أظهرت الدراسات الحديثة أن منطقة الخليج في الشرق الأوسط لديها أعلى معدلات لنقص فيتامين D في جميع أنحاء العالم بالرغم من مناخها المشمس وذلك بسبب تجنب قاطنيها لأشعة الشمس التي هي المصدر الأساسي لذلك الفيتامين. كما أن لون البشرة عامل مهم لتحديد كمية فيتامين D المنتجة بواسطة أشعة الشمس، فالبشرة السمراء أو الداكنة لديها نسبة عالية من مادة الميلاتونين التي تقلل من عملية تكوين الفيتامين D. وعليه فإن ذوي البشرة الداكنة ينتجون كمية أقل من D مقارنة بذوي البشرة البيضاء أو الفاتحة.
فيتامين D ومرض السرطان
من جهة أخرى، أفادت دراسة أمريكية أجريت في وقت سابق من هذا العام على أيدي باحثين من جامعة «كاليفورنيا» بأن عدم تعرض المرأة للشمس بمعدل كاف يومياً يجعلها عرضة لارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان وذلك لانخفاض مستوى فيتامين D في الجسم. وقد أشارت الدراسة التي نشرت في مجلة «بلوس وون» إلى أن زيادة مستويات الفيتامين المعني في الجسم يمكن أن يشكل أسلوباً مهماً للوقاية من السرطان.
وفي ذات السياق، أشارت دراسات أخرى في العام 2014 إلى أن الأشخاص الذين لديهم انخفاض في مستويات فيتامين D ويعانون من أمراض أخرى أكثر عرضة للوفاة بمرض السرطان وأمراض القلب. وأكدت دراسات أخرى قديمة أن وجود هذا الفيتامين في الدم بمستويات معتدلة مقياساً جيداً للصحة العامة، ولكنه لا يقدم إجابة للسؤال المتعلق بما إذا كانت المستويات المنخفضة هي السبب في المرض.
التعرض لأشعة الشمس بحدود 30 دقيقة يومياً
ويوصي الأطباء والمختصون، للوقاية من نقص الفيتامين D، بالحرص على التعرض لأشعة الشمس بطرق معتدلة وذكية بحدود 30 دقيقة يومياً بين الساعة 10 والساعة 14. وتجدر الإشارة هنا إلى أن واقي الشمس يمنع أشعة الشمس من التفاعل مع الجلد ومن ثم تكوين فيتامين D بطريقة جيدة، لذا يجب أولاً عدم وضع واقي الشمس لفترة قصيرة ومن ثم يمكن وضعه إذا كان التعرض للشمس سيطول، وتسمى هذه الطريقة بالطريقة المنطقية.
ويجب أيضاً أخذ مكملات غذائية للفيتامين D بعد استشارة الطبيب وتناول الأطعمة الغنية به مثل: البيض وسمك التونة والفطر، وكذلك الأطعمة المدعمة بفيتامين D مثل: بعض أنواع الحليب واللبن المتوفرة بأسواق الإمارات.
الحوامل المصابات بنقص فيتامينD هن أكثر عرضة لمخاطر تسمم الحمل
تقول الدكتورة نبيلة راشد، أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية «تعتبر المستويات المنخفضة لفيتامين D بمثابة عامل خطورة رئيسي قد يؤدي إلى أمراض العظام الاستقلابية، فضلاً عن دوره في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والتصلب المتعدد ومتلازمة التمثيل الغذائي وداء السكري. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحوامل المصابات بنقص فيتامينD هن أكثر عرضة لمخاطر تسمم الحمل والولادة المبكرة، كما أن نقصه قد يتسبب في مشكلات صحية مزمنة بالنسبة للأطفال، ومن ناحية أخرى تتأتى أهمية ذلك الفيتامين من كونه يمثل عاملاً ضرورياً في العديد من المراحل الأساسية للنمو وأيضاً لكونه يسهم في الحفاظ على صحة الجهاز المناعي، ووظائف القلب ولدوره المهم في تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور بهدف الحفاظ على قوة العظام ونموها وأيضاً يعتبر جزءاً أساسياً داعماً للوظائف الطبيعية للغدة الدرقية».
طرق للوقاية من نقص فيتامين D
وبحسب راشد: «تختلف الجرعات اليومية الموصى بها من فيتامين D من شخص لآخر. ومن المهم استشارة مختصي الرعاية الصحية لتحديد المستويات المناسبة».
أما عن الطرق التي يمكن عبرها الوقاية من نقص فيتامين D قالت: