كثير من الناس يعتقد أن رائحة الفم الكريهة ناتجة عن بقايا طعام أو قلة تنظيف الأسنان فقط، ولا يعلمون أن هذه الرائحة عندما تكون مزمنة وشديدة قد تشير إلى مشكلة صحية تحتاج إلى اهتمام عاجل.
يقول الخبراء إن المبيعات في سوق النعناع العالمي يمكن أن تتجاوز 8.5 مليار دولار في غضون السنوات القليلة المقبلة. ومن الطبيعي أن نقول إن بعض أسباب هذه المبيعات تشير إلى أن الكثير من الناس يدركون أن رائحة أفواههم ليست جيدة.
ولكن، ما السبب وراء رائحة الفم الكريهة؟ وهل يمكن أن تكون الرائحة الكريهة علامة على مشكلة صحية أكبر تستحق مزيداً من الاهتمام، أكثر من مجرد وضع نعناع في الفم؟
أسباب رائحة الفم الكريهة
ليس سراً أن تنظيف أسنانك بالفرشاة مرتين في اليوم يعتبر بمثابة الأساس لنظافة الفم الجيدة. ولكن ليس فركاً سريعاً أيضاً، دقيقتان من التنظيف بالفرشاة في الصباح والليل هو المعيار الذهبي.
أضف الخيط يومياً لإزالة الطبقة الكلسية وقطع الطعام المخبأة في أماكن يصعب الوصول إليها وستحصل على نتيجة جيدة. لكن لا يتبع الجميع روتيناً قياسياً ذهبياً، ومن هنا يمكن أن تبدأ المشاكل.
إذا لم تكن تنظف فمك بالكامل وتزيل جزيئات الطعام، فإن المنتجات الثانوية للبكتيريا المتبقية حول أسنانك وخط اللثة يمكن أن تنتج رائحة تشبه الكبريت ورائحة نفس كريهة.
كما بعض الأطعمة، مثل الثوم والبصل وغيرها من الأطعمة اللذيذة، يمكن هي الأخرى أن تعطي فمك بسرعة رائحة غير منعشة. الشيء نفسه بالنسبة لمنتجات التبغ.
ولكن ماذا لو كنت تفعل كل شيء بشكل صحيح للعناية بأسنانك وما زلت تنفث رائحة كريهة؟ حينذاك، يكون قد حان الوقت للتحدث إلى طبيب الأسنان أو الطبيب العام لمعرفة ما الذي يجعل رائحة فمك كريهة.. وقد تكون الإجابة واحدة من هذه المشاكل:
خراج الأسنان
يؤدي خراج الأسنان إلى تشكل جيب من الصديد، وهذا ليس إضافة عطرية لطيفة إلى فمك. يمكن أن تتطور العدوى في لثتك، عند طرف جذر السن أو في العظام والأنسجة حول أسنانك. قد لا تأتي بعض الخراجات مع الكثير من الألم. في هذه الحالات، يمكن أن تكون رائحة الفم الكريهة المزمنة أحد المؤشرات الأولى على وجود مشكلة.
يمكن أن تؤدي العدوى النازفة إلى ظهور رائحة الفم الكريهة، لذلك، إذا برزت لك فجأة مشكلة رائحة فم كريهة ولا يبدو أنك تستطيع السيطرة عليها، فمن الجيد أن يقوم طبيب أسنانك بفحص أسنانك أو تحديد موعد لاستبعاد أي مصادر للعدوى أو أمراض الأنسجة، لأنه إذا ما تركتها دون علاج، يمكن أن تنتشر العدوى من الأسنان الخاملة إلى عظم الفك وحتى تنتقل إلى قلبك ودماغك.
التهابات الجيوب الأنفية
تنتج الجيوب الأنفية مخاطاً لتنظيف أنفك وتوفير الحماية من البكتيريا والمواد المسببة للحساسية. إنها أداة مهمة في الخطوط الأمامية عندما يتعلق الأمر بمواجهة الجراثيم.
ولكن في بعض الأحيان، يكون لهذه الأشياء المقززة اليد العليا وتؤدي إلى ما يعرف بالتهاب الجيوب الأنفية. من الممكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة إفراز المخاط وإرسال سيل من السائل السميك الأصفر أو الأخضر إلى أنفك وحلقك. كما يمكن أن تصب التهابات الجيوب الأنفية في منطقة مشتركة من الحلق وتنتشر في فمك، مما يسبب رائحة الفم الكريهة.
يمكن أن تساعد أدوية البرد والحساسية التي تصرف دون وصفة طبية، وغسول الأنف بمحلول ملحي، في إزالة التهاب الجيوب الأنفية. وإذا لم تتحسن الأعراض في غضون أسبوع أو نحو ذلك، فقد يصف مقدم الرعاية الصحية المضادات الحيوية.
الارتجاع المعوي
ترسل الحموضة المعوية حامض المعدة في رحلة خطأ عبر المريء إلى فمك. يمكن أن يترك هذا التدفق العكسي طعماً سيئاً في فمك ويضع مسحة سيئة على أنفاسك.. هذه حقيقة يعرفها ما يقرب من 784 مليون شخص حول العالم.
قد تقدم حالة أسنانك أدلة على ما إذا كانت حرقة المعدة هي سبب رائحة الفم الكريهة. كيف؟ يمكن لحامض المعدة أن يسبب تآكل طبقة المينا الواقية لأسنانك، كما أن التقيؤ المتكرر يمكن أن يؤدي إلى نفس النتيجة. لذا، إذا كان لديك رائحة فم كريهة، اطلب من طبيب الأسنان فحصها لمعرفة ما إذا كان هناك أي دليل على تآكل المينا بسبب المادة الحامضية. وحينذاك، يمكن أن يؤدي تأكيد وجود حالة ارتجاع معوي إلى تسهيل العلاج لحل المشكلة.
مرض السكري
رائحة الفم الكريهة قد تكون أحياناً علامة على مرض السكري أو من مضاعفات الحالة.
يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم (الجلوكوز) إلى زيادة نمو البكتيريا ورائحة الفم الكريهة التي تلي ذلك. كما يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم أيضاً إلى تلف الأوعية الدموية وإضعاف اللثة والأسنان وجعلها أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة.
الحفاظ على مستويات السكر في الدم عند المستويات المستهدفة وممارسة نظافة الفم الجيدة يمكن أن يحد من رائحة الفم الكريهة الناجمة عن مرض السكري.