02 يناير 2025

عادات يومية ترفع لديكم هرمونات السعادة فلا تهملوها

رئيس قسم الشباب في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

من منّا لم يشعر يوماً بالحزن والإحباط؟ من منّا لم يساوره الشك في أن الحياة قد أظلمت، وأن الأمل بعيد المنال؟ لكن بعضنا قد يأبى الاستسلام لهذه المشاعر، ويخطط للتخلص منها كي يحيا بسعادة، ورضا.

ثمة ممارسات يومية ترفع معدلات هرمونات السعادة في الجسم، وهي مبنية على أسس علمية، ويمكن أن تعدّل المزاج، والعواطف. فهل أنتم مستعدون لاكتشاف أسرار الحياة السعيدة؟

ليس البحث عن السعادة دائماً ذلك المشروع الكبير الذي يُبنى على أسس يصعب تنفيذها، فبعض التصرّفات اليومية البسيطة يمكن أن تبدّل حياتنا من الحزن إلى الفرح، ومن القنوط إلى الأمل، وتزيل عن القلب الهمّ والغم. فهيا بنا لننطلق في عالم مملوء بالضحكات، والراحة النفسية.

تعزيز الهرمونات الطبيعية

تنتج أجسامنا هرمونات السعادة؛ سيروتونين، دوبامين، أوسيتوسين، وأندورفين، بشكل طبيعي، وهي هرمونات تلعب دوراً رئيساً في تعديل المزاج، وتوجيه العواطف. وبالإمكان حث الجسم على إنتاج المزيد من هذه الجزيئات الثمينة، والحصول على شعور دائم بالسعادة، باتّباع بعض السلوكات اليومية البسيطة، فما هي هذه العادات؟

مجلة كل الأسرة

1- انطلاقة جيدة في أول النهار

تؤثر الطريقة التي نبدأ بها نهارنا كثيراً في مزاجنا طوال اليوم. لذا سنذكر بعض العادات الصباحية التي يمكن أن تعزز هرمونات السعادة بصورة ملحوظة:

الامتنان لله عند الاستيقاظ من النوم:

خذ وقتك في التفكير بثلاث نِعم، على الأقل، منَّ الله بها عليك، فالتفكير في هذه النِّعم وحده يرفع لديك مستويات هرمون الدوبامين، الذي يرتبط مباشرة بالشعور بالمتعة، والرفاهية، ويساعدك على الانطلاق في يومك بشكل إيجابي.

 ممارسة التمارين الصباحية:

تسهم ممارسة التمارين الرياضية في الصباح، مهما كانت قصيرة المدّة، في إنتاج هرمون الأندروفين الذي يطلق عليه «هرمون الرفاهية»، فالمشي صباحاً على سبيل المثال لمدة 10 دقائق، يكفي ليعطينا إحساساً بالسعادة في ساعات النهار التالية.

مجلة كل الأسرة

التعرض لضوء الشمس:

عندما نمضي 15 دقيقة في فترة الصباح في الهواء الطلق تنتج أجسامنا هرمون السيروتونين المسؤول عن الشعور بالراحة، والسكينة.

2- تغذية الجسم والروح

تؤثر عاداتنا الغذائية ونشاطاتنا اليومية بشكل مباشر في إنتاج هرمونات السعادة. وهذه بعض الأساليب لتحسين هذا الجانب في حياتنا:

· يساعد إدخال المأكولات الغنية بالأوميغا 3 في الطعام على تحسين الصحة العقلية، ويزيد من معدل الشعور بالسعادة. ونذكر من الأغذية الغنية بالأوميغا 3؛ الأسماك الدهنية، بذور الكتان، والجوز، وهي مصدر رائع للأحماض الدهنية الأساسية.

· من ناحية أخرى، تُعد تمارين الاسترخاء والتنفس العميق من الوسائل الفعالة لتخفيف التوتر، والحصول على الشعور بالهدوء. لذا علينا أن نخصص بضع دقائق يومياً، لهذه الرياضات البسيطة التي تحسّن المزاج، وتمنح شعوراً بالسعادة.

مجلة كل الأسرة

3- الضحك ثم الضحك

الضحك بلسم حقيقي وقوي، ودواء يزيل الشعور بالحزن، والاكتئاب، فعندما نضحك يطلق الدماغ موجات من هرمون الدوبامين الذي يمنحنا شعوراً بالسعادة. ولهذا السبب، يجب أن نخصص لأنفسنا أوقاتاً نمارس فيها نشاطات تثير الضحك، مثل مشاهدة فيديوهات كوميدية، أو تمضية الوقت مع الأصدقاء.

4- تعزيز العلاقات الاجتماعية الإيجابية

تساعد العلاقات الاجتماعية الإيجابية والاهتمام بالحصول على الرفاهية العاطفية في إنتاج هرمونات السعادة. وتأتي مساعدة الآخرين في طليعة هذه العلاقات:

 الانخراط في أعمال خيرية:

ترفع مساعدة الآخرين وتلبية احتياجاتهم معدل هرمون الأوسيتوسين الذي يطلق عليه هرمون الحب، وهو يزيد من الشعور بالترابط، والتلاحم، والدفء العاطفي.

مجلة كل الأسرة

5- الحصول على نوعية جيدة من النوم

تساعد نوعية النوم الجيد الجسم على إفراز هرمونات السعادة، مثل السيروتونين، والدوبامين. لذا لا بد من اعتماد أوقات محددة للذهاب إلى النوم، على أن تصل ساعات النوم من 7 إلى 9 ساعات متتالية، في كل ليلة، فهذه العادة تسهم في دعم الصحة العقلية، وتجلب الشعور بالسعادة.

وأخيراً، عندما نجعل هذه العادات اليومية جزءاً من حياتنا، فنحن نحفّز بشكل طبيعي إنتاج هرمونات السعادة لدينا. وعندما نطبّق هذه التغييرات الصغيرة بانتظام، فسوف تلعب دوراً أساسياً في إحساسنا بالرفاهية، والسعادة، والرضا. فالسعادة تأتي غالباً نتيجة لسلسلة من الخيارات اليومية الإيجابية التي قد نغفل عنها، أحياناً.