حال اندلاع «كورونا» تم إغلاق صالات السينما حول العالم على أساس أن إحدى تلك الأماكن التي تشهد حشوداً دائمة. تعالت صرخات أصحاب الصالات في أكثر من مكان وهم يراقبون وضعاً صعباً يحتم عليه إغفال موسم زاخر بالأفلام يبدأ من منتصف هذا الشهر وينتهي مع نهاية شهر أغسطس.
إنه موسم الصيف، وكما نعلم جميعاً هو موسم الإنتاجات الكبيرة التي ترصدها تلك الشركات لهذه الفترة تحديداً كونها الفترة التي تحصد أكبر حصة من العائدات حول العالم. هوليوود تقدّر أن خسارتها في الولايات المتحدة والعالم من جراء الوضع السائد بسبب الوباء، تزيد على ستة مليارات دولار وهو ما تتوقعه من خسارة عن العام بأسره.
عدد من أفلام الصيف المتوارية حالياً تم إعادة برمجته لمواعيد متأخرة من السنة، بما فيها فيلم جيمس بوند الجديد على سبيل المثال. عدد أكبر تم حجزه في الخزائن بانتظار انفراج الأزمة من دون تحديد موعد جديد. تلك التي لم تكلّف كثيراً ذهبت مباشرة إلى سوق الـ DVD ومنها إلى قنوات النسيان.
صيف 2020 الملغى سينمائياً كان يحتوي على عدد كبير من الأعمال المنتظرة بالفعل التي كانت ستنطلق من أواخر شهر مايو الجديد إلى الجمهور الحافل. ولو أخذناها من مبدأ مواعيد عروضها سنجد أن العديد منها ربما خسر الفرصة الأكبر من النجاح بمجرد أن تم تأجيله.
في هذا الشهر مثلاً كان من المفترض أن نتابع الفيلم الذي قامت ديزني بإنتاجه بنسختين إنكليزية وصينية، هو إعادة صنع لفيلم أنيميشن بعنوان Mulan قامت بتحقيقه نيكي كارو وببطولته الصينية ليو ييفاي. فيلم مغامرات لا تتوقف لامرأة شابة تسعى للانتقام من خاطفي والدها.
البطولة النسائية نجدها كذلك في فيلم من بطولة كاميل كيتون بعنوان «صرخة للرجل السيئ». هنا نجد هذه المرأة تتوجه صوب رجل القانون في البلدة الصغيرة التي تعيش فيها طلباً للعدالة وحين تكتشف أن رجل القانون ليس أكثر من «شريف» فاسد تقرر أن تطبق العدالة المفقودة بنفسها.
وفي «إنتريغو: ساماريا» نجد بطلة الفيلم (برجيتا بوننهايم) تسعى لتحقيق فيلم تسجيلي حول صديقة اختفت فجأة ثم تم العثور على جثتها مقتولة. محاولتها تضعها في مواجهة مخاطر كبيرة.
مع نهاية الشهر الحالي كنا سنجد أبطالاً من الذكور في مثل هذه الأزمات وهذا في فيلم «آركنساس». ليام همسوورث يحاول الخروج بنفسه من المأزق الذي وضع نفسه فيه عندما أخذ يعمل لحساب تاجر المخدرات ڤينس ڤون.
قبله بأسبوعين كان من المقرر عرض فيلم شهد مسبقاً صيتاً إيجابياً كبيراً هو «التاريخ الحقيقي لعصابة كَلي» للمخرج جوستين كورزل (حقق قبل عامين فيلماً جيداً بعنوان «ماكبث») ومن بطولة راسل كراو وجورج ماكاي.
نجد حفنة من الأفلام الكبيرة التي كانت مبرمجة للعرض في الشهر المقبل من بينها «ذا غرين نايت»، فيلم مبارزات تاريخية مع أليسيا فيكاندر وجو إدجرتون وديف باتل.
نجد كذلك Fatale مع هيلاري سوانك لاعبة دور ضابط شرطة تغوي رجلاً متزوّجاً بارتكاب جريمة. وكان من المفترض ألا ينتهي الشهر المقبل إلا بعرض فيلم «أنا انتقام: رد فعل» من بطولة ستو بانِت، وهو بطل جديد في غمرة ممثلي الأكشن.
أكبر أفلام شهر يوليو كان «تانِت» المشار إليه أعلاه. المخرج كريستوفر نولان («دنكيرك»، «باتمان رايزينغ») صرف عامين من العمل وأكثر من 200 مليون دولار لإنجاز هذا العمل. شأنه في ذلك شأن المخرجة باتي جنكينز وفيلمها «ووندر وومان: 1984» مع الممثلة غال غادوت في دور المرأة ذات القوّة التي تجابه فيها الأشرار الموزعين حولها. كان الجزء الأول من هذه المغامرة خرج قبل عامين بنجاح لا بأس بحجمه.
أما شهر أغسطس فكان مقرراً له أن يبدأ بفيلم «الحديقة السرية» عن حكاية فانتازية أمّنت نقلها شركة إنتاج بريطانية مع كولين فيرث وجولي وولترز وأمير ولسون في البطولة.
بجانب هذه الأفلام، كان مقرراً كذلك عرض عدد من أفلام الرسوم المتحركة والأنيميشن من بينها Trolls World Tour (الشهر الحالي) وScoob (الشهر المقبل) وThe Sponege Bob Movie: on the Run (في شهر أغسطس).
كل ذلك اختلط أمره وتعاد برمجته مع الآمال الكبيرة بأن النجاح ما زال ممكناً لها.