12 أغسطس 2020

د. حسن مدن يكتب: لباب السعادة مفتاح

كاتب بحريني، يكتب زاوية يومية في جريدة "الخليج" الإماراتية بعنوان "شيْ ما"، صدرت له مجموعة من الكتب بينها: "ترميم الذاكرة"، "الكتابة بحبر أسود"، "للأشياء أوانها"، &a

د. حسن مدن يكتب: لباب السعادة مفتاح

لدى الناس، كل الناس، شغف بموضوع السعادة. من منا لا يريد أن يكون سعيداً؟ لا أحد!
لكن الرغبة شيء، والواقع شيء آخر. فأسباب السعادة ليست دائماً طوع اليدين. ويحدث أحياناً أن تتوفر هذه الأسباب، لكن ليس كل الناس قادرين على أن يعيشوا سعداء رغم ذلك. فالعيش بسعادة يبدو فناً علينا تعلمه. فتوفر ما هو كفيل بسعادة الإنسان؛ كالصحة الجيدة والمال الكافي والعمل المناسب والبيئة الأسرية الملائمة، لا تجعل الإنسان سعيداً بصورة تلقائية، إن لم يتقن إدارة حياته بالصورة التي تجعله قادراً على الاستمتاع بما يمكن أن نعدها مقومات السعادة.

موقع ألماني على الشبكة العنقودية ينقل تقريراً شائقاً عن الطريقة التي يتعامل بها مع السعادة مجتمع متطور، يستند إلى ثقافة وحضارة ثريتين، هو المجتمع الياباني، الذي يتبع مفهوماً فلسفياً يطلق عليه بلغة تلك الأمة: «الإيكغاي»، الذي يعد مفتاح الحياة السعيدة في نظر اليابانيين.

هذا المفهوم يضع قواعد الحياة المنشودة لمن يريد أن يعيش سعيداً، أو للدقة البحث عن «مصدر القيمة في حياة الإنسان»، ذلك الشيء الذي يجعل حياة الإنسان جديرة بالعيش، وأن يكون لها مغزى. فالسعادة هي الأخرى لا تأتي أو تعاش بدون امتلاك المرء لرؤية أو جوهر السعادة التي ينشدها، وهذا يرتبط، حسب ما ينقل ذلك الموقع، بقدرة الإنسان على الصراحة مع نفسه.
هذه الصراحة تتطلب الإجابة على أربعة أسئلة، تكشف الإجابات عليها غايات الإنسان من حياته، ومدى استعداده لبذل اللازم من الجهد والدأب في سبيل السعادة، فهي لا تأتي لوحدها، وإنما تستلزم العمل من أجل نيلها.
الأسئلة الأربعة المعنية هي التالية: «ماذا تحب حقاً؟ ما هو أفضل عمل تقوم به؟ ماذا يحتاج العالم منك أو ماذا يمكنك أن تعطي العالم؟ ما الذي يمكنك دفعه أو تقديمه للوصول إلى ما تريد؟».

إن نحن أفلحنا في تحديد ما نملك وما ينقصنا، وما الشي أو الأشياء التي بوسعنا أن نقدمها لمن نحب أو يعنينا أمرهم، سيصبح بوسعنا التغلب على الكثير من مشاعر القلق والتوتر التي تفسد إحساسنا بمتع الحياة، وسنتمكن «من سبر أغوار أنفسنا وأيضاً سيمكننا من معرفة ماهية الشيء الذي يمكن دفعه بالمقابل، وترتيب أولوياتنا في الحياة».
ليبحث الواحد منا عما يجعله سعيداً، فهو ليس واحداً عند الجميع. لكلٍ مصدر سعادته الذي يلائم شخصيته، ففي ذاك مفتاح لباب السعادة.

لمعرفة المزيد عن أسلوب الحياة "إيكيجاي" يمكنك قراءة كتاب " إيكيجاي.. السر الياباني لعيش حياة مثمرة وسعيدة".

الكتاب متوافر في متجر "فيرجين ميجا ستورز" بالنسختين العربية و الإنجليزية