28 يناير 2025

الأختان ندى وبسمة علي: الثقة جمعتنا للعمل في التصميم الداخلي

محررة الموضة والجمال

مجلة كل الأسرة

جمعت الخبرات المتنوعة الأختين، ندى وبسمة، في عالم التصميم وريادة الأعمال، لتعكسا مزيجاً غنياً من الخبرات المتنوعة، والطموحات المشتركة، إذ درست ندى الهندسة المعمارية، بينما ساعدت خلفية بسمة في إدارة الأعمال على تطوير مهاراتها القيادية والتشغيلية، وهذا ما كان له دور كبير في قرارهما تأسيس شركة KAL Contracting للتصميم الداخلي والهندسة المعمارية..

كان لنا معهما هذا الحوار لنتعرف أكثر إلى مسيرتهما المهنية، وأهم التحدّيات التي واجهتهما:

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

ندى، هل يمكنك أن تأخذينا في جولة حول تعاونكما العائلي المهني؟

بدأت مسيرتي في مجال الهندسة المعمارية، وتقدمت من التصميم الداخلي إلى قيادة فرق التصميم وإدارة المشاريع المعقدة. أختي بسمة بدأت في مجال الطب البيطري، ولكنها اكتشفت شغفها بتطوير الأعمال والأزياء، ما قادها إلى تأسيس شركة ناجحة في مجال تجارة الملابس بالجملة. أما مصطفى، شريكنا الثالث، فقد أضاف أكثر من 13 عاماً من الخبرة في الهندسة المعمارية، من خلال إدارة مشاريع في الإمارات والسعودية. فعندما أسّسنا KAL، أصبح المشروع أكثر من مجرد شركة؛ بل عكَس قيمنا المشتركة وروابطنا العائلية. أنا وبسمة جمعنا بين خبرتي في التصميم، ورؤيتها الريادية، لبناء عمل يقوم على التعاون، وأضافت خبرة مصطفى عمقاً، ورؤية واضحة للمشروع.

بسمة، بصفتكما شقيقتين وشريكتين في العمل، كيف تتعاملان مع التحدّيات الشخصية والمهنية؟

يتطلب هذا وضوحاً في التواصل، واحتراماً متبادلاً، ووضع حدود واضحة. نحن محظوظتان بوجود أساس قوي من الثقة، ما يساعدنا على تجاوز التحديات معاً. بينما نحمل نقاط قوة مختلفة، نضمن أن نبقى متماشيتين مع رؤية الشركة. تعلّمنا أن نفصل بين وقت العمل ووقت العائلة، مع ضمان الاستمتاع باللحظات الشخصية، واحترام الأدوار المهنية لبعضنا بعضاً. قيمنا المشتركة والحوار المفتوح، تحافظ على نجاح علاقتنا، وعملنا.

مجلة كل الأسرة

ندى، ما الذي ألهمك الانتقال من مجالك الأصلي إلى بناء مسيرة في التصميم الداخلي؟

شغفنا المشترك بالإبداع ألهمنا العمل في مجال التصميم الداخلي، والهندسة المعمارية. بالنسبة لي، كانت الهندسة المعمارية دائماً نداء يجمع بين التصميم وحلّ المشكلات. أما بسمة، مع خلفيتها في إدارة الأعمال وعينها الحادة للتفاصيل الجمالية، فقد رأت فرصة للجمع بين خبرتها ورؤيتها الإبداعية معاً، ثم جاءت اللحظة الحاسمة عندما أدركنا إمكانات الجمع بين قوّتينا لإنشاء شيء مميز، وقرّرنا أن نؤسس شركتنا الخاصة، حيث جمعنا خبراتنا الفردية لإطلاق مشروع يعكس رؤيتنا المشتركة، ما أدى إلى تأسيس KAL.

الاستدامة أصبحت أولوية متزايدة في الهندسة المعمارية، إلى أيّ مدى تهتمون بهذا المفهوم؟

الاستدامة هي جوهر فلسفتنا التصميمية، فنستخدم مواد صديقة للبيئة، ونولي الأولوية لأنظمة كفاءة الطاقة، ونركز على الأنماط الداخلية التي تستفيد من الإضاءة الطبيعية والتهوية. من خلال التعاون مع الموردين الذين يشاركوننا التزامنا بالاستدامة، نضمن أن مشاريعنا تلبّي توقعات العملاء وتسهم في مستقبل مستدام. هدفنا هو إنشاء مساحات تكون عملية وصديقة للبيئة.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

كيف تلعب التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (IoT)، دوراً في حلولكم المعمارية وتصاميمكم الداخلية؟

نحن نعتمد على التكنولوجيا لتعزيز كفاءة التصميم، ووظائف مشاريعنا. يساعدنا الذكاء الاصطناعي على تحسين كفاءة التصميم، ما يتيح اتخاذ قرارات أسرع، وتخطيطًا أكثر دقة. كما يدمج إنترنت الأشياء في تصاميمنا لإنشاء مساحات أكثر ذكاء واتصالاً، ما يحسن كفاءة الطاقة والأمان، وتجربة المستخدم. من خلال دمج هذه التقنيات، لا نلبّي متطلبات التصميم الحديث فقط، بل نقدم أيضاً حلولاً مبتكرة تعزز من وظائف واستدامة مشاريعنا.

الأسلوبان البسيط (Minimalism)، والمفرط (Maximalism) يتصدران مشهد التصميم، كيف تجمعون بين هذين المتناقضين؟

نسعى دائماً إلى تلبية احتياجات العملاء مع مواكبة أحدث الاتجاهات. كما ذكرت، البساطة والمبالغة أسلوبان شائعان حالياً. بالنسبة إلى المشاريع البسيطة، نركز على الخطوط النظيفة، والمساحات المفتوحة، والوظائف، لإنشاء بيئات هادئة، وغير مزدحمة. أما في التصميم المفرط  فنعتمد الألوان الجريئة، والأنماط المعقدة، والخامات الغنية لإنشاء مساحات ديناميكية وتعبيرية، ومن خلال المزج بين الإبداع والتفكير الدقيق نضمن أن كل مشروع يعكس رؤية العميل، سواء كان يفضل البساطة، أو الغنى البصري.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

كيف تكمل فلسفاتكم التصميمية الفردية بعضها بعضاً عند العمل على المشاريع؟

فلسفاتنا الفردية تتكامل من خلال المزج بين الإبداع والعملية. كما ذكرنا، نحن ثلاثة شركاء، ولكل منا دور إداري محدّد. دوري هو تقديم أفضل الحلول التصميمية؛ مصطفى مسؤول عن التنفيذ والتواصل مع المورّدين والسوق؛ وبسمة تقود تطوير الأعمال، مع التركيز على كيفية تحسين التصميم لتجربة العملاء، أو تحسين أنماط حياتهم. معاً، نحقق توازناً بين الابتكار والوظائف، ما يضمن أن مشاريعنا ليست مذهلة بصرياً فقط، بل أيضاً تلبّي أهداف العملاء بفعالية، نحن نكمل نقاط قوة بعضنا بعضاً.

تركز اتجاهات التصميم لموسم ربيع وصيف 2025 على الأنماط الجريئة، ما رأيكما؟

تقدم الأنماط الجريئة فرصاً للإبداع والتعبير عن الذات، ما يتيح لنا إنشاء مساحات ديناميكية لا تُنسى. من ناحية أخرى، يعكس التصميم البيوفيلي التركيز المتزايد على ربط الناس بالطبيعة، ندمج ذلك من خلال استخدام المواد الطبيعية، وتعظيم الإضاءة الطبيعية، وإضافة النباتات إلى تصاميمنا. هذه الاتجاهات ستواصل تشكيل نهجنا، حيث نضمن أن مشاريعنا ليست لافتة بصرياً فقط، ولكن تعزز أيضاً رفاهية الأشخاص الذين يعيشون فيها.

مجلة كل الأسرة

كيف تدمجون التأثيرات الشخصية والمحلية في مشاريعكم؟

نحن نؤمن بأن كل تصميم يجب أن يعكس تفضيلات العملاء الشخصية، والسياق الثقافي للمنطقة. ندمج التأثيرات المحلية من خلال دراسة التراث الثقافي، والمواد، والحرف اليدوية، لكل منطقة نعمل فيها، ما يضمن أن تصاميمنا أصيلة، وتحترم التقاليد الإقليمية. ويتم إدخال التأثيرات الشخصية من خلال التعاون الوثيق مع العملاء، لفهم قيمهم، وأسلوب حياتهم، وتطلعاتهم. ومن خلال دمج هذه العناصر، نصنع مساحات تتناغم مع الثقافة المحلية، وتعبّر عن شخصية العميل، ما يجعل كل مشروع فريداً، وذا معنى.

ما هو الجانب الأكثر إرضاء في عملكم، وكيف ترون تأثير مساهماتكم في مستقبل التصميم الداخلي والهندسة المعمارية؟

الجانب الأكثر إرضاء في عملنا هو رؤية تحوّل المساحات التي لا تلبّي توقعات عملائنا فقط، ولكن تتجاوزها. معرفة أن تصاميمنا لها تأثير دائم في طريقة تجربة الناس، وتفاعلهم مع بيئاتهم يُعد أمراً مشبعاً للغاية. نرى مساهماتنا جزءاً من تحوّل أوسع نحو تصميم أكثر استدامة، ووظائفية، ومعنى، حيث يتم تحقيق التوازن بين الابتكار، والجماليات، والمسؤولية البيئية. ومن خلال الاستمرار في تجاوز الحدود الإبداعية، مع احترام السياقات الثقافية والمحلية، نطمح إلى تشكيل مستقبل التصميم الداخلي والهندسة المعمارية من خلال إنشاء مساحات تعزز من جودة الحياة، والبيئة.

مجلة كل الأسرة

ما النصيحة التي تقدّمانها للمصمّمات الطموحات ورائدات الأعمال الراغبات في دخول هذا المجال؟

ثقي بشغفك، وكوني واثقة بقدراتك. قد يكون مجال التصميم وريادة الأعمال مملوءاً بالتحدّيات، لكن المثابرة، والتعلم المستمر، والتمسك برؤيتك، هي مفاتيح النجاح. كوّني شبكة قوية من الموجهين والمحترفين ذوي التفكير المماثل الذين يمكنهم تقديم الإرشاد، والدعم. لا تخافي من المخاطرة، واغتنام الفرص؛ ففي بعض الأحيان تأتي أكثر التجارب إرضاء من الخروج من منطقة الراحة. والأهم من ذلك، تذكّري أن منظورك الفريد كامرأة يمثل إضافة قيّمة لهذا المجال، فثقي بنفسك وادعمي النساء الأخريات.