لماذا نقسو على أنفسنا في كثير من الأوقات، فلا نكف عن لومها وتأنيبها وإخبارها بأنها لم تحاول بالقدر الكافي أو أنها لم تبذل أقصى جهدها؟ على الرغم من أننا نظهر تعاطفنا مع الآخرين من أقربائنا أو أصدقائنا ونحاول دعمهم ومساندتهم كي يتجاوزوا أياً كان ما يخوضونه أو يشعرون به.
التعاطف مع النفس وحب الذات قد يكون مفهوماً غريباً بالنسبة للبعض، وقد يترجمونه على نحوٍ خطأ على أنه نوع من الغرور أو الأنانية، إلا وأنه على العكس من ذلك تماماً، من غير المنطقي أن تُمارس الطيبة والحنان والتعاطف مع كل من هم حولك، باستثناء نفسك! في الواقع فإن نفسك تحتاج إلى ذات العطف والحب والدعم بقدر ما يحتاج إليه الآخرون.
ولأن الحياة تكون أحياناً قاسية بالقدر الكافي، إليك بعض الفوائد التي ستجنيها حينما تتعاطف مع ذاتك وتحبها:
التعاطف مع نفسك يحفز ذاتك على التطور
يعتبر التعاطف مع الذات وسيلة رائعة لتعزيز رغبتك في تحسين نفسك وتطويرها، فقد أظهرت دراسة نُشرت في *المكتبة الوطنية الأمريكية للطب أن التعاطف مع الذات له تأثير إيجابي في الدوافع النفسية التي تدفعنا للتطور فيما يتعلق بالعمل والعلاقات الشخصية. وإضافة إلى ذلك، يساعدك التعاطف مع ذاتك على الشعور بمزيد من الثقة في نفسك، مما يجعل تقبل نقاط ضعفك ومحاولة معالجتها أمراً أكثر سهولة.
التعاطف مع نفسك يُحسن صحتك النفسية
التعاطف مع نفسك يفيد صحتك النفسية والعقلية بشكل كبير، لأنك إذا كنت قاسياً مع نفسك، دائم التوبيخ لها وإشعارها بالدونية، ستشعر بإحباط كبير عندما ترى الناس من حولك يبلون بلاءً حسناً في حياتهم، وستقارن نفسك بهم وتشعر بالنقص وربما بالاكتئاب. ولكن عندما تمارس التعاطف مع الذات ودعمها، فسوف ترى الآخرين كمصدر للإلهام والمعرفة والطموح لأن تكون مثلهم أو أفضل.
via GIPHY
التعاطف مع نفسك يحسن علاقاتك مع الآخرين
قد يبدو الأمر غريباً بعض الشيء ولكن إذا فكرت بالأمر جيداً، ستدرك أنك تحتاج إلى حُب ذاتك والتعاطف معها حتى تتمكن من حب الآخرين والتعاطف معهم، ففاقد الشيء لا يعطيه. وإذا لم تكن مستعداً لمعاملة نفسك بلطف وطيبة، فلن تتمكن من أن تمنح ذلك للآخرين بدون إيذاء نفسك، لأنك ستستنفذ كافة طاقتك وجهدك في محاولة مساعدة الآخرين ودعمهم بينما نفسك تتوق للشعور بالمثل. لهذا فتعاطفك مع ذاتك وتقديرك لها وحُبها، يمكن أن يحسن علاقاتك مع الأشخاص من حولك، من خلال تعزيز رغبتك في التواصل الإيجابي معهم وزيادة دعمك لهم ورعايتهم على نحو أفضل.
* مصدر الدراسة: المكتبة الوطنية الأمريكية للطب
اقرأ أيضًا: 4 نصائح للحفاظ على توازنك النفسي