10 فبراير 2025

«منحل حديقة الإمارات للحيوانات».. دليل الزوار لاستكشاف عوالم النحل

محررة في مجلة كل الأسرة

مناحل حديقة الامارات
مناحل حديقة الامارات

يكشف منحل حديقة الإمارات للحيوانات عالماً ينبض بالحياة، حيث تدب الحياة في خلايا النحل وتنسج قصص الطبيعة في كل زاوية، حيث نرى النحل وهو يتنقل بين أزهار الغاف والسدر التي تحمل سر استدامة هذا الكائن الصغير ودوره في حفظ التوازن البيئي.

صناديق حفظ خلايا النحل
صناديق حفظ خلايا النحل

يقدم المنحل، الذي يعد الأول من نوعه، تجربة تجمع بين المتعة والتعلم للزوار بمختلف فئاتهم العمرية، من خلال رحلة لاستكشاف عالم النحل عبر برنامج يقدمه خبراء مختصون يوضحون فيها دوره وأهميته في الحفاظ على التوازن الطبيعي ومراقبته للتعرف عن قرب على أسرار سلوكياته، كما يعكس البرنامج التزام حديقة الإمارات بجهود الحفاظ على النحل وحمايته من التحديات البيئية التي يواجهها.

مجلة كل الأسرة

يكشف د.وليد شعبان، الرئيس التنفيذي لحديقة الإمارات للحيوانات والمنتجع، " يركز البرنامج على تقديم تجربة تعليمية متميزة للأطفال الهدف الأساسي منها غرس المسؤولية البيئية لدى الأطفال وتحفيز فضولهم لفهم الطبيعة ودعمها عبر أنشطة تفاعلية وتجارب عملية، ليتعرفوا على دور وأهمية النحل في إنتاج الغذاء واستمرار النباتات والمحاصيل من خلال التلقيح. كما يوضح البرنامج العلاقة الوثيقة بين النحل واستقرار النظام البيئي، مما يساهم في فهم الأطفال وتقديرهم للدور الحيوي للنحل، ويثير اهتمامهم بالمحافظة على هذه الكائنات الصغيرة والمهمة للغاية بشكل عملي".

مربو النحل وهم يقدمون بعض المعلومات الأساسية قبل بدأ الجولة في المنحل
مربو النحل وهم يقدمون بعض المعلومات الأساسية قبل بدأ الجولة في المنحل

يبدأ برنامج المنحل من اللحظة التي يرتدي فيها الأطفال بدلة مربي النحل الكاملة، ليشعروا وكأنهم جزء من العالم المثير لهذه المخلوقات، مما يعزز ارتباطهم بهذا الكائن الصغير ودوره الحيوي، حيث يتاح لهم أثناء الجولة فرصة مراقبة خلايا نحل حية في بيئة آمنة تمامًا، كما يمكنهم مشاهدة النحل عن قرب أثناء عمله داخل الخلية ما يفتح أمامهم نافذة لفهم ديناميكيات الحياة اليومية للنحل وتكشف لهم عن تنظيمه المذهل داخل المستعمرة، وفرصة لتعلم استخدام أدوات تربية النحل المختلفة، حيث يقدم مربو النحل شروحات حول كيفية إدارة الخلايا واستخدام الأدوات، مثل أدوات استخراج العسل وتنظيف الخلايا.

أحد المربين وهو يقدم معلومات دقيقة عن دور النحل والملكة
أحد المربين وهو يقدم معلومات دقيقة عن دور النحل والملكة

لا تتوقف التجربة في المنحل عند هذا الحد، إذ يتعرف الأطفال على أنواع خلايا النحل المختلفة وكيف تختلف في التصميم والوظيفة، مع شرح لتشريح النحل ودور كل فرد داخل المستعمرة، من الملكة إلى العاملات، مما يعزز من فهم الأطفال لتفاصيل حياة النحل ويزرع في نفوسهم أهمية دعم تربية النحل والحفاظ عليه كجزء أساسي من التوازن البيئي.

أماكن بناء الخلايا
أماكن بناء الخلايا

يشرح د. وليد شعبان أهم ما تقدمه الجلسات التعليمية التي يتضمنها برنامج تربية النحل في الحديقة " يتم تسليط الضوء على دورة حياة النحل، بدءاً من البيضة وحتى النحلة البالغة، مع شرح تفصيلي لرحلة تطور النحل داخل الخلية. كما يتعرف الزوار على التركيبة المعقدة لمستعمرات النحل، حيث يتم استعراض الأدوار المختلفة لأفراد الخلية، مثل الملكة التي تقود المستعمرة، والعاملات اللاتي يقمن بجمع الرحيق وبناء الخلية، والذكور الذين يلعبون دوراً في عملية التكاثر. ومن أبرز المواضيع التي يتم تناولها في الجلسات التحديات البيئية التي تواجه النحل، بما في ذلك فقدان الموائل الطبيعية، والاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية، وتأثيرات التغير المناخي على صحة المستعمرات. وكذلك يتم شرح عملية إنتاج العسل بطريقة مبسطة، توضح كيف يحول النحل الرحيق إلى عسل طبيعي، مع استعراض الأدوات المستخدمة في حصاد العسل والحفاظ عليه".

أحد أنواع الأشجار التي تساعد النحل في الحفاظ على النظام البيئي
أحد أنواع الأشجار التي تساعد النحل في الحفاظ على النظام البيئي

لا يقتصر الهدف في منحل حديقة الإمارات للحيوانات على حدود التوعية بأهمية النحل، بل يتناول التوعية بأهمية الأشجار المحلية ودورها الحيوي في دعم النحل واستدامة بيئته، من خلال الجلسات التعليمية، حيث يتم تعريف المشاركين بمجموعة من الأشجار والنباتات التي تعتبر موارد رئيسية للنحل، والتي تسهم بشكل كبير في إنتاج العسل والحفاظ على التنوع البيولوجي، من بينها شجرة الغاف، التي تعد رمزاً للقدرة على التحمل في البيئات الصحراوية القاسية، ومصدراً مستداماً للرحيق الذي يغذي النحل، ودور شجرة السدر التي تحتل مكانة خاصة بفضل زهورها الغنية بالرحيق التي تنتج عسل السدر المعروف بجودته العالية وفوائده الصحية، كما يتم تسليط الضوء على شجرة السمر أيضاً كواحدة من الأشجار المهمة للنحل، حيث تزهر في أوقات معينة عندما تكون مصادر الغذاء الأخرى غير متوفرة، مما يجعل لها دوراً أساسياً لاستمرار حياة النحل.

وتسلط الجلسات الضوء أيضا على أهمية بعض النباتات العطرية مثل النعناع والريحان، إلى جانب الأنواع المزهرة الأخرى التي توفر للنحل الرحيق وحبوب اللقاح الضرورية لبقائه، وتشجيع المشاركين على زراعة هذه الأشجار والنباتات في منازلهم ومجتمعاتهم لتعزيز بيئة صديقة تسهم في دعم استدامة التنوع البيولوجي.

* تصوير: السيد رمضان