العيد والحناء في المجتمع الإماراتي وجهان لعملة واحدة، وجمال نقش الحناء يزداد إشراقاً في الأعياد.
في هذا التحقيق، يتحدث المصورون الشباب عن الرسالة التي يحملونها كفنانين مبدعين، مؤكدين أن الفن لا حدود له، خصوصاً عندما يكون امتداداً لعادات تجذرت لدى الأجداد والآباء.
يوماً بعد يوم يكتشف العالم الآثار الإيجابية لجائحة «كورونا». الفنانة الشابة ميثاء حميدان، دفعتها رغبتها في نشر حالة من البهجة قبل قدوم عيد الفطر الماضي، خلال فترة الحجر المنزلي، إلى توظيف فنها في رسم الحناء ولكن بطريقة مبتكرة، حيث تقول «أنا رسامة ولدي العديد من المهارات الفنية، وبدأت في نقش الحناء أثناء الحجر المنزلي حين كانت هناك صعوبة للخروج للنقش في مراكز التجميل، وقد لاحظت أن هذا النوع من الفن قادر على البقاء والاستمرار على يد بنات البلاد، لاسيما أن أغلب النقشات المنتشرة تأثرت بثقافات أخرى لأن من يرسمنها هن غالباً من الهند وباكستان، فالحناء من أبرز عاداتهن أيضاً. لكن الحناء الإماراتية تختلف تماماً في نوعها وطريقة نقشها، وأنا أحاول أن أعزز ذلك ولكن بطابع حديث وإبداعي، يجذب بنات اليوم، بل يرضي أذواقهن الراقية والبسيطة».
المصورة علا اللوز
تشتهر المصورة علا اللوز بتوثيق عادات إماراتية عائلية يغفل الكثيرعن توثيقها، تقول «الحناء من العادات التي تجلب ممارستها حالة من الفرح، ونظراً لخصوصية الحياة العائلية لا يخلد الكثيرون تلك اللحظات بالتقاط الصور ونشرها، الأمر الذي قد يسهم في اندثار هذه العادة، وأنا كمصورة أحرص على توثيقها بطريقة مبتكرة وبروح شبابية، تحفظ في الوقت ذاته الخصوصية العائلية، و أركز على لحظة التجمع لنقش الحناء، وأحب أن ألتقط صورة يد الفتاة وهي ممسكة بالعيدية مع التركيز على نقش الحناء في الوقت ذاته. وهذه الحالة تحتاج إلى السرعة في التقاط الصورة ولا أفضل الترتيب لها مسبقاً، فأنا أعتمد على كاميرا هاتف الأيفون، لاسيما أن الإعدادات المتوفرة فيه تساعدني في الحصول عـلى خلفية رائعة، وتأثيرات إضـاءة "بـورتـريـه" لتغيير الخلفية العادية، وهذا النوع من التصوير يجذب الشباب، ويجعلهم ينظرون إلى عاداتهم بمنظور عصري وحيوي، وأنا أشجعهم على ممارسة التصوير من خلال توظيف إعدادات الهاتف للحصول على صور احترافية يمكنهم مشاركتها عبر حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، وأستخدم أحياناً iPhone 11 Pro لتغيير الإضـاءة أثناء الـتصوير، خصوصاً أن ھـناك سـتة خـيارات إضـاءة مـتاحـة وھـي: الضـوء الـطبيعي، الـوضـع الأسـاسـي، وضـوء الاسـتوديـو، الضـوء المـحيطي، ضـوء المسـرح، ضـوء المسـرح الأحـادي والضـوء العـالـي الأحـادي».
المصورة العنود مبارك
من جهتها، ترى المصورة العنود مبارك أن تحـديد نـوع تـأثـير الإضـاءة المناسبة يجعل الحالة تلقائية، خاصة أن شباب اليوم ينجذب إلى الصورة الإبداعية وهي التي تدفعه للإعجاب بالمحتوى، تقول العنود «كمصورين إماراتيين ندرك قيمة العادات التي نقوم بتوثيقها، وتصوير حالة نقش الحناء على يد رسامة إماراتية، بيد مصورين إماراتيين، يخلق حالة من التجديد في تراثنا وثقافتنا، ويجذب الفتيات لتقليد هذه الحالة سواء بالتوثيق أو العودة لنقش الحناء بطريقة تشبه حياتهن العصرية، من خلال اختيارهن لرسمات ذات خصوصية تعبر عن شخصياتهن، وبدرونا كمصورين نركز على مرحلة التوثيق، ونشجعهن لاكتشاف مواهبهن من خلال الهاتف. وتحديد الشيء الذي نرغب في تصويره من دون انتهاك الخصوصية في الجزء الخلفي منها، هو من أبرز التحديات التي تواجه مصور المنزل، ويمكنه تجاوز ذلك من خلال إعدادات ضـوء اسـتوديـو يـجعل الصورة سـاطـعة، أما الـضوء الـمحيطي للحصول عـلى شـكل محـدد، وضـوء المسـرح فـيجعل الخـلفية مـعتمة تـمامـا».
المصور أحمد القحطاني
المصور أحمد القحطاني له وجهة نظر في التقاط لحظة نقش الحناء، «لاحظت خلال رحلتي في التصوير أن هناك تغيرات حتى في أنواع ومنافذ بيع الحناء، لذلك أستخدم الهاتف في سرعة توثيق الأشياء التي تصادفني في السوق مثل الملصقات الجاهزة لنقوش مختلفة للحناء، كما أن دخول فتيات كثيرات مجال نقش الحناء يدفعني لتتبع حالة الابتكار في طريقة الاستعداد لنقش الحناء، وحرصهن على تصوير ذلك بهواتفهن يساعدني على التوثيق بعفوية عبر «الايفون» الخاص بي من دون أن يتصنعن أو ينظرن إلى الكاميرا».
المصور التماش جافيد
يركز المصور التماش جافيد على ضبط عمق الـقدرة الإبـداعـية أثـناء تـركـيب عـناصـر الـلقطة، فهو يرى أن عمق الحالة هو الجاذب الأكبر لفئة كبيرة من الشباب، يقول «تصوير جلسة نقش الحناء ألهمني بالعديد من الأفكار للكشف عن الاختلاف في كل ثقافة بالنسبة للعادات المشتركة بينها، وطريقة التصوير والمكان يلعبان دوراً أساسياً في ذلك، وفي تصوير جلسات نقش الحناء الإماراتية يجب مراعاة أمور ضرورية، فغالباً لا تفضل الفتاة التي ترسم الحناء ومن يرسم لها الظهور في الكاميرا، لذلك يندر توفر صور لحالات وجلسات عفوية تعكس طرق النقش الأصلية لهذا البلد. ولقد صار اليوم من السهل توثيقها بطرق متوفرة في الهاتف، وقد تعمدنا تصوير هذه الجلسة من خلاله كي نسهل على الجميع التصوير من دون خوف أو إزعاج لباقي أفراد المنزل، فعادة مـا يـفكر المصور عـند الـتقاط صـور "بـورتـريـه" فـي وضع الھـدف الـذي يركز عليه في الـمنتصف، الأمر الذي لا يفضله الشباب باعتباره مـملاً وغير إبداعي، ويحتاج إلى جهد كبير لإخفاء ما يحيط الهدف، لـذلـك يفضل اسـتخدام قـاعـدة الأثـلاث، حـيث يظھـر مـوضـوع الـصورة فـي مـساحـة الـثلث مـن أحـد طـرفـي الإطـار بطريقة أكثر جاذبية، خاصة عندما يحيط ھدف الصورة عمودياً مثل الباب أو النافذة أو الأقواس المعمارية».