الكثير من ربات البيوت يتمسكن ببعض أدوات المطبخ رغم قدمها، لأسباب عديدة أهمها أنها مرتاحة لاستعمالها ولا ترغب باستبدالها. ولكن هذه العاطفة تجاه أدوات المطبخ يمكن أن تكون مكلفة أحياناً، خاصة إذا ما أضرت بصحتنا، لأن الطهي بمقالٍ غير لاصقة فيها خدوش أو برادة يمكن أن يعرضك لمشاكل صحية وحتى لخطر الإصابة بالسرطان.
جاءت تحذيرات عدد من الخبراء على شكل مقاطع فيديو أو في حوارات خاصة بهذا الموضوع، منهم على سبيل المثال، الدكتورة بونام ديساي، من الولايات المتحدة الأمريكية، التي نشرت مقطع فيديو على تطبيق انستغرام تشرح فيه سبب إسراعها في التخلص من المقالي غير اللاصقة المخدوشة أو الخزفية. تقول إنها نفسها لا تطبخ أبداً باستخدام مقلاة غير لاصقة تالفة، لأنه يمكن أن ينجم عن الخدوش والتلف فيها إطلاق ملايين الجزيئات البلاستيكية الصغيرة، مما قد يؤدي إلى تلويث الطعام.
وفقاً لدراسة أسترالية، وجد علماء من جامعتي نيوكاسل وفليندرز أن الطلاءات المخدوشة في المقلاة غير اللاصقة يمكن أن تطلق ما يصل إلى 2.3 مليون قطعة بلاستيكية صغيرة.
وقالت الطبيبة إنها لا تستخدم المقالي غير اللاصقة التي بها شقوق «لأنها يمكن أن تسرب الملايين من المواد البلاستيكية الدقيقة إلى طعامنا»، في مقطع حصد منذ ذلك الحين أكثر من نصف مليون مشاهدة.
وأضافت الدكتورة ديساي في مقطع الفيديو «أنا طبيبة وهذه أواني الطبخ التي لا أستخدمها: يمكن لأواني الطبخ غير اللاصقة المخدوشة أو المتكسرة أن تجعل ملايين المواد البلاستيكية الدقيقة تعلق في طعامنا. وتعمل المواد البلاستيكية الدقيقة على إحداث اختلالات في الغدد الصماء، ويمكن أن تسبب اختلالات في الهرمونات ومشاكل في الخصوبة وحتى تزيد من خطر الإصابة بالسرطان». ونظام الغدد الصماء لدينا هو عبارة عن شبكة من الغدد والأعضاء الموجودة في جميع أنحاء الجسم، وهو مسؤول عن تنظيم مجموعة من وظائف الجسم من خلال إطلاق الهرمونات.
المقالي الخزفية التالفة أيضاً
كما قالت الخبيرة الطبية إنها تتجنب أيضاً استخدام المقالي الخزفية التالفة، وأوضحت «عادة ما تحتوي المقالي الخزفية المخدوشة على طبقة من الألمنيوم تحتها ويمكن أن يعلق الألمنيوم هو الآخر في طعامنا. بالنسبة لي، إذا كانت المقلاة غير لاصقة أو سيراميكية، أو مخدوشة أو متشققة، فعادة ما أتخلص منها. عادة ما أختار المقالي المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ أو الحديد الزهر».
إذ تعتبر المقالي الخزفية النقية عادة بديلاً أكثر أماناً للمقالي غير اللاصقة لأنها لا تحتوي على هذه المواد الكيميائية أو أي معادن. من ناحية أخرى، فإن المقالي المطلية بالسيراميك عادة ما تكون مصنوعة من الألمنيوم مع طلاء غير لاصق من السيراميك.
والمواد البلاستيكية الدقيقة هي جزيئات بلاستيكية صغيرة، يبلغ حجمها أقل من خمسة ملليمترات وغالباً ما تكون غير مرئية للعين المجردة. يمكن أن تنتج عن تحلل المواد البلاستيكية الأكبر حجماً، ولكنها موجودة أيضاً في الملابس والسلع المنزلية.
في أكتوبر من عام 2022، اكتشفت مجموعة من الباحثين الأستراليين ملايين الجزيئات البلاستيكية التي تسربت من القدور والمقالي التالفة غير اللاصقة. وأوضح البروفيسور يونج تانج، الباحث في جامعة فلندرز، إن الدراسة سلطت الضوء على الحاجة إلى الحصول على نظرة عميقة ومفصلة أكثر حول خطر البقايا البلاستيكية أثناء الطهي اليومي، وأضاف «إنه يعطينا تحذيراً قوياً بضرورة توخي الحذر عند اختيار واستخدام أواني الطبخ لتجنب تلوث الغذاء». لذلك فهو يوصى بإجراء المزيد من الأبحاث لمعالجة تقييم مخاطر المواد البلاستيكية الدقيقة والجسيمات البلاستيكية النانوية.
يتم تغليف المقالي بمادة التيفلون لمنع احتراق الأطعمة أثناء الطهي. تسمى الجسيمات المقاومة للحرارة المستخدمة لإنشاء طبقة غير لاصقة بالمواد البيرية ومتعددة الفلور، والمعروفة أيضاً باسم «المواد الكيميائية الأبدية». بمجرد تناولها، يمكن أن تبقى في جسمك لفترات طويلة من الزمن، وفي بعض الأحيان يتم التخلص منها ببطء عن طريق البول.
وفي وقت سابق، ربط باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا في السابق بين «المواد الكيميائية الأبدية» الكامنة في القدور والمقالي والملاعق وغيرها من الأدوات المنزلية وبين سرطان الكبد الشائع المعروف باسم سرطان الخلايا الكبدية غير الفيروسية.