11 مايو 2022

احذر!.. البلاستيك خطر يهدد حياتك

محررة باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

احذر!.. البلاستيك خطر يهدد حياتك

بدأ الاستخدام الشائع للبلاستيك في الخمسينيات من القرن الماضي وتزايد بشكل مطرد منذ ذلك الحين، وفي الوقت الحالي يتم إنتاج أطنان منه سنوياً حتى يفي بالطلب الزائد عليه لاستخدامه في كل ما تقع أعيننا عليه من ملابس ومستلزمات وعبوات أطعمة ومشروبات وغيرها الكثير مما نستخدمه في حياتنا اليومية.

أضرار البلاستيك

من مخاطر البلاستيك أنه يأخذ وقتاً طويلاً حتى يتحلل (من 100 إلى 1000 عام) مما يثير مخاوف بيئية وصحية. وقد يتحلل البلاستيك إلى جزيئات صغيرة يتراوح حجمها بين 1 ميكرومتر و5 ملليمترات تسمى اللدائن الدقيقة.

كشفت دراسة حديثة نشرتها حديثاً مجلة «علوم أجمالي البيئة» وجود 39 مادة بلاستيكية دقيقة في 11 عينة من أصل 13 عينة من أنسجة الرئة و12 نوعاً مختلفاً من اللدائن الدقيقة.

فهذه العناصر الدقيقة موجودة حولنا في كل مكان حتى الطعام الذي نأكله حيث تتسرب لنا من عبوات الأطعمة والتغليف، مما يجعل تعرض الانسان لها أمر لا مفر منه.

يمكن لجزيئات البلاستيك التي يقل حجمها عن 20 ميكرومتر، والتي تكون صغيرة بحيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، أن تعبر غشاء الخلية وتتراكم في الأنسجة، وكشفت الأبحاث السابقة عن وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في القولون البشري والفضلات وأنسجة المشيمة ودم الإنسان، والآن الرئتين.

وقدم العلماء عرضاً يوضح كيف أن منسوجات الملابس تقوم بإطلاق ألياف دقيقة ومتناهية الصغر في البيئة وحتى داخل المنازل، ويتعرض لها الشخص باستمرار حتى أنها تتراكم داخل خلايا جسمه.

احذر!.. البلاستيك خطر يهدد حياتك

مخاطر صحية تقلق

لقد ثبت أن التعرض لللدائن الدقيقة يسبب الالتهاب وموت الخلايا وتلف الحامض النووي في حيوانات المختبر وعينات الخلايا المخبرية، وهناك قلق من أن السمية التي تتعرض لها الخلايا البشرية من ألياف البلاستيك الدقيقة المستنشقة قد تعتمد على نوع البلاستيك، ومستوى التعرض، وشكل الجسيمات، وحجمها، والملوثات الممتصة، وترشيح المواد المضافة الموجودة في البلاستيك.

قامت دراسة أجراها باحثون من كلية الطب بجامعة هال وكلية هال يورك بتقييم وجود الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في أنسجة الرئة البشرية التي تم الحصول عليها بعد جراحة الرئة لـ11 مريضاً. اكتشف الباحثون جزيئات بلاستيكية دقيقة في جميع مناطق الرئة، وحددوا 39 من البلاستيك الدقيق في 11 من أصل 13 عينة من أنسجة الرئة، بمتوسط 3 جزيئات بلاستيكية صغيرة لكل عينة، وكان هناك 12 نوعاً من البلاستيك الدقيق الموجود في العينات.

تضمنت الجسيمات البلاستيكية الأربعة الموجودة بأكبر الكميات ما يلي:

  • نوع البلاستيك الموجود في السجاد والملابس
  • بلاستيك السيارات
  • والنوع الموجود في عبوات المشروبات والأطعمة
  • النوع الذي يدخل في تركيبة الطلاء الواقي والدهانات
  • النوع الموجود في أوراق تغليف الأطعمة
  • أقنية الرضاعة ولعب الأطفال وعبوات المنظفات.

احذر!.. البلاستيك خطر يهدد حياتك

البلاستيك يستطيع اختراق جسمك!

يقول الباحثون إن البلاستيك يمكن أن ينقسم إلى جزيئات صغيرة مختلفة، لذلك ليس من المستغرب وجوده داخل الرئتين لأن الرئة هي في الأساس مرشح للجسم.

كانت النتائج مفاجئة في البداية بالنسبة للباحثين حيث لم يتوقعوا العثور على أكبر عدد من الجزيئات في المناطق السفلية من الرئتين، أو جسيمات من الأحجام التي وجدوها، وهذا أمر مثير للدهشة لأن الشعب الهوائية تكون أصغر في الأجزاء السفلية من الرئتين لذلك كانوا يتوقعون أن يتم ترشيح أو حبس جزيئات من هذه الأحجام قبل دخولها إلى العمق.

لا يحب الجسم الأشياء الغريبة التي تدخل إليه من البيئة المحيطة، مثل البلاستيك، ويتعامل معها على أنها من مسببات الأمراض فيقوم بردة فعل التهابية ويفرز المواد الالتهابية حتى تقوم بطرد هذا الشيء إلى الخارج.

تتسبب ردة الفعل الالتهابية هذه في كثير من الأضرار داخل الجسم، ومعظمها الأمراض الشائعة، وبهذا يشكل البلاستيك عامل من عوامل الإصابة بهذه الأمراض.

كيف نقلل استخدام البلاستيك؟

إعادة النظر في بعض عناصر الروتين اليومي وإدخال التغييرات يمكن أن يساعد في تقليل استخدام البلاستيك بشكل كبير في الحياة اليومية، مثل:

  • بدلاً من استخدام آلة الحلاقة التي تستخدم لمرة واحدة، استخدم الآلة التي يمكن استبدال شفراتها والإبقاء على الجزء البلاستيكي دون التخلص منه بعد كل عملية حلاقة.
  • عند التسوق من البقالة يمكن للشخص أن يأخذ معه حقيبة من المنزل كتلك التي تصنع من القش، وكثير من المتاجر تشجع على هذه الممارسة.
  • قم بشراء كوب للمشروبات يمكن إعادة استخدامه وعند طلب القهوة أو الشاي أثناء التنقل بالسيارة اطلب تعبئة المشروب في تلك الحاوية.
  • اختر المنتجات المعبأة في الكرتون أو الصناديق بدلاً من الزجاجات البلاستيكية.