07 أغسطس 2021

عيسى الطنيجي يكتب: مذكرات مسافر

إعلامي اماراتي متخصص في الكتابات الساخرة، ومصور فوتوغرافي محترف في الأسفار، أعمل حالياً في مجال الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة بإحدى الجهات الحكومية في أبوظبي

عيسى الطنيجي يكتب: مذكرات مسافر

منذ فترة طويلة وأنا أخطط لزيارة اليابان للسياحة بعد ما سمعته وقرأته عن هذه الدولة المتطورة وتميزها بتمسكها بتقاليدها ولغتها وثقافتها العريقة، وعندما جاءت الفرصة المناسبة قررت زيارتها في واحد من أجمل المواسم وهو (الساكورا) الذي يعلن بداية شهر الربيع وتفتح أزهار الكرز.

بمجرد وصولك إلى المطار تشعر براحة نفسية غريبة فليس هناك تعقيد في الإجراءات، أو طلب (اكرامية)، وإذا طلبت أي خدمة فالكل مستعد أن يساعدك بابتسامة يابانية مميزة، وحتى وصولك إلى الفندق فتلاحظ أنك تسير على (سستم) واضح وسهل حتى وصولك إلى الفندق.

من أهم الأمور التي أعجبتني النظافة في كل الأماكن التي تذهب إليها، مع عدم توفر صناديق للقمامة إلا في أضيق الحدود، فلا مجال لرمي أي ورقة في الشارع، لأن الناس ملتزمة بالحفاظ على نظافة بلدها كثقافة وليس أمراً إجبارياً، بالإضافة إلى أن اليابانيين شعب طيب يحب التعاون مع الغير ويقدم له المعلومة التي يحتاجها، وأتذكر أنني كنت أبحث عن مطعم في أحد الأحياء، فضللت الطريق، وهنا تدخل أحدهم مستخدما ًشتى الطرق من سؤال المارة، وسائقي التكاسي، وبعض باعة المحال حتى أوصلني إلى المطعم المقصود، وهو عكس مايحدث في بعض الدول حيث يقابلك الشخص بتكشيرة وكلمة (لا أعرف)!!

عيسى الطنيجي يكتب: مذكرات مسافر

تتمتع اليابان بمناطق سياحية تناسب الصغار والكبار مثل رحلات جبل فوجي وديزني لاند الرئيسية وديزني للألعاب المائية، وبرج طوكيو، بالإضافة إلى الأسواق في منطقة (جينزا) التجارية التي تذكرني بشارع الاسكفورد في لندن، أما مدينة أوساكا فهي من المدن الرئيسية التي يعتبر التسوق فيها من متع السفر، وكذلك طبيعتها العمرانية حيث الممرات المائية بين البنايات وسوقها الشهير (جوتنبيري) الذي يعج بالمتسوقين في كل الأوقات.

عيسى الطنيجي يكتب: مذكرات مسافر

كل ما في اليابان جميل، ولكن لا يمنع من وجود بعض الصعوبات التي واجهناها كسياح خليجيين ومنها قلة المطاعم العربية أو الهندية، أو بعدها عن الفنادق، بالإضافة إلى أن كثيراً من سائقي التكاسي لا يجيدون اللغة الإنجليزية وقد يتسبب ذلك في إيصالك إلى منطقة لا تريدها!

من رحلتي الأخيرة إلى اليابان، أعتقد أن بإمكان السائح العربي مشاهدة بلد جميل وثقافة مختلفة عن الآخرين، يمكن أن نتعلم منها الكثير من الدروس، ومن أهمها النظام والالتزام بالطوابير من دون تجاوز للآخرين، والطريف أنه يمكن أن تشاهد يابانياً يقف ساعتين في طابور من أجل لعبة في ديزني لاند.. أما جماعتنا العرب فستجدهم يضجرون بعد مرور 5 دقائق فقط!

اليابان، بلد الجمال والاسترخاء وأرض المواقع التاريخية والثقافية، وكل ما يحتاج إليه السائح، وأعتقد أن زيارة واحدة إلى بلاد الساموراي لا تكفي.. فهي بلد كل الفصول!