تزيد فيه الرغبة في ابتكار وإبداع أكلات مختلفة على السفرة، ولا يعني زيادة الطلب على المواد الخام غير الضرورية، والتي تستقطع من المبلغ المخصص لتغطية احتياجات المنزل خلال الشهر».

مجلة كل الأسرة

وهنا لابد من وضع خطة استراتيجية لطريقة الإنفاق خلال شهر رمضان، يحدّدها د. لوتاه بالآتي:

  • اشتراك جميع أفراد الأسرة في تقسيم المصروفات، وتحديد البنود المطلوبة، مع مراعاة دور الأم، التي تعي جيداً احتياجات كل فرد في أسرتها، والمسؤول الأول في تشكيل عاداتهم، وغرس القيم النبيلة في نفوسهم، تلك المرتبطة بالحفاظ على النعمة، وعدم الهدر والإسراف.
  • الذهاب لشراء مستلزمات الشهر الفضيل وفق قائمة موضوعة مسبقاً، والالتزام بما يرد فيها، وعدم الانسياق وراء المعروضات التي لم نخطط لشرائها، فما لم نفكر في وضعه في القائمة، فهو بلا شك ليس ضمن أولوياتنا واحتياجاتنا الفعلية.
  • عدم الذهاب إلى المتجر أثناء الصيام، لأن ذلك يدفعك لشراء منتجات لا تحتاج إليها، فالإحساس بالجوع أو العطش يوهم المخ بأنه قادر على تناول أطعمة زائدة عن الحاجة.
  • ترشيد الاستهلاك ليس المقصود به التقليل من بنود الشراء، ولكن البحث عن المتاجر التي تقدم عروضاً وتنزيلات حقيقية، توفر في الميزانية بشكل واضح، وصريح.
  • ترشيد الولائم، وتسجيل عدد الحضور في كل مرة، وتوفير احتياجات كل سفرة من مواد غذائية وخلافه، وبما يضمن إعداد الكميات المطبوخة، وبما يتناسب مع أفراد الأسرة، والمدعوين، من دون إسراف، أو تقتير.
  • لضبط الميزانية لابد من عدم الإكثار من تناول وجبة الإفطار، أو السحور، خارج المنزل، والحدّ من زيارة المطاعم، والخيم الرمضانية، فبكل تأكيد تناول الطعام في البيت أوفر، وأنسب للصحة.

الاستغناء عن الكماليات ضرورة لضبط الميزانية في رمضان

يرتبط شهر رمضان في أذهان بعض السيدات بوجوب شراء أوانٍ وأدوات جديدة، تضاف إلى رصيد مطابخهنّ، وبما يفيض عن حاجتها، ويشير د. عبدالله إلى هذه النقطة، قائلاً «ما إن يبدأ الاستعداد للشهر الفضيل إلا وتجد محال المطابخ وقد اكتظت بزبائنها، إذ يكثر الطلب على معدات وأدوات المطبخ، رغبة من بعض الأمهات في إضفاء مزيد من البهجة على أفراد أسرتها، إلا أن ذلك بالطبع يرهق ميزانية الأسرة التي، في الأغلب، دخلها ثابت، وإضافة بنود جديدة عليها تأتي على حساب أمور أخرى لا تقل أهمية، فضلاً عن تكدّس المطبخ بما يفيض عن حاجته، الأمر الذي يستلزم التخلص من الفائض، وإيجاد مساحة من الطاقة الاستيعابية في المكان».