31 مارس 2020

كتاب الأسبوع: «مي زيادة» كاتبة عاشت في خطر

فريق كل الأسرة

كتاب الأسبوع: «مي زيادة» كاتبة عاشت في خطر

ذهب كثيرون في تعليل الحياة العاطفية لمي زيادة في مذاهب شتى، بل ربطوا بين قلبها وقلوب عدد من رواد صالونها، وبجبران خليل جبران على وجه التحديد، ولعل ما أفضت به مي نفسها إلى محمد لطفي جمعة يفسر إعراضها عن التجاوب مع عبارات الحب التي كانت تسمعها، والتي امتلأت بها ثلاثة من كتب مصطفى صادق الرافعي. وإذا كان جبران قد حظي من مي بعشرات الرسائل التي لا تخلو من إعجاب مهذب بأدبه وشخصه، حتى قيل إنه الحب الوحيد في حياتها، فإن ما يثير الدهشة أن سيرة جبران التي سجلها مع ميخائيل نعيمة، قد خلت تماما من أي إشارة إلى مي أو رسائلها. أما مصطفى صادق الرافعي فقد استولى عليه وهم كبير وهو أن «مي» تحبه، والرافعي شاعر وكاتب كبير، لكن احتمال وقوع مي في هواه مستبعد، وعندما فرغ من إعداد كتابه «أوراق الورد» وصف هذا الكتاب بأنه «كتاب الشيطانة».

في صيف عام 1939 سافرت مي إلى لبنان كعادتها فاستدرجها بعض أقربائها إلى مستشفى الأمراض العقلية، في العصفورية، ثم حضر ابن عمها إلى القاهرة واستصدر أمراً بالحجر عليها واستولى على ثروتها، وقد بقيت مي في المستشفى عاماً كاملاً، عذبت وضربت خلاله، وقد أحست خلال أزمتها بخيانة أصدقاء لها، فرفضت أن تراهم، حين عادت إلى القاهرة، لإحساسها بأنهم تخلوا عنها، وكان القضاء قد أصدر حكمه برفع الحجر عنها، بعد أن استمع القاضي إلى آخر محاضرة لها ألقتها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة بعنوان «عش في خطر».
الكتاب: مي
المؤلف: وديع فلسطين / الناشر: دار ومطابع المستقبل