12 يوليو 2020

عيسى الطنيجي يكتب:مخرج زمانه!

إعلامي اماراتي متخصص في الكتابات الساخرة، ومصور فوتوغرافي محترف في الأسفار، أعمل حالياً في مجال الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة بإحدى الجهات الحكومية في أبوظبي

 عيسى الطنيجي يكتب:مخرج زمانه!

في الماضي، كان إنتاج المواد المرئية والبرامج التلفزيونية تحتاج إلى معدين وفرق عمل متخصصة في الصوت والصورة، وكاميرات باهظة الثمن وميزانيات ضخمة، ولكن الوضع هذه الأيام اختلف كثيراً وأصبح (شربة ميه) كما يقولون! 

اليوم ومع تطور التكنولوجيا وتقدمها في عصر الإعلام الجديد، صار بإمكان الشخص العادي أن ينتج فيلماً قصيراً خلال دقائق معدودة وبأبسط الأدوات مستخدماً تطبيقات تحرير الفيديو التي تتيح للشخص إنتاج فيديوهات بجودة عالية ومشاركتها مع المتابعين في لحظات من خلال شبكة الإنترنت، ويكون بذلك هو المعد والمصور والمخرج المنفذ ومن دون ميزانيات تكسر الظهر!

ذات مرة كنت مع أحد الأقارب في رحلة سياحية إلى جورجيا، وكنا نوثق الأماكن التي زرناها بكاميرا الموبايل التي تتيح التصوير بتقنية (HD) عالية الجودة، وعندما وصلنا إلى مطار (تبلييسي) بدأ قريبي في إجراء عملية المونتاج للفيلم الذي تم الانتهاء منه بمجرد ملامسة إطارات الطائرة أرضية مطار دبي! 
الجميل في هذه التطبيقات والبرامج أنها صارت استوديو شخصياً متنقلاً في كمبيوترك الخاص أو هاتفك الذكي، والأهم أنها تحافظ على خصوصيتك خاصة الأفلام التي تتضمن مشاهد لأفراد العائلة والأصدقاء، والذي يميزها أيضاً سهولة استخدامها حيث لا تتطلب شهادات علمية أو خبرة مسبقة في عملية الإنتاج، وإنما متابعة بعض دروس اليوتيوب وبعدها يكون الشخص (مخرج زمانه)!

منذ فترة تواصلت مع شخص في الانستغرام وسألته عن سر التصوير السينمائي المميز للفيلم الذي عرضه، وما هي الكاميرات التي استخدمها في التصوير، وبعض الجوانب الفنية الأخرى معتقداً أنه مخرج متخصص في الأفلام الوثائقية، وتفاجأت أنه شاب جامعي هاوٍ اعتمد في عملية المونتاج على هاتف ذكي مزود بتطبيقات مجانية لا أكثر! 

أخيراً لا تستغرب عزيزي القارئ إذا شاهدت هذه الأيام في وسائل التواصل الاجتماعي أعمالاً وبرامج شيقة لا تقل تميزاً عما نشاهده في القنوات الفضائية، ولكن من يقف وراء تلك الأعمال شباب صغار في المراحل الثانوية أو الإعدادية.. وأحياناً الابتدائية!