تلاحق الضغوط الاقتصادية الأسرة في وقتنا الراهن في ظل عوامل عدة أهمها غياب التخطيط المالي وعدم الإلمام بأهمية ترتيب الأولويات.
هذه المشكلة ناقشتها “ورشة الذكاء المالي في إدارة الموازنة الأسرية” بالشراكة بين مؤسسة التنمية الأسرية وهيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي.
في هذه الورشة، قدم الكاتب والمدرب في الوعي المالي وتطوير الذات محمد عمر الجعيدي، 7 نصائح أساسية تتناول سياسة الادخار والإنفاق الرشيد في الوقت الراهن.
1- التخطيط السليم
يرصد الجعيدي أن أكثر المشكلات الأسرية هي ذات طابع مادي، بسبب غياب التخطيط المالي، معرفاً بأهمية التخطيط في محورين مهمين:
أن يعرف الفرد «أين هو» و«إلى أين يريد أن يصل».
هذان السؤالان «أين وإلى أين» هما عنصر التخطيط السليم
حيث يؤكد الكاتب محمد عمر الجعيدي «الذكاء المالي أحد أهم المحاور التي تهم الفرد على مستوى العالم ، إذ أصبح المال عصب الحياة في واقعنا الراهن حيث قد لا يمكننا تأمين مأكل أو مسكن أو قد ندخل السجن بسبب تراكم دين وقد يكون سبباً للخلافات مع الأسرة أو الأصدقاء».
2- إدارة الموازنة الأسرية
الحديث عن إدارة الموازنة الأسرية يضعنا أمام ثلاثة مصطلحات كبيرة وهي:
- الإدارة
- الموازنة المالية
- الأسرة
وهي عناصر متداخلة حيث يجب أن تتوافر لدى كل منا بعض المهارات المالية لإدارة المال.
يوضح المدرب محمد عمر الجعيدي«تقع على الفرد مسؤولية أسرة بما فيها الأهل، الزوجة والأبناء والإخوة وحتى التكفل ببعض مصاريف تزويج أخت أو أخ، وهذا نابع من الثقافة الخليجية والإماراتية، في ظل مجتمع متماسك ومتوحد».
3- هل تزيد الحاجات كلما زاد مستوى الدخل؟
الإجابة بـ«نعم» فالدخل قد يزيد ولكن الاحتياجات ثابتة إلا في حال اضطر الفرد إلى صرف بعض المبالغ الإضافية عند قدوم مولود أو تعطل سيارة وغيرها».
وتتمثل عناصر الإدارة المالية بأربعة:
- الدخل
- المصروفات
- الادخار
- الاستثمار
يوضح المدرب الجعيدي « الدخل هو أساس العناصر الأخرى وهو يتوزع على دخل مالي (معاش، أعمال حرة)، دخل غير مالي وبطريقة غير مباشرة (البضائع العينية، الخدمات المجانية كالتعليم والطبابة، الممتلكات الخاصة مثل السيارة، المنزل وغيره) ودخل وهمي أو غير حقيقي ينتج عن القروض والديون».
وتتراوح المصروفات بين ثابتة يسهل التنبؤ بها (إيجار المنزل، أقساط البنك، رواتب العمالة المنزلية)، وبين مصروفات متغيرة بناء على الحاجة والاستخدام (المأكولات والمشروبات، وقود السيارة وصيانتها، فاتورة الكهرباء، العلاج، المصروف الشخصي) إلى مصروفات موسمية قد تكون مصروفات سنوية أو شبه سنوية، أسفاراً ورحلات، أعراساً أو تكاليف جلب العمالة المنزلية.
في المعادلة بين الدخل والمصاريف، قد تتوازى المعادلة بحيث كل ما يتقاضاه الفرد يتم صرفه وهذا دليل على «عدم السيطرة على المصروف ولا بد أن يكون الدخل أكثر من المصروفات لتمهيد الطريق أمام ادخار الفائض أو الادخار من المنبع وهو التوجه الأفضل».
4- أهمية الادخار
يدعو المدرب الجعيدي إلى الإدارة المالية من منطلق الإدارة الأسرية ويؤكد «مقولة اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب تنّم عن استسلام واضح بعدم إيلاء الاهتمام لمفهوم التخطيط وتكون لذلك تداعيات سلبية حيث مقولة إن الراتب لا يكفي الحاجة يمكن صياغتها بإن الراتب لا يكفي الرغبات».
وفي هذا السياق، يواكب الجعيدي أهداف الادخار من أجل:
- المصاريف الموسمية.
- مصروف الطوارئ (مثال عما تزامن مع جائحة كورونا من فقدان وظائف).
- الادخار للكماليات وتحقيق الرغبات ومنها الأسفار.
- الاستثمار وهو الطريقة الأفضل للادخار.
5- إدارة المخاطر
يقول المدرب الجعيدي «أمور قد تحدث في حياتي وقد يكون لها تأثير في مساري، وهو ما يجب التركيز عليه بشكل كبير».
ويسأل «ما الذي يضمن لي أن أنتهي من ورشتي وأركب سيارتي وأجدها قد تعطلت» ، «قد يكون لهذا الأمر تأثير كبير في حال تعرض ولدي في الوقت نفسه لتوعك صحي أو ما شابه، وهذا ما قد يؤثر في صحة طفلي ناهيك عما يرتبه تعطل السيارة من مصاريف مواصلات عامة أو تكلفة إيجار سيارة بديلة وتكلفة تصليح السيارة وما قد يقوده من تأخر عن العمل أو الاجتماع ليستقطع من راتبي وغيره، ناهيك عما يرافق ذلك من قلق وتوتر قد يقود إلى تداعيات أخرى».
إذاً، مفهوم إدارة المخاطر يجب أن يقوم على احتمالية حدوث شيء ما وبالتالي يجب أن يتوافر معي مبلغ من المال للتعامل مع المستجد والطارئ.
6- المشاريع المالية الكبرى
تطرق الجعيدي إلى المشاريع المالية الكبرى في حياتنا مثل «مشروع الزواج، التخطيط للتقاعد، تعليم أبنائنا في جامعات خاصة».
ويقول «تعليم الأبناء من المشاريع المالية الكبرى الواجب التخطيط لها. فقد لا يحصل الابن على الدرجة التي تؤهله الدخول إلى جامعة حكومية وبالتالي، يضطر الأهل إلى تسجيله في جامعة خاصة وتحمل تكاليف إضافية أو تفرغ الابن للعمل في حال عدم القدرة المادية ومن بعدها الانتساب إلى الجامعة».
ويؤكد «هذه المشاريع من ضمن العوامل التي تساعدني على تحديد الأهداف أو الرؤية وعلى ضوئها، أقوم بالتخطيط لتحقيق هذه الأهداف، آملاً أن تكون جائحة كورونا قد أرست لتغييرات كثيرة فيما يتعلق بتكاليف حفلات الزفاف والمبالغ التي نصرفها إرضاء للناس إلى حفلات الاستقبال وحفلات التخرج والعزائم والولائم».
7 - تحديد الأهداف المالية
يؤكد الجعيدي، وهو مدرب معتمد في جمعية الإمارات للمستشارين والمدربين الإداريين ، أن الأهداف تتحدد تبعاً لـ:
- تحديد الرؤية.
- الوعي بالأدوار داخل الأسرة.
- الاحتياجات والرغبات (يجب تحديدها لنستطيع التعامل معها).
- تحليل الوضع القائم.
ويوجه بضرورة أن يكون الهدف:
- محدداً: تعرف ما تريده بالضبط ولأي شيء تريده.
- قابلاً للقياس: تكون قادراً على تحديد درجة التطور في هذا الهدف وما ينبغي عليك فعله لإنجازه.
- قابلاً للتحقيق والوصول: بحيث لا يكون الهدف حالماً ويصعب الوصول إليه خلال زمن محدد.
- ذا صلة: باعتبار أن سلوكي اليومي يتماشى مع هذا الهدف.
- إطار زمني: تحديد الزمن الحقيقي الذي تحتاجه حتى تصل إلى تحقيق الهدف.