12 سبتمبر 2021

عيسى الطنيجي يكتب: الموظف الإيجابي والموظف السلبي

إعلامي اماراتي متخصص في الكتابات الساخرة، ومصور فوتوغرافي محترف في الأسفار، أعمل حالياً في مجال الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة بإحدى الجهات الحكومية في أبوظبي

عيسى الطنيجي يكتب: الموظف الإيجابي والموظف سلبي

واجهت في حياتي الوظيفية أنواعاً من الموظفين لو أردت الكتابة عنهم جميعاً لاحتجت إلى سلسة من المقالات، لكني سأتطرق إلى نوعين وهما الإيجابي والسلبي.

النوع الأول هو موظف يشعرك وجوده بالسعادة والإيجابية كلما حضر إلى مقر العمل، شخص ذو كفاءة عالية، متمكن في مجال عمله ومبدع في أفكاره، ومتعاون مع زملائه إلى أقصى درجة ولا يبخل عليهم بأي مساعدة أو معلومة، تجده مبتسماً في أغلب الأوقات، ويبتعد عن المشكلات والخلافات حتى يركز على أهدافه التي يسعى لتحقيقها كل عام.

من أبرز صفات هذا الموظف أنه يخطط لعمله وكافة أموره باحترافية ويبتعد عن التخطيط العشوائي أو التقليدي، الصورة أمامه واضحة وليست ضبابية، كما أنه يتواصل مع الجميع بروحه الاجتماعية الجميلة، لا يؤذي أحداً بكلمة أو إشارة أو تصرف، شخص واثق بنفسه، ويدرس خطواته بكل دقة. أمثال هؤلاء الموظفين هم من نحتاج إليهم ومن نتمنى أن يكونوا زملاءنا في العمل، فهو مثل حامل المسك الذي يمكن أن يحذيك كلما اقتربت منه، ويصلك عطره حتى لو كنت بعيداً عنه.

أما النوع الآخر فهو الموظف السلبي الذي ينشر الإحباط في المؤسسة ويرى الحياة بنظرة سوداوية، فكل ما يدور في العمل هو مؤامرة ضده، وكل قرار يصدر هو المقصود منه، يتطرق دائماً إلى الأخبار السلبية وأحياناً ينشر الشائعات الكاذبة، والأخطر من ذلك عندما يصل الأمر إلى الوقيعة بين زملائه وإثارة النعرات بينهم. هذا الشخص لا يهدأ ولا يعيش إلا في بيئة من المشكلات والخلافات التي تشغله عن صميم عمله، ولهذا فإن الابتعاد عن أمثال هؤلاء السلبيين هي ضرورة ملحة إذا أراد الموظف الاستمرار في نجاحه والوصول إلى القمة. وينبغي على كافة مؤسساتنا اليوم الاستمرار في نشر الثقافة الإيجابية بين الموظفين وتعزيزها في كافة قطاعات العمل، فهي السبيل الأكثر فاعلية لتحقيق السعادة الوظيفية، بالإضافة إلى توعية الموظفين بخطورة التفكير السلبي وأصحابه وأهمية الابتعاد عنهم قدر الإمكان.