تعد "كيلي هوبن" واحدة من أشهر مصممي الديكور الداخلي في العالم، بمسيرة تمتد إلى 45 عاماً، يرتكز أسلوبها في التصميم باعتماد خطوط نظيفة ونغمات محايدة، ممزوجة بالدفء الساحر والترف الفخم، قامت "كيلي" بتأليف 13 كتاب تصميم أشهرها "الشرق يلتقي بالغرب"، كما حصلت على العديد من الجوائز وكرمتها الملكة الراحلة إليزابيث الثانية عدة مرات..
التقيناها في دبي بمناسبة إطلاق مشروع "لاناي ايلاند" في تلال الغاف والتابع لشركة ماجد الفطيم، وكان لنا معها هذا الحوار الخاص:
أخبرينا عن زيارتك إلى دبي، ما انطباعك عن المدينة؟
ليست هذه زيارتي الأولى فقد جئت عدة مرات، وتجربة دبي مذهلة وغير عادية.. كيف تحولت الصحراء إلى أكثر مدن العالم تطوراً وحداثة؟ فلطالما أجد هذا مذهلاً، جذبني أيضاً في زياراتي هو أن دبي ليست فقط مباني طويلة ومبهرة ولكن هناك ثقافة مختلفة وغنية.
حدثينا عن مشروع "لاناي ايلاند" في دبي؟
أنا سعيدة جداً لوجودي في دبي ولتعاوني مع شركة "ماجد الفطيم" لإعداد التصاميم الداخلية لفلل «آيلاند إستيتس» في تلال الغاف، وبالشراكة مع شركة SAOTA العريقة، ولعل أهم ما تميزت به التصاميم هي الألوان الداخلية الهادئة، واللمسات الطبيعية، لإضفاء تأثير أقوى على جمالية تصميم الواجهات المغطاة بالحجر الطبيعي، بشرفات متعددة المستويات مزروعة بالنباتات، وغيره من التفاصيل الرائعة.
كيف اكتشفت شغفك بالديكور وعالم التصميم؟
منذ كان عمري ستة عشر عاماً حين كنت دائماً أسافر مع أهلي في العطلات ونزور المتاحف والمدن، ربما كنت أكره ذلك حينها ولكنني أدركت أن كل هذا أثر في تكويني وفتح إدراكي المبكر على حب التصميم الداخلي وبناء البيوت. أنا أقوم بتأسيس منازل لتعيش الناس فيها وجزء مهم من نجاحي أن أزور المكان وأقابل الناس وأفهم ثقافتهم، ولهذا أعشق التصميم الداخلي.
ما أكثر ما تغير من أفكارك من بداياتك للآن؟
لم أعد أؤمن بمحدودية المكان، فالعالم أصبح أقرب وأصغر، فمنذ أربعين عاماً حين تصممين منزلاً في اليابان أو الصين غير أن تصمميه الآن، فأكيد عليك فهم ثقافة المكان كما ذكرت، لكن أيضاً من المهم إدراك أن العالم مفتوح وهناك رؤية عالمية في التصميم، عليك تصميم مكان مقبول من الجميع مع لمسة محلية وعدم تجاهل أن المنزل ليعيش فيه الناس وليس مجرد تصميم مذهل وتفاصيل مبهرة فقط.
ما هي رؤيتك الأساسية حين تختارين التصاميم، الألوان، الأكسسوارات؟
رؤيتي هي أنه لابد دائماً أن يكون هناك أساس غير قابل للتغيير، مثل ارتداء أزياء بألوان حيادية هادئة ومن ثم ارتداء الحذاء والحقيبة، المجوهرات مما يغير من الإطلالة بشكل عام، والحال ذاتها في تصميم المكان، فلدي "Foundation" لا يمس، من ثم يمكنك زيادة اللمسات لتغيير "مود" المكان.
ما هي مصادر إلهامك للتصميم عادة؟
الناس من حولي، الفن، الموسيقى، الطعام، الأزياء، تفاصيل الحياة عموماً هي مصادر إلهامي، يمكنني انتقاء أفكار وأشياء من أماكن وأشخاص لا تتوقعينها، وخاصة عند زيارتي لمكان مختلف تتجدد طاقتي ومصادر إلهامي.
ما أكثر المشاريع الذي مثل لك تحدياً لا تنسينه؟
أنا أعشق التحديات في عملي، لقد قمت بآلاف المشاريع ولطالما كان التحدي جزءاً منها، فهو الدافع دائماً للقيام بالأفضل، لعل مهمة تصميم مقصورة الدرجة الأولى لدى الخطوط الجوية البريطانية كان تحدياً مهماً بالنسبة لي، وهناك غيره فلقد كنت محظوظة جداً في العديد من المحطات في حياتي.
لديك فريق عمل محترف، ما أهم ما يميزه وكيف هي طريقة العمل؟
لدي أناس في فريق يعملون معي منذ سنوات طويلة جداً، ودائماً أحرص على اختيار أشخاص أنسجم معهم ويكون لدينا تفاهم وانسجام في كيفية سير العمل، وهذا في غاية الأهمية، فكما يقولون لو أعد الشيف طعاماً وطاقته إيجابية سيكون سهل الهضم، وكذلك في أي عمل وبين أي فريق في أي مجال، كما أنه هناك مساحة كبيرة من الثقة فلدي فريق رائع وأناس خلاقون.
ليس هناك موضة في الديكور فالمنازل لا تتغير
ما هي أهم صيحات 2023 في عالم التصميم الداخلي؟
أنا لا أؤمن أبداً بوجود صيحات أو موضة رائجة حين نتحدث عن تصميم المنزل، الترند والصيحة هناك أناس يخلقونها ولكن ليس لها وجود في الحقيقة ولا أهمية، فهم من يصدرونها لنا بغض النظر عن أهميتها أو لا. وقد نتقبلها في الأزياء مثلاً ولكن هذا يقلل من قيمة ما أقوم به وهو تأسيس المنازل، فمنزل جدتي وهو من أهم مصادر إلهامي لا يزال كما هو ولم يتغير أبداً، فليس علينا تغيير منازلنا كل سنتين خاصة إذا كان الأساس فيه جيداً فليس هناك داع أبداً لمتابعة الموضة والصيحات.
كيف ترين الـ"سوشيال ميديا" وتأثيرها في مجال عملك؟
بالتأكيد منصات التواصل الاجتماعي أعطت الكثيرين وسيلة لمشاركة أعمالهم ومشاريعهم وهذا شيء جيد، وكانت بداياتي أصعب بالتأكيد لكن كان التواصل الحقيقي أكبر وأعمق، فالآن الناس يختبئون وراء الشاشات وأصبحوا أكثر كسلاً، فمن الضروري بالنسبة لي أن أمشي في الشوارع، أقابل الناس، الإحساس بالمكان وتفاصيله.
بماذا تنصحين المصممين المبتدئين في مجال التصميم الداخلي؟
أن يؤمنوا بما يقومون به، أن يكون لديهم شغف حقيقي ويقبلون المخاطرة، يتمسكون بالإيجابية ويتبعون حلمهم ولا يتنازلون عنه.