07 ديسمبر 2020

7 أفلام عربية تصل للمرحلة الأولى من ترشيحات الأوسكار 2021

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

7 أفلام عربية تصل للمرحلة الأولى من ترشيحات الأوسكار 2021

سبعة أفلام عربية تم إرسالها إلى أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في الشهر الماضي، نوفمبر، لإدراجها في الترشيحات الأولى لأوسكار أفضل فيلم أجنبي (أو- حسب اسمه الجديد- أفضل فيلم عالمي).

وكما هو معتاد فإن الكثير من الكتابات حولها كانت مجرد دخان وردي من نوع «فيلم كذا يكسر الدنيا في ترشيحات الأوسكار» أو من نوع «الفيلم العربي الوحيد في معركة الأوسكار» ولا يمكن تجاهل الخطأ الدائم في تشخيص هذه المرحلة، فإذا بالأفلام تخطت المرحلة الأولى وباتت الترشيحات الرسمية فعلاً.

هي ثلاث مراحل في هذا الشأن:

- المرحلة الأولى: هي قيام الدول بتسمية وإرسال ما ترشّحه هي من أفلام.

- المرحلة الثانية:هي قيام اللجنة المختصة بالأفلام الأجنبية باختيار عشرة أفلام (من بين نحو 70 فيلماً عالمياً) للمرحلة الثالثة.

- المرحلة الثالثة: هي اختيار خمسة أفلام من العشرة وهي ستكون الأفلام المرشّحة رسمياً (خط تحت كلمة رسمياً) للأوسكار.

الأفلام العربية السبعة التي تم إرسالها لدخول المنافسة هي (ومن دون ترتيب):

  1. «ستموت في العشرين» لأمجد أبو العلا (السودان)
  2. «غزة حبيبتي» لعرب وطرزان ناصر (فلسطين)
  3. «200 متر» لأمين نايفة (الأردن)
  4. «لما بنتولد» لتامر عزت (مصر)
  5. «هيليوبوليس» لجعفر قاسم (الجزائر)
  6. «مفاتيح مكسورة» لجيمي كيروز (لبنان)
  7. «الرجل الذي باع ظهره» لكوثر بن هنية (تونس).

ستموت في العشرين

ستموت في العشرين

على مقاييس نقدية بحتة (وصارمة) فإن الفيلم السوداني «ستموت في العشرين» هو أفضل المتوفر عربياً. يبلور المخرج أمجد أبو العلا خطوته على أفضل وجه. يختار موضوعاً عن قصة حمور زيادة «النوم عند سفح الجبل» ويعمل بمنأى عن كل هفوة متوقعة لمخرج يضع قدمه في الماء متلمساً خطوته الأولى. بطل الفيلم اسمه مزمل (مصطفى شحاتة) ونراه في أحد المشاهد وهو يحط قدمه في مياه النيل لأول مرّة متردداً في خطواته. النيل هو الحياة التي لم يغتمرها بعد. خائف منه ومن الحياة ذاتها بعدما تنبأ له أحد المشايخ بأنه سيموت وهو في العشرين من العمر. 

اعتنقت العائلة هذه النبوءة وبذلك طغت على حياتها. الزوج هاجر لتوّه هرباً من المكان ومن مسؤوليته ومن مراقبة ابنه وهو يكبر ليموت في ربيع العمر. والأم طوّعت نفسها على الرعاية بابنها منتظرة موته في تلك السن الموعودة. يمر الفيلم على بضعة مراحل من حياة مزمل ويتوقف ملياً عند سنوات الشباب. يتعرف مزمل إلى رجل غير ملتزم اسمه سليمان (محمود ميسرة السراج)، ويجده بديلاً عن أبيه الغائب. فقط عند عودة أبيه التي تسبق موت سليمان بأيام يدرك مزمل أنه لكي يموت، كما يتوقع الجميع منه، عليه أن يعيش أولاً ولو في كنف الحزن الذي بات، كما يقول الفيلم، عادة. 

غزة حبيبتي 

غزة حبيبتي

تم تقديم هذا الفيلم في إحدى تظاهرات مهرجان فنيسيا الأخير ولاقى إعجاباً. 
حكاية صياد في الخمسينات من عمره واقع في حب أرملة تدير محل خياطة في سوق مدينة غزّة. ذات يوم يجد تمثالاً في البحر فيهرّبه إلى داره من دون إبلاغ السلطات. لكن السلطات تعلم بالموضوع وتقوده إلى التحقيق ثم تفرج عنه ليتفرغ للتفكير في الطريقة التي سيكشف بها للمرأة عن حبه. هذه الكوميديا الاجتماعية - العاطفية مبنية على بعض حياة والد المخرجين عرب وطرزان ناصر.
 تستلهم هذا الجزء من حياته وتعمل على منوال يستغل القصة في مشاهد طريفة طوال الوقت. هو ترفيهي مع بعض التفنن المناسب. 

200 متر

200 متر

الفيلم الأردني يتناول حكاية فلسطينية أخرى: علي سليمان لديه أسرة قررت أن تعيش في القدس الغربية بينما قرر هو البقاء في القدس الشرقية. لكنه عاطل عن العمل ولا يجد ما يعيله إلا إذا أم القدس الغربية بتصاريح خاصة. يكتشف ذات يوم بأن تصريحه لم يعد يعمل. لقد فات تاريخ العمل به كما فاته هو أن يصدر تصريحاً بديلاً. يقرر السفر بحافلة خاصة ليدخل القدس الغربية بالتهريب. من هنا، ومن بعد نحو ثلث ساعة من الأحداث التمهيدية، تبدأ الرحلة وتبدأ الحبكة الفعلية لنرى كيف أن المسافة التي تبعده عن زوجته، وقدرها 200 متر فقط، تحتاج ليوم كامل لاجتيازها بسبب الجدار المبني بين شطري المدينة. 

الرجل الذي باع ظهره

الرجل الذي باع ظهره

أحد الأفلام المفاجئة في مستواها هو «الرجل الذي باع ظهره» للتونسية كوثر بن هنية. ليس أنه خال من الأخطاء لكنها من ذلك النوع الذي يمكن التغاضي عنها حيال الصورة الكبيرة التي يرسمها على الشاشة وبنجاح. هذا الفيلم الجديد هو أفضل ما حققته المخرجة إلى اليوم. دراما عن حياة مهاجر سوري في مواجهة عالم يقع على بعد أميال كثيرة من واقعه. عليه أن يقبله لقاء ثمن، وإذ يفعل يكشف الفيلم عن تلك الفجوة الكبيرة بين ثقافتين وعالمين ومبدأين كل منهما في وجهة مختلفة. سوريا سنة 2011. سام (يحيى محياني) هو شاب واقع في حب الفتاة التي نراها معه في حافلة عمومية (ضياء ليان). يعرض عليها الزواج فتقبل. يهب واقفاً وخاطباً في الركاب «نحنا في زمن الثورة والحرية وأريد أن أزف لكم خبر زواجي» (الحوار ليس حرفياً). هذا ما يدلف به إلى التحقيق قبل أن يهرب من نافذة المحقق ويلجأ إلى لبنان ثم يتعرّف إلى بلجيكي مستعد لمساعدته السفر إلى بلجيكا بشرط أن يمتلك ظهره ليرسم عليه. يوافق بطل الفيلم على ذلك لكنه يدرك لاحقاً المهانة الكبيرة التي اضطر لمعايشتها طلباً للحرية. 

الأفلام الأخرى 

لم أشاهد بعد الأفلام الأخرى: «لما بنتولد» و«مفاتيح مكسورة» و«هيليوبوليس»، لكن من المتابعة العامّة فإن الفيلمين المصري واللبناني (أي «لما بنتولد» و«مفاتيح مكسورة» ) يتمتعان بأسلوب سرد مغاير. 
«هيلوبوليس»، كما قرأنا عنه، هو فيلم آخر عن ثورة الجزائر ولو أن هذا لا يعني أنه قد لا يكون مهماً أو مشغولاً بعناية.