كثيراً ما نسمع عن شكاوى وقلق بعض الأهل من أن طفلهم يبلّل سريره، وهذا الفعل أمر شائع. ورغم أن الطفل سيتخطى هذه المرحلة إلا أنها ستظل مزعجة ومحبطة..
وفي ما يلي 7 نصائح لكيفية إيقاف التبوّل اللاإرادي لطفلك بشكل دائم:
يمكن أن يكون التبوّل اللاإرادي محرجاً بين الأطفال، لكنه أمر شائع جداً. فوفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يؤثر سلس البول الليلي (المصطلح الطبي للتبوّل اللاإرادي الليلي بعد سن الخامسة)، في نحو 20% من الأطفال في سن الخامسة، ونحو 10% في سنّ السابعة. ويعاني منه المراهقون بمعدل 1- 3%.
يميل التبوّل اللاإرادي إلى الانتشار في العائلات، وهو أكثر شيوعاً بين الأولاد منه بين البنات، ويحدث مرتين إلى ثلاث مرات أكثر عند الذكور. وعلى الرغم من أن معظم الأطفال يتخطون هذه المرحلة في نهاية المطاف، إلا أن تجربتها قد تكون محبطة.
كيف تسيطر على التبوّل اللاإرادي لدى طفلك؟
1- لا تلُم الطفل على تبليله الفراش
إن الغضب من طفلك الصغير ومعاقبته على تبليل السرير لن يؤدي إلا إلى زيادة الضغط عليه، وسيزيد المشكلة سوءاً. يقول الخبراء إنه من الصعب منع الطفل من التبوّل في السرير، ويجب ألا تقلق بشأن ذلك، إلا إذا كان محرجاً ويطلب منك المساعدة.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب العقوبة ضرراً طويل الأمد. فقد وجدت الدراسات أن الأطفال الذين يعاقبون على التبوّل في السرير هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، ومشاكل سلوكية في حياتهم.
لذا، لا تهوّل الأمر كثيراً؛ بل احرص على تقديم بعض الراحة لطفلك بدلاً من ذلك. في كثير من الأحيان، عندما لا يتحدث الآباء عن التبوّل اللاإرادي يعتقد الأطفال أنهم الوحيدون الذين يعانون منه. لذلك عليك أن تُطمئن طفلك بأنه ليس وحده من يفعل ذلك، وأن التبوّل اللاإرادي أمر طبيعي جداً في عمره.
2- تحدّث إلى مختص بخصوص التبوّل اللاإرادي لطفلك
أخبر مقدم الرعاية الصحية عن التبوّل اللاإرادي لطفلك حتى يتمكن من تتبّع تقدم حالته، وتقديم اقتراحات للتعامل مع الموقف. وإذا كان طفلك أكبر من 5 سنوات، أو إذا بدأ التبوّل اللاإرادي فجأة، ناقش ما إذا كان هناك سبب لحدوثه.
وفقاً للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى في أمريكا، فإن أسباب التبوّل اللاإرادي تشمل في بعض الأحيان ما يلي:
- بطء النمو البدني
- تاريخ العائلة
- إنتاج الكثير من البول
- اضطرابات النوم
- التهابات المسالك البولية
- السكري
- الإمساك
- التوتر
ومع ذلك، ضعْ في اعتبارك أنه لا يوجد سبب جسدي للتبوّل اللاإرادي في كثير من الحالات. إنه مجرد تأخير في تطوير التحكم في المثانة ليلاً.
3- تشجيع طفلك على تكرار الذهاب إلى الحمام قبل النوم
تأكد من أن طفلك يذهب إلى الحمام قبل موعد نومه، ولكن حاول أيضاً حمله على الذهاب إلى الحمام مرة أخرى قبل الذهاب إلى السرير مباشرة. فعندما يُفرغ طفلك المثانة، تقل احتمالية اضطراره للتبوّل أثناء الليل.
لن تعالج هذه التقنية التبول اللاإرادي، إذا جاز التعبير، ولكنها يمكن أن تكون وسيلة فعالة للحفاظ على السرير جافاً طوال الليل. ويقترح بعض أطباء الأطفال أيضاً الحد من تناول طفلك للسوائل قبل ساعات قليلة من موعد النوم.
4- تحقق من إصابة طفلك بالإمساك
الإمساك هو سبب شائع لمشاكل المثانة. وقد وجد الباحثون أن ما يصل إلى 70% من الأطفال الذين يتبوّلون في الفراش يعانون من الإمساك.
فعندما يمتلئ المستقيم، الموجود خلف المثانة مباشرة، ببراز كبير، أو صلب، يزداد الضغط على المثانة، وهذا يسبب عدم استقرار المثانة، والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى حوادث ليلية من هذا النوع، (أو حتى نهارية).
ويقترح الأطباء أن يراقب الآباء براز الطفل، وعاداته. فإذا لاحظت أن طفلك لا يتبرز بشكل يومي، أو إذا كان برازه صلباً في العادة، قم بزيادة كمية السوائل والألياف التي يتناولها. ويُعد عصير التفاح والفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، خيارات جيدة للمساعدة على تخفيف الإمساك، وجعل الجهاز الهضمي يعمل بشكل أفضل مرة أخرى.
5 - أدوية محددة تساعد على منع التبوّل اللاإرادي للطفل
الدواء هو أيضاً خيار. ومع ذلك، فهو أكثر شيوعاً لعلاج التبوّل أثناء النهار.
ويبيّن الأطباء أن هذه الأدوية تعمل بطرق مختلفة. بعضها يتحكم في إنتاج البول، أو يزيد من سعة المثانة، أو يوقف انقباضات المثانة، بينما يؤثر البعض الآخر في دورة نوم الطفل، واستيقاظه.
ومثل جميع الأدوية، فإن أدوية التبوّل اللاإرادي لها آثار جانبية محتملة. على سبيل المثال، يمكن أن يسبب الديزموبريسين، الذي يقلل إنتاج البول، في الشعور بالصداع، واحمرار الوجه، والغثيان، وفي حالات نادرة، احتباس الماء الشديد.
ويمكن لبعض الأدوية السيطرة على الأعراض بدلاً من علاج التبوّل اللاإرادي، ففي اللحظة التي تتوقف فيها عن استخدام الدواء، قد يبدأ التبوّل اللاإرادي مرة أخرى. لذلك ناقش مع الطبيب أنواع خيارات الأدوية المتوفرة بوصفة طبية.
6- شراء جهاز إنذار لرطوبة فراش الطفل
يعمل إنذار الرطوبة على إيقاظ طفلك في اللحظة التي يبلل فيها السرير. ويمكن أن يؤدي انقطاع النوم إلى تهيئة الدماغ للتحكم في المثانة بشكل أفضل والمساعدة في منع وقوع الحوادث.
هذا هو علاج الخط الأول للتبوّل اللاإرادي، وقد وجدت الدراسات أنه فعال، حيث يساعد على وقف التبوّل اللاإرادي بشكل دائم بنسبة 50٪. وتميل هذه الطريقة إلى العمل بشكل أفضل عندما يكون الأطفال مستعدين للتجفيف، لأنها تتطلب منهم التعاون.
7- مرتبة فراش مقاومة للماء لسرير طفلك
إذا لم تكن أجهزة إنذار الرطوبة والأدوية مناسبة لك، فيمكنك تجربة إجراءات أبسط: تأكد من أن السرير يحتوي على غطاء مرتبة مقاوم للماء، أو وسادة، وأغطية وسائد. ضع بيجامة جديدة بجوار سرير طفلك الصغير لإجراء تغيير سريع في منتصف الليل.
إذا كان طفلك ينام طوال الليل في سرير مبلل، فقد ترغب في أن تطلب منه المساعدة في تغيير الملاءات في الصباح. على الرغم من أن طفلك لا يبلل السرير عن قصد، إلا أنه لا يزال على علم بالحوادث التي يتعرض لها عندما يستيقظ. المساعدة في تغيير الملاءات يمكن أن تجعله يشعر أنه جزء من الحل وليس المشكلة.
وأخيراً، استرخِ وتحلّى بالصبر: هذه المرحلة لن تستمر إلى الأبد. في جميع الحالات تقريباً، يتخلص الأطفال من التبول اللاإرادي.