08 يناير 2025

عيسى الطنيجي يكتب: عندما يهطل المطر...!

إعلامي اماراتي متخصص في الكتابات الساخرة، ومصور فوتوغرافي محترف في الأسفار، أعمل حالياً في مجال الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة بإحدى الجهات الحكومية في أبوظبي

مجلة كل الأسرة

عندما يهطل المطر، يستقبله الناس بمشاعر تختلف من دولة إلى أخرى، ففي بعض الدول الأجنبية مثلاً، يُعدّ اليوم الممطر يوماً سيئاً، حيث يعاني بعضهم تداعياته السلبية، ولكن في دول الخليج، يتعامل الناس معه باعتباره حدثاً سعيداً يمثّل لهم فرصة للاستمتاع بالأجواء المنعشة، وبمثابة مهرجان للفرح!

في بعض الدول، يُعدّ هطول المطر عائقاً أمام الحياة اليومية، ويحاول بعضهم تجنب الخروج أو التوجه إلى الأماكن المزدحمة. غالباً ما يُعدّ المطر سبباً لتعطيل الأعمال والأنشطة. وخاصة عند هطول الأمطار الغزيرة التي تشل الحركة المرورية وتسبب الفوضى في الشوارع. كما أن بعض الأشخاص قد يصابون بالضجر والاكتئاب بسبب الطقس الغائم والممطر الذي يمتد لفترات طويلة من السنة...!

أما في دول الخليج، فالأمر مختلف تماماً، حيث ينتظر الناس المطر بكل لهفة وشوق، فهو نعمة ربانية وفرصة للاستمتاع بالأجواء الشتوية الجميلة. عند نزول المطر، يخرج الناس لمشاهدة الغيوم الملبدة وجريان الأودية من سفوح الجبال، ويتجولون بسياراتهم لزيارة المناطق الطبيعية التي تعود الحياة إليها بعد فترة الصيف شديدة الحرارة.

واحدة من المظاهر المميزة التي تصاحب المطر في دول الخليج هي انتشار العشب الأخضر وظهور الزهور والنباتات البرية والجبلية. وفي العديد من الأماكن، تتحول الصحراء إلى واحات خضراء بفضل الأمطار، ما يجعلها تبدو وكأنها لوحة فنية.

هذه اللحظات تُعدّ فرصة للتخييم في البر، سواء مع العائلة أو الأصدقاء، وممارسة بعض الرياضات والمغامرات والأنشطة المميزة للابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية والاستمتاع بجو من الألفة والمرح.

وأخيراً، شتاؤنا هذا العام تأخر علينا بشكل ملحوظ، ما جعلنا نشتاق لتلك اللحظات المميزة التي يُحييها المطر. نأمل ألا يطول انتظارنا أكثر، وأن يعود الشتاء كما عهدناه بنسماته الباردة وأمطاره المفعمة بالحياة. ما زلنا ننتظر تلك الأجواء الممطرة التي تغمر الأرض بالنماء والاخضرار، وتعيد الفرح إلى قلوبنا من جديد.