20 سبتمبر 2020

عيسى الطنيجي يكتب: هاردسك..في العناية المركزة !

إعلامي اماراتي متخصص في الكتابات الساخرة، ومصور فوتوغرافي محترف في الأسفار، أعمل حالياً في مجال الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة بإحدى الجهات الحكومية في أبوظبي

عيسى الطنيجي يكتب: هاردسك..في العناية المركزة !

كنت جالساً إلى جواره منشغلاً بمشاهدة بعض الصور المهمة، وفجأة هوى من مكانه مرتطماً بشدة على الأرض، فاعتقدت أن أيامه صارت معدودة! حاولت إسعافه وإعادة الحركة إليه ولكن من دون جدوى.. فلقد صار شبه مشلول ودقاته تقل شيئاً فشيئاً فما كان مني إلا أن حملته مسرعاً إلى السيارة حتى كادت أنفاسي تتوقف من شدة الركض!

اتصلت على الفور بأحد الأصدقاء وسألته عن متخصص في معالجة الحالات الطارئة والصعبة فأرشدني إلى شخص مشهور في حل الأمور المعقدة وإعادتها إلى نصابها لعله يريحني من تلك الفاجعة التي ألمت بي، والحمد لله وصلت إلى المكان المقصود فرأيت شخصاً وسألته هل أنت (فلان)؟ أجاب:.. في الغرفة المجاورة.. عندها وجدت شخصاً ملامحه هادئة ولكنها تحولت إلى متوترة بعد أن أخبرته بالحادثة.. سألني هل تسمع صوتاً من هذه الجهة.. فأجبته بالإيجاب ولكنها قليلة.. تك.. تك.. تك... وهنا.. قام ذلك المتخصص بوضع الأجهزة والتمديدات ذات الألوان المختلفة في كل الأنحاء.. أما أنا فقد استندت إلى الجدار أراقب حالة التشخيص وفي داخلي أحترق نفسياً خوفاً من سماع خبر سيئ لا سمح الله.

تركت المتخصص يباشر عمله ويحاول تحريك بعض الأجهزة للتأكد من سلامتها، فمرة يظهر لون أخضر فتخضر الدنيا في وجهي.. ومرة ينقلب إلى الأحمر فأحس أن العالم أوشك على الانتهاء.. لم أتمالك أعصابي.. فاستأذنت منه بالخروج من المكان لبعض الدقائق لعلي أرجع وأسمع أخباراً مفرحة.. فنصحني بألا أتأخر كثيراً لأن الأمر فعلاً صعب.. لكن الأمل موجود بشكل أو بآخر!

عدت بعد دقائق تنفست فيها بعض الهواء النقي إلا أن الأجواء داخل الغرفة كانت كئيبة وتنفث السوداء، التي لا تبشر بخير، لكني لم أفقد الأمل وطلبت منه الاستمرار، فقال لي: لم ينجح العلاج الأول وسأجرب علاجاً ثانياً.. استخدمت هذه الطريقة في وقت سابق ونجحت معي لكنها تبدو هذه شبه معقدة.. فقلت له: أرجووووك.. لو تطلّب الأمر مني المبيت فسأبات هنا.. فابتسم ابتسامة حاول تهدئتي ولكن هيهات هيهات!

رفع الرجل سماعة الهاتف وطلب من زميله الحضور فوراً ومعه المزيد من الأجهزة بشكل عاجل.. ولم تمر سوى ثوان حتى جاء الثاني وسلم عدته إلى الأول.. وكنت أدعو في نفسي ألا تتأزم الأمور أكثر.. فلم يعد في الأعصاب بقية.. وفعلاً استغرق الفحص والتركيب وقتاً ليس بالقصير حتى تنفس الرجل نفساً طويلاً فقال لي.. اصبر ولا تعجل.. سييسرها ربك.. فلا تفقد الأمل.. فقلت له.. آمنت بالله.. وقدر الله وما شاء فعل.

بعد مرور ساعة تقريباً.. ترك ذلك المتخصص ما في يده.. وقال لي: عيسى. أحتاج إلى المزيد من الوقت لعلاج المشكلة... سقوط (الهاردسك) على الأرض كان قوياً.. لكن الأمل موجود في استعادة المعلومات والمواد التي حفظتها.. وإن شاء الله لن تضيع عليك!

عزيزي القارئ.. كانت تلك قصتي مع (الهاردسك) الذي أحفظ فيه أرشيفي الخاص.. حيث تعرض للسقوط من فوق الكنبة.. وتباطأت حركة القرص.. ولكن الأمل مازال موجوداً في استخراج ما في بطنه من مواد محفوظة.. قولوا آمين.