هل أفران الميكروويف آمنة؟ وكيف تؤثر في الغذاء؟.. إليكم الجواب

الميكروويف حاضر في مطابخ الكثير من البيوت، اليوم، فهو وسيلة سريعة لتسخين الأطعمة، نظراً لكثرة انشغالنا. ولكن، لا يزال هناك من يطرح هذا السؤال المتداول منذ عشرات السنين: هل الميكروويف آمن؟ علاوة على الشكوك في سلامة الأطعمة التي نضعها داخله. فما هي الحقيقة؟

يُعد الطهي باستخدام فرن الميكروويف أمراً مريحاً للغاية، لأنه بسيط، وسريع بشكل لا يصدق. ومع ذلك، يعتقد الكثير من الناس أن الموجات الدقيقة الصادرة عن الميكروويف تنتج إشعاعات ضارّة، وتدمّر العناصر الغذائية الصحية. لذلك، يتساءلون عما إذا كان استخدام هذه الأجهزة آمناً.

كيف تعمل أفران الميكروويف؟

أفران الميكروويف هي أدوات المطبخ التي تحوّل الكهرباء إلى موجات كهرومغناطيسية. ويمكن لهذه الموجات أن تحفز الجزيئات الموجودة في الطعام، ما يجعلها تهتز وتدور وتتصادم مع بعضها بعضاً، فتحول هذه الطاقة إلى حرارة.

الأمر يشبه هنا الكيفية التي تسخّن بها يديك عندما تفركهما معاً.

تؤثر أجهزة الميكروويف في المقام الأول في جزيئات الماء، ويمكنها أيضاً تسخين الدهون والسكّريات، بدرجة أقل من الماء.

هل يمكن للإشعاع الصادر عن الميكروويف أن يؤذيك؟

تنتج أفران الميكروويف الإشعاع الكهرومغناطيسي. قد تجد هذا الأمر مقلقاً بسبب الدلالات السلبية للإشعاع. ومع ذلك، فإن هذا الإشعاع ليس هو النوع المرتبط بالقنابل الذرية، والكوارث النووية. إذ تنتج أفران الميكروويف إشعاعات غير مؤيّنة، تشبه الإشعاع المنبعث من هاتفك الخلوي، ولكنها أقوى بكثير.

ضع في اعتبارك أن الضوء هو أيضاً إشعاع كهرومغناطيسي، لذلك من الواضح أنه ليس كل أنواع الإشعاع سيئة.

تحتوي أفران الميكروويف على دروع معدنية، وحواجز معدنية فوق النوافذ، تمنع الإشعاع من الخروج من الفرن، لذلك لا ينبغي أن يكون هناك أي مخاطر إصابة بضرر.

ولكي تكون في الجانب الآمن، لا تقرّب وجهك من النافذة، وأبقِ رأسك على بعد قدم واحدة (30 سم) على الأقل، من الفرن، إذ يتناقص الإشعاع بسرعة، كلما زادت المسافة.

تأكد أيضاً من أن فرن الميكروويف الخاص بك في حالة جيدة. إذا كان قديماً، أو مكسوراً، أو إذا كان الباب لا يغلق بشكل صحيح، فكّر في شراء فرن جديد.

تأثيرات الميكروويف في المحتوى الغذائي

كل شكل من أشكال الطهي يقلل من القيمة الغذائية للطعام. والعوامل الرئيسية التي تلعب دوراً أساسياً في هذه المسألة هي درجة الحرارة، ووقت الطهي، والطريقة. أثناء الغليان، قد تتسرب العناصر الغذائية القابلة للذوبان في الماء من الطعام.

وفي ما يتعلق بأفران الميكروويف، تكون أوقات الطهي قصيرة بشكل عام، وتكون درجة الحرارة منخفضة. إضافة إلى ذلك، لا يتم عادة غلي الطعام هنا. لهذا السبب، تتوقع أن تحتفظ أفران الميكروويف بالعناصر الغذائية أكثر من طرق أخرى، مثل القلي والسلق.

وفقاً لمراجعتين بحثيتين، فإن الميكروويف لا يقلل من القيمة الغذائية أكثر من طرق الطهي الأخرى. حيث أشارت دراسة قديمة أجريت على 20 نوعاً مختلفاً من الخضراوات، إلى أن الميكروويف والخبز، يحافظان على مضادات الأكسدة بشكل أفضل، في حين أن الطهي بالضغط والغليان هو الأسوأ.

ولكن، وجدت إحدى الدراسات القديمة أيضاً، أن دقيقة واحدة فقط، من الميكروويف تدمّر بعض المركبات المقاومة للسرطان في الثوم، بينما يستغرق ذلك 45 دقيقة في الفرن التقليدي.
ومع ذلك، أظهرت دراسة حديثة أن الميكروويف المعتدل يزيد بالفعل من مستويات مركّب السلفورافان المضاد للسرطان في البروكلي. ضع في اعتبارك أن نوع الطعام أو المغذيات التي تدخل الميكروويف عامل مهم في بعض الأحيان.

إذن، مع بعض الاستثناءات، تميل أجهزة الميكروويف إلى الحفاظ على العناصر الغذائية بشكل جيد للغاية.

الميكروويف يقلل من تكوين المركّبات الضارة

قد يقلل الميكروويف من تكوين المركبات الضارة في بعض الأطعمة. حيث إن إحدى ميزات الميكروويف هي أن الطعام لا يسخن بنفس القدر الذي يحدث مع طرق الطهي الأخرى، مثل القلي. عادة، لا تتجاوز درجة الحرارة 212 درجة فهرنهايت (100 درجة مئوية)، وهي نقطة غليان الماء. ومع ذلك، يمكن أن تصبح الأطعمة الدهنية أكثر سخونة، ويعتقد أن البعض منها قد تشكل مركّبات ضارة تسمى النتروزامين عند طهيها. ويتم إنشاء هذه المركبات عندما يتم تسخين النتريت في الأطعمة بشكل مفرط.

تجنب وضع الحاويات البلاستيكية داخل الميكروويف

تحتوي العديد من المواد البلاستيكية على مركّبات اختلال الهرمونات التي يمكن أن تسبب الضرر. ومن الأمثلة البارزة على ذلك ثنائي الفينول أ، الذي تم ربطه بحالات مثل السرطان، واضطرابات الغدة الدرقية، والسمنة.

عند تسخينها، قد تؤدي هذه الحاويات إلى تسرب مركّبات إلى طعامك. لهذا السبب، لا تقم بتسخين طعامك داخل الميكروويف في وعاء بلاستيكي إلا إذا كان مكتوباً عليه أنه آمن للاستخدام في الميكروويف.

هذا الاحتياط لا يقتصر على أجهزة الميكروويف. يعد تسخين طعامك داخل وعاء بلاستيكي فكرة سيئة عموماً، بغض النظر عن طريقة الطهي التي تستخدمها.

تسخين طعامك بشكل صحيح داخل الميكروويف

أجهزة الميكروويف لديها بعض الجوانب السلبية. على سبيل المثال، قد لا تكون فعّالة مثل طرق الطهي الأخرى في قتل البكتيريا، ومسببات الأمراض الأخرى التي قد تؤدي إلى التسمم الغذائي. لأن الحرارة تميل إلى الانخفاض، ويكون وقت الطهي أقصر بكثير. وفي بعض الأحيان، يتم تسخين الطعام بشكل غير متساو.

يمكن أن يؤدي استخدام الميكروويف المزود بقرص دوار إلى توزيع الحرارة بالتساوي، كما أن التأكد من تسخين طعامك بدرجة كافية يمكن أن يساعد على ضمان قتل جميع الكائنات الحية الدقيقة.

ومن المهم أيضاً توخي الحذر عند تسخين السوائل. هناك احتمال بسيط أن تنفجر السوائل شديدة السخونة خارج عبوتها، وتتسبب بحرقك.

لا تقم مطلقاً، بتسخين حليب الأطفال، أو أي طعام، أو مشروب مخصص للأطفال الصغار في الميكروويف، بسبب خطر الإصابة بحروق شديدة. ولتقليل خطر الحروق بشكل عام، قمْ بخلط ما قمت بتسخينه في الميكروويف، أو اتركه ليبرد لفترة.

مراجعة سريعة

تعتبر أجهزة الميكروويف طريقة طهي آمنة وفعالة ومريحة للغاية.

لا يوجد دليل على أنها تسبب ضرراً، وبعض الأدلة تشير إلى أنها أفضل من طرق الطهي الأخرى في الحفاظ على العناصر الغذائية، ومنع تكوين المركّبات الضارة.

ومع ذلك، لا ينبغي عليك:

• أن ترفع درجة حرارة الطعام أو تخفضها
• أن تقف قريباً جداً من الميكروويف
• أن تسخّن أي شيء في وعاء بلاستيكي ما لم يكن مكتوباً عليه أنه آمن للاستخدام