مع تكرار فترات الحجر والإقفال العام في ظل وباء «كورونا»، تضاعفت محاولات البيع عبر الهاتف من قبل الشركات المتخصصة في هذا المجال. وصارت أجراس هواتف المنازل تقرع لتبيعك ما لا تحتاج إليه وما لا تفكر بشرائه، وتزيّن لك محاسنه الوهمية من إزالة سحرية للتجاعيد وشعر ينافس الحرير نعومة وما شابه، وصولاً إلى كافة الأعمال المنزلية التي يمكن أن يؤديها برمشة عين.
وإذا صرت عرضة لهذه الاتصالات بشكل متكرر ولجوج وممجوج، لا بد لك أن تشعر بأن أعصابك على وشك أن تفلت منك بمجرد أن تسمع صوت البائع على الهاتف. لكن كل هذا لا ينفع وثمة تقنية محددة لإنقاذ نفسك من هذه الورطة من دون أضرار ولا خسائر.
بداية يجب التذكير بأن الشخص المتصل لا ناقة له ولا جمل بكل هذه المسألة، فهو شخص يقوم بعمله ولا فائدة من الانفجار غضباً وتبكيته أو الصراخ في وجهه لأنه ليس هو المسؤول، بل ربما تساوره نفسه الانتقام منك ليضعك على قائمة الزبائن الدائمين.
ولربما فكرت أن تقول إنك مشغول ولا تستطيع أن تواصل الحديث، لكن هذا يعني أنك لو لم تكن منشغلاً لكان بإمكانك أن تصغي إلى العروض «المغرية». لذا سيستخدم الموظف هذه الثغرة ضدك وسيدوِّن رقمك في برنامجه حتى يذكره بك مجدداً أو يذكر أحد زملائه. لذا فالقاعدة الأولى هي عدم القبول بتأجيل الحديث بحجة الانشغال. وحذار أن تقفل السماعة قبل نهاية الحديث. قد تنتابك رغبة ملحة ومفهومة في إقفال السماعة في وجه المتصل، وهذا أمر ينمّ عن قلة تهذيب من ناحية، وسيؤدي بك إلى النتيجة السابقة من ناحية ثانية، أي أنك ستكون في قائمة الأشخاص الذين ينبغي الاتصال بهم في ما بعد.
أما الحل فهو ألا تبدي أي اهتمام بأي سلعة يعرضها عليك البائع. لا تطرح أي سؤال حول السلعة، لا تدخل في نقاش مع من يحدثك، حتى لو كان يسألك «كيف حالك»، لا لأنه عدو لك، ولكن لأنه ليس صديقاً البتة! هدفك الوحيد يجب أن يكون إقفال باب النقاش وإقفال الباب أمام أي اتصال لاحق، هذا كل شيء. قد تنتابك رغبة أحيانًا في مجادلته حول «حسنات» سلعته، لكنك إن فعلت ستكون قد وقعت في الفخ لأن البائع يملك ترسانة من الأجوبة المعدة سلفاً لكل أنواع الاحتجاجات والذرائع التي يمكن أن تصدر عنك.
«لا أريد»، «لا أحتاج»، «لا أرغب» هي الإجابات الوحيدة الفعالة والتي يجب أن تذيّلها بـ«أرجو أن تشطبوا اسمي عن قائمة الزبائن». هذا وحده كفيل بأن يجعلك تمضي فترة الحجر في منزلك آمنًا من دون أن تشعر كما لو أحداً يحاول أن يدخل منزلك عنوة ليبيعك رغمًا عنك.