"كل الأسرة" في سوق السفر الألماني GTM.. "كيمنتس" عاصمة الثقافة الأوروبية 2025
قلّة من يعرفون مدينة «كيمنتس» الألمانية، لأن الأشياء الثمينة موجودة من حولنا، وتنتظر من يكتشفها، وعندما تقع عيناك عليها ستعرف مدى روعتها، وجمالها، وأصالتها. هذا ما حصل مع «كيمنتس» الواقعة في قلب ولاية ساكسونيا، بألمانيا، حيث نرى في هذه الجوهرة الخفية تاريخاً غنياً نابضاً بالحياة، ومزيجاً نادراً من الثقافة والإرث، فكل زائر لها لا بد أن ينبهر بسحر العالم القديم فيها، ومباهج وإبداعات العالم الحديث المشعّة منها.
بيترا هيدوفر، الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني الألماني للسياحة
سجلت الدورة الخمسين لسوق السفر الألماني (GTM)، التي نظمها المجلس الوطني الألماني للسياحة GNTB في كيمنتس، مشاركة ناجحة جاءت على قدر التوقعات، نظراً لحجم وهيبة هذا الحدث الكبير. فقد شاركت 183 شركة ألمانية من قطاعات عدة، مثل الفنادق والنقل والصناعات الترفيهية والسياحة الإقليمية، في ورش العمل التي استمرت يومين، إضافة إلى 225 مشترياً دولياً. ووفقاً للمنظمين، تم عقد 5,254 اجتماع عمل، وبناء على المسح الميداني الذي أجراه GNTB، تمكن 99 في المئة من المشاركين من القيام ببناء روابط عمل جديدة.
استضافت كيمنتس، المدينة التي كانت تُعرف سابقاً باسم كارل ماركس شتات، الدورة الخمسين لهذا الحدث البارز، وانطلق حفل الافتتاح بليلة لا تنسى، تضمنت رقصات عصرية مفعمة بالحيوية من فرقة الباليه في مسرح كيمنتس، علاوة على الموسيقى السيمفونية التي قدمتها أوركسترا الشباب الفيلهارمونية في أوغسبورغ، إلى جانب مشاهدة الحضور لفيلم يتم تشغيل جهاز عرضه بواسطة دراجات هوائية لفريق متخصص بهذه الميزة، دعماً لجهود البيئة الخضراء والاستدامة، وفي النهاية ظهرت فرقة تراثية بزيّها التقليدي الخاص بالمنطقة، وأعلامها، وأدوات العزف النحاسية المعروفة لدى سكان كيمنتس، وما حولها، في مشهد بديع أضفى نشاطاً على قاعة الحل، وبث روح التفاعل العميق بين الحضور.
GTM.. الحدث البارز في مسار مستقبل السياحة
تقول الجهة المنظمة لسوق السفر الألماني، إنه منذ تنظيم أول GTM في عام 1972، شارك أكثر من 15000 خبير من صناعة السفر الدولية، و7000 صحفي من 56 دولة، في هذا الحدث العالمي في قطاع السفر والسياحة. لذلك، لا عجب أن GTM لا يزال أكبر منصة للسياحة في ألمانيا. وتعمل ألمانيا حالياً، على الاستمرار في تقديم منصة مبيعات مستدامة لجميع الشركاء كجزء من التحول الرقمي والمستدام لألمانيا كوجهة سفر. على هذا الأساس، ستعمل منصة GTM 360° الجديدة كمركز للسياحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، إضافة إلى تنظيم الحدث السنوي في ألمانيا. ومن خلال هذه المبادرة، تخطط GNTB لتزويد جميع اللاعبين في مجال السياحة الألمانية بإمكانية الوصول المبتكر إلى الأسواق، وتمنحهم دعماً إضافياً للتواصل، وقدرة تنافسية أفضل.
كيمنتس.. عاصمة الثقافة الأوروبية 2025
تزامن تنظيم سوق السفر الألماني في كيمنتس مع إعلان هذه المدينة عاصمة للثقافة الأوروبية 2025.
ففي عام 2025، ستتجه كل الأنظار نحو مدينة كيمنتس، التي كانت ذات يوم أكثر مدن ألمانيا ازدهاراً. وولاية ساكسونيا بأكملها متحمسة لاختيار ثالث أكبر مدينة في المنطقة مع 38 بلدية ومدينة تسفيكاو القريبة، كعاصمة للثقافة الأوروبية. وبهذه المناسبة، تم إطلاق برنامج يحمل عنوان «C the Unseen»، الذي يسلط الضوء على الإمكانات الخفية للمدينة والمنطقة المحيطة، بها ويدعو المسافرين للتعرف إلى أماكن جديدة، مع التركيز على اكتشاف مجالات الصناعة والثقافة والطبيعة فيها، حيث ستتألق المواقع الصناعية القديمة في كيمنتس بحلة زاهية جديدة، وستعرض المتاحف في كيمنتس وتسفيكاو روح الاختراع الأصيلة والمميزة للمنطقة، بما في ذلك تراثها الغني بإنتاج المنسوجات وتصنيع السيارات.
كما توفر المعارض الكبرى في مجموعات كيمنتس الفنية، أو المتحف الصناعي، أو متحف ولاية كيمنتس للآثار، فرصاً ممتازة لإلقاء نظرة أولية على كيمنتس، وسيكون مهرجان LUMAGICA Lichtenwalde للأضواء في شتاء 2024-2025 حدثاً رائعاً، ومقدمة ساحرة لعام عاصمة الثقافة الأوروبية، مع إضافات جديدة ومذهلة في حديقة باروكية خيالية.
في 18 يناير 2025، سيتم افتتاح عاصمة الثقافة الأوروبية كيمنتس 2025 بمهرجان كبير في الشوارع، حيث سيمثل دعوة للسكان المحليين والضيوف، على حد سواء، للاحتفاء بعام استثنائي يظل عالقاً في الأذهان، والهدف هو إظهار وإعادة اكتشاف الأشياء التي لم يسبق لها مثيل، حيث سيتم تنظيم نحو 100 مشروع ونحو 1000 حدث في عام عاصمة الثقافة الأوروبية، كما تشارك أيضاً المؤسسات الثقافية الكبرى في المدينة في البرنامج، وقد تم الإعلان بالفعل عن مشاريعهم الخاصة بمدينة كيمنتس 2025 لجذب الضيوف من جميع أنحاء العالم.
استكشاف كنوز كيمنتس.. مدينة غنية بالتاريخ والابتكار
مدينة كيمنتس، التي كانت تُعرف سابقاً باسم كارل ماركس شتات، خلال عصر ألمانيا الشرقية، تفتخر بماضيها العريق الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 800 عام. كانت المدينة ذات يوم مركزاً صاخباً للصناعة، بخاصة في مجال المنسوجات والآلات، وقد لعبت دوراً محورياً في الثورة الصناعية في ألمانيا. واليوم، تظهر آثار إرثها الصناعي في مشهدها المعماري، حيث تمت إعادة توظيف المصانع الضخمة، وتحويلها إلى أماكن ثقافية ومتاحف.
وعلى الرغم من الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية والتقسيم اللاحق لألمانيا، فقد برزت كيمنتس كرمز للمرونة والتجديد. إذ خضعت المدينة لجهود إعادة إعمار مكثفة بعد إعادة توحيدها، ما أدى إلى بث حياة جديدة في مبانيها التاريخية وتنشيط وسط المدينة.
كيمنتس.. موجات الثقافة في كل مكان
أحد الجوانب الأكثر جاذبية في كيمنتس هو مشهدها الثقافي المزدهر. سيسعد عشاق الفن باستكشاف Kunstsammlungen Chemnitz، أحد أشهر المتاحف الفنية في ألمانيا، والذي يضم مجموعة رائعة تمتد من العصور الوسطى إلى الأعمال المعاصرة، حيث تقدم معارض المتحف المتنوعة لمحة عن تطور الفن الأوروبي عبر القرون.
أما بالنسبة لأولئك الذين لديهم ولع بالموسيقى، فسوف تستضيف كيمنتس مجموعة من المهرجانات والحفلات الموسيقية على مدار العام، وتقدم عروضاً لكل أنواع الموسيقى، بدءاً من السمفونيات الكلاسيكية، وحتى الحفلات الرائدة. ومن بين أكثر ما يلفت الزائر في كيمنتس هو مبنى الأوبرا فيها الذي يتميز بتصاميمه الداخلية الفخمة، وعروضه العالمية، لذلك هو مكان لا بد أن يزوره عشاق الأوبرا الذين يبحثون عن تجربة ثقافية لا تنسى أبداً.
كيمنتس.. مركز الابتكار والتقدم التكنولوجي
إضافة إلى تراثها الثقافي، تعد كيمنتس أيضاً مركزاً للابتكار والتقدم التكنولوجي. فالمدينة موطن لمشهد مزدهر للشركات الناشئة، يغذي هذه الخاصية المميزة قربها من المؤسسات البحثية والجامعات الرائدة، حيث أدى التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعية إلى تطورات رائدة في مجالات عدة، مثل الهندسة وعلوم المواد وتكنولوجيا المعلومات.
علاوة على ذلك، فإن التزام كيمنتس بالاستدامة والتقنيات الخضراء جعلها رائدة في مجال الابتكار البيئي. ومن مبادرات الطاقة المتجددة إلى التخطيط الحضري الصديق للبيئة، تقع المدينة في طليعة الجهود الرامية إلى خلق مستقبل أكثر استدامة.
كيمنتس.. بوابة الطبيعة الخلابة
توفر كيمنتس، المحاطة بالمناظر الطبيعية الخلابة لجبال أوري، فرصاً وافرة للاستجمام والاستكشاف في الهواء الطلق. ويمكن لعشاق الطبيعة الانطلاق في مغامرات المشي لمسافات طويلة، أو ركوب الدرّاجات على طول المسارات ذات المناظر الخلابة، والانغماس في جمال المنطقة الذي يأخذ الألباب. وفي فصل الشتاء، تحول منتجعات التزلج القريبة الجبال إلى أماكن رائعة لعشاق الرياضات الثلجية على كل المستويات.
كيمنتس تدعو المسافرين للشروع في رحلة استكشاف لا مثيل لها، فعندما يتعمق المرء في نسيج ماضيها وحاضرها، يصبح من الواضح أن كيمنتس ليست مجرد رحلة، ولكنها وجهة تستحق الاندماج فيها والاحتفال.