هل وجدت نفسك في موقف اضطررت فيه إلى العطس، ولكن شعرت بأنه يجب عليك حبسه؟ ربما كنت وسط الناس خلال ساعة الذروة، أو في مصعد مزدحم مملوء بالزملاء، أو داخل الطائرة والركاب مسترخون، أو نيام.. هل تكتم العطس، أم تطلق سلسلة من العطسات القوية؟
هذا هو الحال بشكل خاص منذ جائحة «كوفيد»، عندما أصبح العطس في الأماكن العامة، أو بالقرب من الناس من المحرّمات الاجتماعية الخطرة.
وعلى الرغم من أنه من المعتاد والمهذب كتم العطس، أو استخدام مرفقك أو منديل ورقي لفعل ذلك، إلا أن الخبراء يقولون إنه لا يجب عليك أبداً محاولة منع نفسك من العطس، لأنه قد يسبب بعض الأضرار الجسيمة لجسمك.
ففي عام 2018، مزق بريطاني حلقه عن طريق كتم العطسة. لأن إغلاق الفم، أو الأنف أثناء العطس يزيد الضغط في الشعب الهوائية بمقدار 5 إلى 20 مرة أكثر من العطس العادي. ومع عدم وجود مكان للهروب، ينتقل الضغط إلى مناطق أخرى من الجسم، وقد يؤدي ذلك إلى إتلاف عينيك، أو أذنيك، أو أوعيتك الدموية. وعلى الرغم من أن الخطر في هذه الحالة منخفض، إلا أنه تم الإبلاغ في بعض الدول عن تمدد الأوعية الدموية في الدماغ وتمزق الحلق، وانهيار الرئة لأشخاص كتموا العطس.
ونستعرض في ما يلي بعض المخاطر الناجمة عن كتم العطس:
1- كتم العكس ربما يتلف الحلق
الحالة التي ذكرناها آنفاً عن الرجل الذي تأذى حلقه هي مثال على نوع الضرر الذي يمكن أن يحدثه كتم العطس. ففي مجلة علمية بريطانية شرح مسعفون سبب ذلك، وقالوا إنه بسبب غلق أنفه وفمه قبل العطس، فإن الضغط مزّق الأنسجة الرخوة. وقد أصيب الشاب البالغ من العمر 34 عاماً، بألم شديد، وكان بالكاد يستطيع التحدث، أو البلع، وادّعى أنه شعر بحدوث فرقعة في رقبته، التي بدأت تنتفخ، بعد أن حاول حبس العطس عن طريق إغلاق فمه، وقرص أنفه في الوقت نفسه.
2- منع العطس قد يسبب ضرراً للشعيرات الدموية
يسبب العطس ضغطاً كبيراً، وقد تؤدي محاولة كبحه إلى انفجار الشعيرات الدموية في العين، أو الأنف، أو طبلة الأذن.
ويقول الأطباء إن هذا يمكن أن يسبب ضرراً سطحياً للوجه، ما يجعله أكثر احمراراً وتبقّعاً. ويضيفون أنه يمكن أن يرى الشخص في هذه الحالة بقعة حمراء على مقلة العين، أو حتى يصاب بنزيف بسيط في الأنف. وفي الحالات الأكثر شدة، يمكن أن يتسبب ذلك أيضا في انفجار طبلة الأذن، ويحدث هذا عندما تتمزق طبلة الأذن.
وعادة ما تشفى طبلة الأذن الممزقة في غضون بضعة أسابيع من دون علاج، ولكنها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان السمع.
3- كتم العطس قد يمدد الأوعية الدموية في الدماغ
في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي تراكم الضغط في الوجه أيضاً إلى تمدد الأوعية الدموية في الدماغ. وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، إن هذا يحدث عندما يكون هناك انتفاخ في الأوعية الدموية الضعيفة.
ويمكن أن يؤدي انفجار أحد الأوعية الدموية في الدماغ إلى حدوث نزيف في الجمجمة حول الدماغ، ما يهدد حياة الشخص. كما يمكن أن يسبب النزيف تلفاً واسعاً في الدماغ، حيث يموت ثلاثة من كل خمسة أشخاص في غضون أسبوعين من تعرّضهم لهذا النزيف.
4- حبس العطس ربما يؤدي إلى التهاب الأذن الوسطى
بالنسبة إلى أولئك الذين يعطسون بسبب إصابتهم بالبرد أو الإنفلونزا، فإن حبس العطس قد يسبب التهاب الأذن الوسطى. لأن العطس يساعد على تنظيف أنفك من أي أشياء لا ينبغي أن تكون موجودة، بما في ذلك البكتيريا.
لذا فإن دفع الهواء الذي يحمل البكتيريا، أو المخاط المصاب إلى الأذن الوسطى يمكن أن يسبب لها العدوى.
5- في حالة نادرة .. انهيار الرئة بسبب حبس العطس
عندما تحبس العطس، قد تشعر بامتلاء غير مريح في صدرك. ويبيّن الأطباء أن السبب يعود إلى أنك تضغط على الحجاب الحاجز، وهو العضلة الموجودة في الصدر والتي تساعدنا على التنفس.
وعلى الرغم من ندرة هذه الحالة، فقد وردت تقارير عن احتجاز الكثير من الهواء والضغط في الحجاب الحاجز، وانهيار الرئتين، لدى الأشخاص الذين يحاولون حبس عطسهم. وتحدث هذه الحالة، المعروفة طبياً باسم «استرواح الصدر»، عندما ينحصر الهواء بين الرئة وجدار الصدر.
وفي بعض الحالات، عندما يتم احتجاز كمية صغيرة فقط من الهواء، عادة ما يتم حل المشكلة من تلقاء نفسها. ويمكن أن تكون الكميات الكبيرة من الهواء المحبوس خطرة، وتؤدي إلى الوفاة، إذا لم يتم علاجها بشكل عاجل.