في عيد الأم الهدية وحدها لا تكفي.. 8 خطوات تعبّر بها عن حبك لـ«ست الحبايب»

قبل أيام من حلول موعد الاحتفال بعيد الأم، وربما قبل أشهر، يتبارى الأبناء في البحث عن الهدية المناسبة ليقدموها لأمّهم تعبيراً عن الحب، والامتنان. وعلى الرغم من أهمية تذكّر هذه المناسبة والتحضير لها بجلب الهدايا المناسبة، إلا أن الهدية وحدها لا تكفي.
فما تحتاج إليه الأم في عيدها هو حب واهتمام من نوع خاص، فهي لا تهتم بتقديم أجمل الهدايا، ولا تنتظر من أبنائها مقابلاً مادياً، وإنما تبحث عن وجودهم في حياتها، فوجودهم إلى جانبها هو أثمن الهدايا، وتقديم الدعم المعنوي لها هو أغلى هدية يمكن أن نقدّمها لها في عيدها.
وعلى الرغم من علاقة الأم الوطيدة بأبنائها، إلا أنها قد تخجل من طلب الاهتمام، وقد تجد صعوبة شديدة في طلب الدعم، حتى لو كان من أقرب الناس إليها.. سألت «كل الأسرة» عدداً من خبراء الطب النفسي والعلاقات الأسرية: ماذا تحتاج الأم من أولادها في عيد الأم؟ وما هي سبل تقديم الدعم المعنوي للأم ؟وكيف يعبّر الأبناء لأمّهم عن حبهم وامتنانهم لها بالشكل الأمثل؟ وهل تنتظر الزوجة من زوجها اهتماماً من نوع خاص في عيد الأم؟ وكيف يقدم الأبناء للأم الرعاية اللازمة لها، من دون أن تطلب ذلك؟

كيف نقدم للأم الدعم في كل الأوقات؟
في البداية، يؤكد الدكتور علاء الغندور، استشاري العلاج النفسي والسلوكي والعلاقات الأسرية، في القاهرة، أن الأم تهب الكثير والكثير لأبنائها من دون مقابل، ولا يمكن للمرء أن يجد أي علاقة على وجه الأرض كعلاقته بوالدته، بخاصة في الوقت الحاضر، حيث أصبحت الأمّ تتحمل أعباء إضافية، لتصبح أمّاً مثالية، وتتحمل الكثير من المشاق، مهما عظمت، وتتحدى الصعاب لتؤمّن لهم مستقبلاً باهراّ.. فنجد الكثير من الأمهات أصبحن أكثر اهتماماً بصحة أولادهن، ودراستهم، وعلاقتهم بأصدقائهم، فضلاً عن الاهتمام بالمنزل، والزوج، وربما الكثيرات يقمن بذلك كلّه إضافة إلى العمل، ولكونها ابنة، وأختاً، وصديقة، فهي إنسانة تقوم بكل هذه الأدوار معاً.. فكيف لإنسان واحد أن يقوم بكل هذه الأدوار؟
ويضيف «الأمّهات يفعلن ما لا نتخيله من أجل أولادهن، وكل كلمات الشكر والامتنان لا تكون كافية للتعبير عن الحب، والتقدير. لذلك يجب ألا يتوقف الأمر على عيد الأم فقط، ودائماً ما أنصح الأبناء بإظهار الحب والامتنان للأم، في كل الأوقات، ولكل عمل تقدمه لهم، من دون تأجيل لمناسبة معيّنة. فمثلما كانت الأم لأولادها طوال العمر ذلك الشخص الذي لا يدّخر وسعاً للتعبير عن الحب والحنان، ولا تنتظر سبباً للاهتمام بأولادها، من حقها علينا، نحن الأبناء، أن نعاملها بالمثل، ونكون لها خير سن،د وعكاز في الكبر».
ويشدّد الاستشاري الأسري د. علاء الغندور على أن كل الأمهات في حاجة ماسّة لأبناء يقدمون لهنّ الأحضان، والقبلات، والتعبير عن الحب، والمشاعر الإيجابية، وأيّ شيء يعبّر عن الاحترام والتقدير الكامل لهنّ.
ويلفت د. الغندور إلى أن من أكثر المشاعر السلبية التي قد تراود الأم عندما يكبر أولادها، هو أن يتسلل إلى قلبها الشعور بعدم حاجة الأبناء إليها مع تقدمها في العمر، لكون الأبناء قادرين على الاهتمام بأنفسهم، وانشغالهم بحياتهم، إلا أن ذلك غير صحيح، إذ لا يوجد أبناء لا يشعرون بمدى أهمية أمهاتهم مهما تقدمن بالعمر، لذلك من الواجب والمهم على الأبناء الحرص على إعلامها بمدى أهميتها، وأهمية وجودها في حياتهم.
وكذلك من المهم التواصل بشكل دائم معها، لأنه من المحزن أن تشعر الأم بتواصل أبنائها معها لمجرّد وجود طلبات، أو احتياجات معينة، كحاجتهم إلى المال، أو للحصول على المساعدة في المشاكل، صحيح أنها لن تترد في تقديم المساعدة لحل مشاكل أولادها إلا أن ذلك سيجعلها تشعر بأنانيتهم، لذلك احرص على الاتصال بها، أو زيارتها بشكل يومي، وإن لم تستطع ذلك، لا تتردّد في إرسال رسالة صوتية، أو نصية، لها بغرض الدردشة والاطمئنان عليها.

واجبات ومسؤوليات دائمة تجاه الأم
وتتفق معه الدكتورة إيمان عبدالله، استشاري علم النفس والعلاج الأسري بالقاهرة، في أن العلاقة الصحية بين الأبناء والأم بشكل خاص، والعائلة بشكل عام، تضمن خلق أجيال جديدة تسعى لبناء أسر ذات علاقات صحية في المستقبل، ما يجعل المجتمع متزناً وإيجابياً، كما أن جوّ الأسرة المريح يمكّن الأطفال من النمو النفسي، والاجتماعي، والثقافي، والديني، السليم.
وتشير د. إيمان عبدالله إلى أن الأم مع تقدمها في العمر تحتاج دائماً إلى الدعم من قبل أولادها، حتى وإن لم تطلب ذلك أبداً، بخاصة أنها كلما مرت الأيام ينتابها شعور بأنها لا تملك شيئاً لتقدمه لأولادها، وهذا ليس صحيحاً، لذا وجب على الأبناء أن يؤكدوا لها مدى حاجتهم إليها، ولأهمية وجودها في حياتهم.
ويجب ألا يكون تقديم الهدايا مرهوناً بعيد الأم، أو عيد ميلادها، فاحتياجاتها يجب أن تجاب فوراً، وتكون في قائمة أولوياتنا، حتى وإن أصرّت على أنها لا تريد شيئاً، وأن يعرض الأبناء دائماً تقديم الدعم المادي للأم، حتى وإن لم تكن بحاجة إلى ذلك، فلا ننتظر منها أن تطلب، بل نقوم بتقديم هذا الدعم لها، ونخصص في كل شهر مبلغاً مالياً لمساندتها، وإذا ما رفضت نؤكد لها أن ذلك بعض القليل الذي قدمته من أجلنا، والذي لا يقدر بثمن.
من ناحية أخرى، ترى الاستشارية الأسرية أنه يجب أن نذكّر الأبناء بأهمية عمل وقفة مع النفس، وعدم استغلال الوالدين للقيام بمهامنا في الحياة، وتبيّن أن من أكثر الأمور التي يحتاج إليها الوالدان من الأبناء عند الكِبر، هو ألا نثقل كاهلهما بالمسؤوليات المطلوبة منا. فعلى سبيل المثال، يجب التعامل مع مسألة الاعتماد على الجدّة في تولّي جزء من مسؤولية تربية الأبناء بحساسية شديدة، حتى لا تشعر الجدّة بأنه يتم استغلالها، ولا يتم الاتصال بها إلا إذا احتاج إليها الأبناء لرعاية الأحفاد، وعلى الأبناء أن يدركوا أن الأم قدمت ما عليها من تضحيات وعطاء، وأن الاستغلال لمحبتها وحنانها مرفوض، إلا في الحدود البسيطة التي تقدمها الأم طواعية، وعدم إلقاء الكثير من المسؤوليات على كاهل الأجداد، والجدّات، بحجة أنهما لا يعملان، ولديهما متسع من الوقت للقيام بذلك. كما يجب علينا احترام رغبة بعض الجدّات والأجداد في عدم تقبّل فكرة أن يرمي الأبوان المسؤولية بأكملها عليهم، فهم لم يقطعوا سنوات طويلة من الجد والتعب في تربيتهم، وعندما يحين وقت الحصول على قسط من الراحة نثقلهم بمسؤوليات تربية الأحفاد من جديد، خصوصاً إذا كان الاعتماد الكلي عليهم لدرجة أن البعض ينجب، ويترك التربية على الجدّة، متجاهلاً عمرها، وصحتها، ومقدرتها.

خطوات بسيطة لإسعاد الأم في يومها وكل يوم
من جانبها، تقدم الدكتورة ياسمين ياقوت، خبيرة العلاقات الأسرية وتعديل السلوك بالقاهرة، بعض النصائح للأبناء حول كيفية تقديم السعادة للأم دائماً، من خلال دعمها، مادياً ومعنوياً، في عيدها السنوي وفي كل الأوقات:
- الأمهات مثل أي شخص آخر، بحاجة إلى التحدث، والتعبير عن مشاعرها، لذلك يجب على الأبناء أن يخصصوا بعض الوقت للجلوس معها، وإعطائها الفرصة للتعبير عن مشاعرها واحتياجاتها، ما يجعلها تشعر باهتمام أبنائها بها.
- أجعل والدتك في قائمة الأولويات، واحرص على قضاء وقت كافٍ معها، محاولاً الالتقاء بها بشكل مباشر، والتحاور، وممارسة الأنشطة معاً، والابتعاد عن التواصل عبر المواقع الإلكترونية والهاتف، إلا عند الضرورة القصوى.
- يجب تنفيذ بعض التصرفات اللطيفة التي تجعل الأم تشعر باهتمام أبنائها بها، مثل تحضير وجبة الإفطار للأم لتناولها عند الاستيقاظ من النوم، والابتسام في وجهها، وغيرها من الأفعال اللطيفة التي تترك أثراً طيباً في نفس الأم.
- من الأفضل أيضاً أن يصطحبوا أمّهم للتنزه في مكان تفضله حتى تشعر بالسعادة والاسترخاء، وتجّدد روتينها اليومى، ويفضل إعطاء الأم في عيد الأم، على الأقل، إجازة من القيام بأعمالها المنزلية الروتينية، حتى تشعر بالراحة والاسترخاء، وتهتم بنفسها أكثر من أي وقت مضى.
- أما إذا لم يكن الخروج من البيت متاحاً في هذا اليوم، لأي سبب، فعلى الأقل نتولى نحن مهام البيت بدلاً منها.. وتقضي العديد من الأمهات ساعات في التخطيط والإعداد والطهي لعائلاتهن، لذلك يفضل تحضير الطعام لها، بخاصة وجبتها الغذائية المفضلة.
- من الجميل أن ينتهز الأبناء هذه المناسبة ليفتحوا صفحة جديدة مع أمهاتهم طوال الوقت، من خلال الاعتذار عن أخطائهم التي اقترفوها خلال الفترة الماضية، وقطع وعد واجب التنفيذ بألا تتكرر هذه الأخطاء مرة أخرى.
- أبق على علاقة جيدة مع إخوتك إذ إن علاقتك الجيدة، والود بينك وبين إخوتك سيجعلها تشعر بفرحة غامرة، بينما ستشعر بحزن شديد بمجرّد رؤيتها أبناءها في صراعات ونزاعات، أياً كانت الأسباب.
- راجع نفسك، وقم بالبحث عن أيّ سلبيات في طبيعة العلاقة مع الأم، كعدم الاحترام الذي يولد المشاحنات المتكررة، أو عدم التواصل بشكل فعال ما يولد لديها سوء الفهم، وحاول فهم وجهة نظر الأم في الأمور المختلف عليها، ومحاولة التوصل إلى أمر وسطي بين قناعتها، وقناعتك.
اقرأ أيضاً: في يوم الأم.. شباب يستقبلون بهجة رمضان بهدايا استثنائية لـ«ست الحبايب»