جذب «معرض ابتكارات الحكومات الخلاقة» زوار القمة العالمية للحكومات، المعرض من تنظيم مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، تحت عنوان «أثر الفراشة»، ليقدم تجربة تفاعلية ملهمة، تبرز كيف يمكن للقرارات الصغيرة اليوم، أن ترسم ملامح مستقبل المجتمعات. يهدف المعرض إلى تحفيز التفكير الإبداعي من خلال ابتكارات حكومية رائدة، تساعد الزائرين على استكشاف حلول جديدة لأبرز التحديات العالمية، أبرزها تحسين التخطيط الزراعي، الاستجابة للكوارث، وصنع القرار الحكومي، ما يعزز جاهزية الدول لمواجهة تحدّيات المستقبل.
يضم المعرض لهذا العام 10 مشاريع مبتكرة، تم اختيارها بعناية من بين أكثر من 150 مشروعاً عالمياً، ضمن جائزة ابتكارات الحكومات الخلّاقة، والتي تُكرّم أفضل الحلول المبتكرة وفق معايير تشمل:
•الحداثة
•القابلية للتكرار
•الأثر الإيجابي في المجتمعات
وتشمل قائمة الدول المشاركة في المعرض 19 دولة، منها: الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، الهند، الصين، البرازيل، المكسيك، أستراليا، إيطاليا، هولندا، بولندا، كينيا، أوغندا، والكاميرون.
يُعد ابتكار خوذ رصد المحاصيل تحوّلاً جذرياً في مجال الزراعة الذكية، حيث تم تطبيقه في الولايات المتحدة، كينيا، زامبيا، وأوغندا، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية، «ناسا». يعتمد هذا الحل على تزويد الأفراد، مثل سائقي الدراجات النارية، والطلاب، وأفراد المجتمع، بكاميرات GoPro مثبتة على الخوذ، ما يتيح جمع بيانات زراعية دقيقة. وقد اعتمدت الحكومات في كينيا، زامبيا، وأوغندا، هذا الابتكار لتعزيز التخطيط الزراعي، وصنع السياسات.
تبنت 13 بلدية المنصة لتنظيم 50,000 متطوع، حيث تم تسجيل أكثر من 20,000 شخص، للمشاركة في أكثر من 2000 مناوبة، تضمنت إزالة الأنقاض، وتوصيل الطعام.
في إيطاليا، قدّم «معرض ابتكارات الحكومات الخلّاقة» نموذجاً متميّزاً، للاستفادة من التكنولوجيا في إدارة الأزمات. بدأ المشروع كمنصة لإدارة حفلات موسيقية تحت اسم «Rockin'1000»، لكنه تحول إلى أداة لإدارة الكوارث الطبيعية بعد فيضانات نهر سافيو، ليتم إطلاقه باسم «Volontari SOS»، خلال 48 ساعة فقط.
في أستراليا، تستوحي شركة «Dragonfly Thinking» منهجيتها من عين اليعسوب، التي توفر رؤية بانورامية بزاوية 360 درجة من خلال آلاف العدسات. باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، يساعد الابتكار صناع القرار في تبسيط التعقيدات، التنبؤ بالتحديات، وتعزيز المرونة الوطنية.
من الولايات المتحدة الأمريكية، يأتي «نموذج التوأم الرقمي للأغذية»، ليُحدث تحوّلاً جذرياً في مجال الأمن الغذائي. يعتمد هذا الابتكار على صور الأقمار الصناعية، ونماذج المحاصيل، وبيانات البنية التحتية لإنشاء خريطة رقمية تحاكي حركة الأغذية داخل البلاد، ما يساعد على:
• رصد المخاطر مثل الجفاف وموجات الحرارة الشديدة
• تحسين قدرة الحكومات على الاستجابة لأزمات الغذاء
• تمكين صانعي القرار من وضع خطط استباقية لمواجهة الاضطرابات الغذائية
يُحدث اقتصاد الاستهلاك المنزلي ثورة في تحليل سلوك المستهلكين عالمياً، حيث يعتمد على دراسة محتويات الثلاجات للكشف عن اتجاهات السوق، والفرص الاستثمارية. طُبّق هذا الابتكار في المملكة المتحدة، الهند، الصين، البرازيل، إندونيسيا، المكسيك، بيرو، وفيتنام، من خلال صندوق «Trinetra» الذي يعتمد على منهجية «الإثنوغرافيا السريعة والتعاونية»، لتحليل الأسواق في 15 دولة، بما في ذلك الهند والصين، وإندونيسيا.
وقد كرّمت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، (دبي للثقافة)، فريق مشروع «تعهد بالاو» الفائز بجائزة «ابتكارات الحكومات الخلاقة»، وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ، لمواجهة التحديات التي تفرضها السياحة على نظامها البيئي، من خلال حلّ مبتكر تمثّل في «تعهد بالاو»، وهو أول تأشيرة هجرة في العالم مخصصة للحفاظ على البيئة، تقوم على إلزام كل زائر بالتوقيع على تعهد، يتم ختمه في جواز سفره، يلتزم فيه باتباع سياسة السياحة المسؤولة التي تحمي البيئة، وتحترم الثقافة المحلية. وتمكنت المبادرة من إصدار أكثر من مليون تعهّد، وحققت نتائج ملموسة، شملت خفض اعتماد البلاستيك أحادي الاستخدام بنسبة 50%، كما ألهم نموذج بالاو دولاً مثل نيوزيلندا، وهاواي، لتبنّي مبادرات مماثلة.