الإمساك هو أحد أكثر الأسباب شيوعاً لمشاكل البطن التي يعانيها الطفل، ولكن كيف تنتبه الأم إلى معاناة طفلها من هذه الحالة؟ وماذا تفعل لتخفيف ألمه وتخليصه من الإمساك؟
هناك أسباب عديدة يمكن أن تجعل التغوط، السمة الطبيعية للبشر، تتعطل، وتصبح للطفل خاصة تحدياً حقيقياً لأنه لا يعرف ماذا يجري له وكيف يتعامل معها وفي كثير من الأحيان يتجنب الإفصاح عنها. يقول اختصاصيو طب الأطفال إنهم يستقبلون حالات لأطفال يعانون مشاكل عدة في الجهاز الهضمي، من الفم نزولاً، قد تشمل التقيؤ، آلام البطن أو غيرها، وفي معظم الأحيان يكون الإمساك هو السبب.
كيف أعرف أن طفلي مصاب بالإمساك؟
يحدث الإمساك عندما يتبرز الطفل أقل من مرتين في الأسبوع، أو يعاني حركة أمعاء قاسية ومؤلمة. وتشير مجلة طب الأطفال البريطانية إلى أن 18% من الأطفال الصغار و14% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و18 عاماً يعانون بانتظام الإمساك. ويمكن أن يرتفع الرقم إلى 40% عند الرضع.
ويؤكد الأطباء أن الإمساك واحدة من أكثر الحالات شيوعاً يرونها في عياداتهم، إذ يجب ألا يكون التغوط صعباً عليهم وأن يكون هناك إجهاد في فعل ذلك. ولكن هذا ما يحدث للأطفال الذين يمضون 10 دقائق أو أكثر في المرحاض في محاولة التبرز، أو لديهم غازات مفرطة أو يعانون التقيؤ.. وهي من الأعراض الرئيسية للإمساك.
وعندما يصبح الإمساك شديدا، بمعنى أن أمعاء الطفل لا تتحرك لعدة أيام، فمن الممكن أن يسبب له ذلك انخفاضاً في الشهية أو انتفاخاً أو غثياناً أو ارتجاعاً أو إسهالاً. وإذا ما كان الطفل يعاني صعوبة إخراج البراز الصلب، فقد يصاب بتمزقات صغيرة في جلد فتحة الشرج تسمى الشقوق الشرجية، التي قد تكون غير مريحة وتسبب ظهور خطوط دم صغيرة قد تترك أثرها على ملابسه الداخلية أثناء خروج الغازات.
ما الذي يسبب الإمساك عند الطفل؟
بينما يحدث الإمساك أحياناً بسبب مرض، مثل الاضطرابات الهضمية أو مشاكل الغدة الدرقية، فإن معظم حالات الإمساك عند الأطفال تكون إمساكاً وظيفياً، بمعنى أنه لا يوجد مرض مسؤول عن الأعراض ولكن قد يكون ناتجاً عن النظام الغذائي للطفل أو خموله. ويشير الخبراء إلى أن النظام الغذائي هو الأساس، فالأطفال الصغار يأكلون اليوم الكثير من البطاطس المقلية أو قطع الدجاج والأطعمة المصنعة، ولا يحصلون على كفايتهم من الخضراوات والفواكه التي تحتاجها أجسامهم.
ونستعرض فيما يلي بعض أسباب الإمساك عند الأطفال:
ماذا أفعل إذا أصيب طفلي بالإمساك؟
الخطوة الأولى لعلاج الإمساك هي إجراء بعض التغييرات الصحية. فمن الضروري أن يتولى الأبوان إجراء تغيير في نمط الحياة لمساعدة أطفالهم، مثل الحرص على تشجيع الطفل على شرب السوائل وتزويده بالألياف والخضراوات والفواكه وأن يشجعوه كذلك على أن يكون أكثر نشاطاً.
بالنسبة للأطفال بعمر 2 إلى 3 سنوات، فإن كوباً واحداً من الفاكهة وكوباً واحداً من الخضراوات هما الكمية التي يوصي بها خبراء التغذية. أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات، فإن هذه الكمية تزيد لتصل إلى 1.5 كوب من كل من الفاكهة والخضراوات يومياً. ويجب على الأطفال بعمر 9 و13 عاماً المحافظة على عادة تناول 1.5 كوب من الفاكهة يومياً وزيادة كمية الخضراوات إلى كوبين كل يوم.
وفيما يتعلق بالمحافظة على ترطيب جسم الطفل بشكل صحيح، يجب على الآباء منع المشروبات الرياضية والالتزام بجعل الطفل يشرب الماء العادي. تعتمد الكمية الدقيقة التي يحتاجها الطفل على عمره ووزنه، ولكن فيما يلي بعض الإرشادات المهمة:
في يوم عادي، يحتاج الطفل الصغير إلى 16 – 32 أونصة، بينما يحتاج الطفل بعمر 4-8 سنوات إلى 36-60 أونصة، والطفل فوق 9 سنوات يحتاج إلى 64 أونصة أو أكثر.
إضافة إلى ذلك، فإن للنشاط البدني اليومي فوائد لا تعد ولا تحصى للطفل، من بينها المساعدة في تخفيف الإمساك. فأثناء التمرين يزداد تدفق الدم إلى عضلات الجسم، بما في ذلك عضلات الأمعاء. وعندما يكون تدفق الدم إلى عضلات الجهاز الهضمي مثالياً فإن التخلص من البراز سيكون مثالياً.
وعندما لا تكون كل هذه النصائح كافية، هناك الكثير من الأدوية التي تعالج حالات الإمساك.
