التقينا "باسكوال جونيور ناتوزي"، مدير العلامة لناتوزي إيطاليا وسفير العلامة الشهيرة في عالم التصميم الداخلي، خلال زيارته الأولى إلى دولة الإمارات، حيث أعرب عن مدى الانسجام الثقافي بين البلدين، الإمارات وإيطاليا، والذي يتجلى بالشغف بالطبيعة والبساطة والضيافة، وهي من أبرز العناصر الطبيعية للابتكار والإبداع، خاصة في صناعة الأثاث.
هذه هي زيارتك الأولى لدبي، ما انطباعك الأول؟
نعم ، إنها زيارتي الأولى إلى الإمارات العربية المتحدة. في الحقيقة، إنني معجب بالذوق الرفيع الذي يتمتع به مواطنو وسكان الإمارات. أشعر هنا أن هناك مساحة وفرصة كبيرتين لتطوير إمكانات وتطلعات شركتنا، وتحسينها واستقطاب اهتمام المحترفين والمهندسين المعماريين والمصممين والمستهلكين الذين يبحثون عن الابتكار والتجديد.
حدثنا عن نشأتك، هل كان لها دور في دخولك عالم التصميم الداخلي؟
في واقع الأمر، منذ صغري وأنا أفكر في أن مستقبلي سيكون في هذه الشركة لأنني نشأت وترعرعت فيها، إنها الامبراطورية التي أنشأها والدي، باسكوال ناتوزي، لقد علّمنا والدي الحب واحترام الناس الذين أوصلونا إلى تطوير هذه الامبراطورية. كان علي أن أثبت جدارتي للعائلة والشركة، فالجدارة لا تُمنح ولا تأتي بالوراثة، فعليك أن تكتسبها بنفسك. كنت دائماً طموحًا للغاية ، وبعد رحلة استمرت 10 سنوات، تم تعييني قبل عام رئيسًا تنفيذيًا للعلامة التجارية.
ما هو مصدر إلهامك لتصميم قطعة الأثاث؟
أود أن أقول إن الضيافة في دول البحر الأبيض المتوسط هي مصدر إلهامي. إنها دائماً هناك وموجودة، إنه شيء نواصل تفسيره وتفسيره على الدوام.
وكيف وجدت العميل العربي؟
نحن متشابهون جدًا مع العالم العربي ودول البحر المتوسط، إذ تربطنا صلة الدم والتقاليد والكرم وحسن الضيافة، صحيح أن المنازل هنا أكبر من تلك التي في بلادنا، لكن مفهوم الطبيعة والبساطة والضيافة هو نفسه. إن فكرة الضيافة والترحيب بالناس في المنزل هي شيء نشعر به قريبًا جداً ونتشاركه في كل مكان. أضف إلى ذلك أن معظم المواطنين والسكان هنا مسافرون رائعون، مما يجعلنا قريبين جداً.
تدور فلسفتي حول ما أسميه التصميم القصصي، أي أن تكون رواية القصة موجودة في قلب تصميم المنتج
وماذا عن السمة الأهم التي تميز تصاميم "ناتوزي" في رأيك؟
تدور فلسفتي دائمًا حول ما أسميه التصميم القصصي، أي أن تكون رواية القصة موجودة في قلب تصميم المنتج وفي مجال الاتصال والتسويق والسينوجرافيا من أجل خلق تجارب حقيقية تمكّن الناس من أن يشعروا بأنهم جزء من قصة أكبر، هذا ما أحب بالفعل. وأعتقد أن بعد جائحة "كورونا"، أرى العودة إلى الجذور والقيم الأكثر أصالة وحقيقة، واقتناء أشياء تدوم طويلاً وتكون متينة ومريحة مع أعلى مستوى من الجودة والاستدامة، حيث يشعر الناس أنهم يشترون شيئًا خالدًا وطويل الأمد وحقيقياً وأصيلاً. لم يعد الأمر يقتصر على الحصول على منزل رائع فقط، بل أن يكون لديك منزل موجود هناك من أجلك مع مرور الوقت.
هل هذا يعني أننا سنرى Natuzzi في تصميم كلاسيكي، أم دائمًا ما سيكون حديثًا؟
أنا واثق أننا سنحافظ على المظهر المعاصر، وأشعر أننا سنبقى كذلك، وعند التغيير، سنعمل على تطوير وتفسير اتجاهات جديدة أو قصص جديدة، أو اتجاهات قديمة وقصص قديمة التي هي دائما حاضرة.
في رأيك أيهما أهم، شكل التصميم أو وظيفته؟
الشكل يتبع الوظيفة والعكس صحيح، بالنسبة لي لا توجد قاعدة. أعتقد أن أهم قاعدة بالنسبة لي هي أن الجمال يجعلنا سعداء، لذلك حتى لو كان الجمال شخصيًا وذاتيًا للغاية، فإن هدفي الأساسي هو دائمًا إنشاء قطع وأشياء جميلة من شأنها أن تثير إعجاب الناس، وتترك انطباعًا جيدًا.
ما أهم عوامل التصميم الناجح في رأيك؟
كسر القيود في صناعة الأثاث، وجعلها أقرب إلى عوالم أخرى مثل الترفيه والضيافة، وأكثر عصرية، وأكثر تجريبية، لذلك أعتقد أن التحدي التالي هو كيف نحوّل هذا الثبات إلى نظام أكثر ديناميكية.
ما النصائح التي تنصح بها المبتدئين في عالم الديكور؟
في الحقيقة أنني دائماً أقول لفريق عملي دعونا نعمل كشركة ناشئة، لنفكر كشركة ناشئة، لأننا بذلك نقود للتغيير، ونعيش فترة الانتقال ونغيّر الكثير. وهذا ما حققناه مع (ناتوزي) في جيلها الثاني، لكننا بالطبع بحاجة للسعي والجهد والاستثمار في قدراتنا قبل أن نحقق الأرباح.