د. حسن مدن يكتب:حياة بطعم الشكولاتة

يستوقفنا تقرير يمكن وصفه بالطبي عن فوائد الشكولاتة. حيث ينسب إلى أخصائية تغذية اسمها فارفارا زارودينا قولها إن الشوكولاتة هي واحدة من أغنى مصادر مضادات الأكسدة، فحبوب الكاكاو، التي تصنع منها، تحتوي على أكثر من 200 مركب لها تأثير إيجابي في الجسم. على سبيل المثال، مركبات الفلافونويد التي تعدّ من مضادات الأكسدة القوية ولها تأثير مفيد في تخثر الدم، كما لها تأثير إيجابي في الجهاز المناعي. «يمكننا القول، تؤكد المرأة، إن الشوكولاتة تحفز مناعتنا».

لكن للشكولاتة فوائد أخرى، إضافة إلى فوائدها الصحية، حيث أظهرت الأبحاث العلمية الحديثة ، حسب صاحبتنا الأخصائية المشار إليها، فإننا نفضل الشوكولاتة التي هي أكثر الأطعمة استهلاكاً، لأسباب عاطفية أيضاً: عندما نتناول الشوكولاتة، ينشط دماغنا هرمونات المتعة - الدوبامين والسيروتونين.

قدّر لي قبل سنوات قليلة ماضية أن أزور وعائلتي متحف الشكولاتة في مدينة كولون بألمانيا، وهو في الواقع مصنع للشكولاتة، من خلال التجوال فيه تخرج بفكرة وافية عن المراحل الطويلة التي يقطعها تصنيع الشكولاتة، قبل أن تذوب قطعها اللذيذة تحت ألسنتنا، حين نتناولها من علب أنيقة، ونحن نتناول بمتعة فائقة قهوتنا معه، وتظهر المعراج الطويل الذي قطعه تطور صناعة الشكولاتة، التي كانت موجودة، دائماً، عبر التاريخ، منذ أن عرف الإنسان شجرة الكاكاو. 

دار «كلمة» في أبو ظبي تقدم لنا كتاباً شائقاً يتحدث عن «التاريخ الكوني للشكولاتة» من تأليف سارة موس واليكساندر بادنوش، وترجمه إلى العربية معن أبو الحسن، حيث نكون بصدد دراسة ممتعة تتقاطع فيها فروع متنوعة من المعرفة: التاريخ، الاقتصاد، تطور وتعدد أنماط الاستهلاك لا عبر الزمان وحده، وإنما عبر الأمكنة أيضاً، وجاذبية الإعلان، كمظهر ملازم للتسويق. لكن ما يشدنا أكثر في الكتاب هو وقوفه على أهواء البشر وميولهم، من خلال علاقتهم مع هذا المكون العجيب. 

المؤكد أن الشكولاتة تلون حياتنا بالبهجة، وإن فهمتم أن هذه دعوة للإقبال عليها، وجب تحذيركم من أن ألا تسرفوا في ذلك، فبحسب الأخصائية زارودينا فإن الشوكولاتة يمكن أن تسبب الإدمان مثل أي طعام آخر، وهذا يؤثر، بدوره، في الوزن والصحة وحالة الجلد والمظهر، لذا من المهم تناولها بوعي. وهي كسواها من المختصين تقول بأنه من الأفضل اختيار الشوكولاتة الداكنة، لأنها تحتوي على أكبر عدد من حبوب الكاكاو. مضيفة أن «شوكولاتة الحليب أقل فائدة، والشوكولاتة البيضاء خالية من جميع الخصائص المفيدة».