لم تكن رحلة «كل الأسرة» إلى جزر المالديف أو الديفي الراجي كما يطلق عليها باللغة الرسمية لتلك الجمهورية الصغيرة والتي تتكون من 1200 جزيرة، تحمل أدنى شك أنها سوف تحمل لنا الكثير من المتعة والمغامرة إلا أن الواقع كان أشبه بدرب من الخيال، فعندما تقرر الطبيعة أن تسحرك بجمالها وتعطيك أجمل ما فيها فلابد أن تقصدها في موطنها في تلك البقعة الرائعة التي تقع في المحيط الهندي.
استقبال مميز
بدأت الرحلة على متن «طيران الإمارات» واستغرقت 4 ساعات من مطار دبي الدولي إلى مطار العاصمة ماليه، لنستقل الطائرة المائية في رحلة ساحرة فوق المحيط مدتها نحو 25 دقيقة إلى منتجع «فاكارو» في «با أتول» والتي تبعد عن ماليه حوالي 110 كيلومترات وتتمتع بشواطئها الهادئة ذات الرمال الناعمة والإطلالات البحرية الساحرة، والتنوع الحيوي الفريد الذي تحتضنه مياهها.
بدت اللحظات الأولى وكأننا داخل لوحة جميلة ترسمها ريشة فنان بارع، وذلك بهبوط الطائرة على ذلك المرسى الخشبي بمنتجع «فاكارو» تلك الكلمة التي تعني باللهجة المحلية شجرة جوز الهند.
اصطف بعض العاملين لاستقبال الضيوف والترحيب بهم على أنغام موسيقى محلية تشتهر بها المالديف، لتستقر بنا الحال في الاختيار من بين بدائل عدة خاصة بمكان الإقامة والذي يتضمن 125 فيلا، فكان إما المبيت في فيلا على الشاطئ ملحق بها مسبح يضمن الخصوصية، وامتزج فيها الطابع التقليدي لجزر المالديف بعناصر نمط الحياة العصري الفاخر، أو بين فلل أخرى مصممة فوق الماء بعناية وبما يضمن مزيداً من الخصوصية التي تفصل كل واحدة منها عن الأخرى، إضافة للأجنحة المصممة بعناية لتعكس التقاليد الأصيلة لجزر المالديف، وتتيح كل فيلا وجناح وصولاً مباشراً إما إلى الشواطئ الساحرة أو البحيرات الساحلية، مما يلبي متطلبات كافة الزوار من العائلات أو الأزواج الذين يبحثون عن الاستجمام والخصوصية.
أنشطة لكل العائلة
لسنوات عدة ارتبط في مخيلة الكثيرين أن المالديف مقصد المتزوجين حديثاً أو من يريدون أن يسرقوا بعض اللحظات لتجديد العلاقة الزوجية بعيداً عن مشاغل الحياة وهموم الأبناء، حتى تراجعت تلك النظرة الضيقة بعد أن أصبحت المنتجعات مقصداً للعائلات وأضحت تهتم بإضافة مزيد من الأنشطة والفعاليات التي ترضي أذواق الصغار قبل الكبار، وهو ما دفع القائمين على جزيرة «فاكارو» إلى توفير 400 عامل لخدمة السياح وتلبية رغباتهم، فتضم الجزيرة الملاعب لممارسة كرة القدم والتنس وملعباً لكرة الريشة، كما يوجد منطقة للألعاب المائية المتعددة والمتنوعة بين الغوص لمشاهدة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، أو الصيد على الشاطئ، أو قيادة الدراجات المائية وركوب زوارق الكاياك أو القيام بجولة حول الجزيرة، وغيرها من الأنشطة الأخرى، كما يوفر نادي «كوكونات كلوب» مجموعة واسعة من الأنشطة مثل طاولات البلياردو والبيج بونج والألعاب اللوحية ومناطق للقراءة والاسترخاء، ما يجعله ملاذاً مثالياً لجميع أفراد العائلة، ليس هذا فقط بل توفر الجزيرة أنشطة خاصة بالأطفال، ففي نادي «باروت فيش» توجد مجموعة واسعة من الأنشطة الترفيهية، وتشمل الفنون والحرف التي تسهم في تحفيز الأطفال على استكشاف الأشكال الفضائية، كما تضم المساحة الخارجية حوض سباحة مخصصاً للأطفال ويمكن للعائلات التي تقضي إجازتها برفقة أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و12 عاماً الحصول على خدمة رعاية الأطفال لمدة ثلاث ساعات مجاناً خلال فترة إقامتهم، يضاف إلى كل ذلك مجموعة من أروع خيارات تناول الطعام، والتي تمنح الضيوف فرصة لتذوق أشهى المأكولات من مختلف أنحاء العالم، كما تتضمن وجبة الفطور اليومية مائدة بوفيه خاصة للأطفال، بجانب قائمة مختارة بعناية من المأكولات المحضرة خصيصاً للصغار على وجبتي الغداء والعشاء، كما يمكن لأفراد العائلة المشاركة في دروس الطهي لتعزيز التواصل فيما بينهم، والاطلاع على كيفية إنتاج المحاصيل العضوية والتي تخصص لها الجزيرة مساحة كبيرة لزراعتها وبما يضمن تقديم أعلى جودة للضيوف، كما يحتضن المنتجع «مارينا سبا»، والذي يضم 4 غرف علاجية مع إطلالة ساحرة على المحيط، و8 غرف علاجية مفردة، ومركزاً لتصفيف الشعر وتجميل الأظفار، ومتجراً تابعاً للسبا ومركزاً للرعاية الصحية يتضمن حوض جاكوزي للاسترخاء، كما يمكن للضيوف الاستمتاع بممارسة تمارينهم في النادي الرياضي ويستقبل الضيوف على مدار الساعة، كما يساعدهم بالتواصل المستمر أثناء إقامتهم بالجزيرة من خلال توفير شبكة «واي فاي» تغطيها بالكامل.
مطاعم متنوعة
لعشاق التنوع ولمحبي الطعام يوفر المنتجع خيارات عديدة ترضي جميع الأذواق ويوجد 6 مطاعم تقدم أطباقاً من مختلف أنحاء العالم، بدءاً من النكهات الآسيوية في «لاجون»، وصولاً للنكهات الأوروبية في «إيزوليتا» كما يقدم «أماني» المأكولات العالمية مع لمسة مالديفية في أجواء داخلية فسيحة وفي الهواء الطلق في وجبة الإفطار والعشاء، كما يمكن التمتع بأذواق آسيا، إلى جانب أصوات الطبيعة في أجواء الحديقة الهادئة بمطعم «أوني»، كما يعتبر «كابانا» أيضاً المكان المثالي للاستمتاع بتناول الطعام في الهواء الطلق، وتشمل قائمة «فاكاي» المكونات الاستثنائية التي تقدم أجود اللحوم والمأكولات البحرية الطازجة، كما يمكن للضيوف اختبار تجربة عشاء هادئة على طاولة خاصة تحت ضوء القمر أو الاستمتاع بوجبة مميزة ضمن أجواء استوائية فاخرة في أي وقت، وانطلاقاً من نهج الاستدامة الذي يتبناه المنتجع، أطلق «فاكارو» عدة مبادرات بيئية في قطاعات مختلفة تحث على استخدام المنتجات المحلية بما فيها السمك والمأكولات البحرية،وتقنيات معالجة المياه، والزجاجات القابلة لإعادة التدوير، فضلاً عن زراعة منتجات عضوية بهدف خفض نسبة استيراد الطعام؛ إلى جانب برامج المنتجع لتنظيف الشعب المرجانية وزراعتها.
الغروب في جزيرة «فاكارو»
كانت حقاً تجربة ممتعة وتستحق خوض غمارها أكثر من مرة لما تضفيه على النفس من راحة وسكينة لا يجدها السائح سوى في تلك الجزر الصغيرة التي تعد جنة الله تعالى على الأرض.