18 فبراير 2024

وسط ذهول العلماء والأطباء.. أول شخص في العالم يشفى من سرطان الدماغ الخطر

محررة ومترجمة متعاونة

وسط ذهول العلماء والأطباء.. أول شخص في العالم يشفى من سرطان الدماغ الخطر

فتى بلجيكي في سِنّ المراهقة أصبح حديث العالم، وتم تناقل أخباره وصوره في كل منصات مواقع التواصل الاجتماعي، بين مصدّق ومكذّب، فقد كان هذا المراهق مصاباً بواحد من أخطر الأورام السرطانية التي تصيب الدماغ، بحيث أخبر الأطباء والديه أنه لم يتبق أمامه وقت طويل ليبقى على قيد الحياة، ولكن أعلن في الأيام القليلة الماضية أنه شفي تماماً.. كيف؟ وما أثر ذلك في علاج سرطان الدماغ في العالم؟

كان لوكاس، من بلجيكا، يبلغ من العمر ست سنوات فقط، عندما تم تشخيص إصابته بالورم الدبقي في جذع الدماغ، وهو سرطان وحشي لا يرحم، وعلى درجة عالية جداً من الخطورة. وعادة ما يُمنح الأطفال الذين يُكتشف أنهم مصابون بهذا المرض ما بين 9 إلى 12 شهراً، للعيش بعد التشخيص.

وسط ذهول العلماء والأطباء.. أول شخص في العالم يشفى من سرطان الدماغ الخطر
لوكاس وسط عائلته

كيف اكتشف والدا لوكاس المرض لدى ابنهما؟

تم تشخيص حالة لوكاس بعد وقت قصير من ملاحظة والديه أنه يجد صعوبة في المشي في خط مستقيم. ويتذكر طبيبه، جاك جريل، كيف أنه كان عليه أن يخبر والدَي الطفل الصغير أن ابنهما سيموت.

ومع ذلك، بعد سبع سنوات، حيث يبلغ لوكاس الآن من العمر 13 عاما، لم يتبق أي أثر للورم.

وقال الدكتور جاك، طبيب الأورام ورئيس برنامج أورام المخ في مركز غوستاف روسي للسرطان في باريس «لقد تغلب لوكاس على كل الصعاب للبقاء على قيد الحياة».

الورم الدبقي الجذعي

لو ألقينا نظرة سريعة على هذا المرض الخطر، لوجدنا أنه في المملكة المتحدة وحدها يتم تشخيص الورم، المسمى بالورم الدبقي الجذعي الجسري المنتشر (DIPG)، لدى نحو 40 طفلاً كل عام، و 100 حالة في فرنسا. وعادة ما يؤدي العلاج، مثل العلاج الإشعاعي، إلى إطالة عمر المريض لمدة ثلاثة أشهر فقط.

لماذا سافرت عائلة لوكاس إلى فرنسا؟

بعد أن شخص الأطباء مرضه الوحشي، قرر لوكاس وعائلته السفر إلى فرنسا حتى يتمكن من الانضمام إلى تجربة تجريها عيادة BIOMEDE تختبر من خلالها أدوية جديدة محتملة لعلاج الورم الدبقي الجذعي.

تم تخصيص دواء لعلاج السرطان يدعى Everolimus للوكاس بشكل عشوائي، والذي استجاب له بشكل جيد للغاية. وقال الدكتور جاك إنه أجرى سلسلة من فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، فشاهد اختفاء الورم تماماً. ومع ذلك، قرر أن يستمر لوكاس في تناول الدواء خوفاً من انتكاسة، أو لربما النتائج لم تكن نهائية، فيعود إليه الورم. ظل الأمر على هذا الحال لمدة عام ونصف العام، حتى اكتشف الطبيب أن لوكاس كان توقف عن تناول الدواء طوال تلك الفترة، من دون أن يخبره. صعق دكتور جاك من تلك النتيجة، كيف اختفى الورم وشفي الصبي الذي لم يكن يتناول دواءه؟ وصرّح الطبيب قائلاً «لا أعرف أي حالة أخرى مثله في العالم».

وسط ذهول العلماء والأطباء.. أول شخص في العالم يشفى من سرطان الدماغ الخطر

حالة لوكاس.. علاج واعد للسرطان في المستقبل

يشير القائمون على التجربة في المركز الفرنسي، إلى أن سبعة أطفال آخرين نجوا من السرطان بعد سنوات، لكن ورم لوكاس فقط هو الذي اختفى تماماً، من دون أن يترك أثراً.

ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن تعافي لوكاس المعجزة يمكن أن يحمل المفتاح لعلاج أطفال آخرين في المستقبل. وقال الدكتور جاك إن السبب وراء استجابة بعض الأورام للعلاج بشكل أفضل من غيرها، هو أن بعض الخلايا السرطانية أكثر حساسية للأدوية.

ويدرس الباحثون التشوّهات الجينية لأورام المرضى، إضافة إلى تكوين «عضيات» الورم، وهي عبارة عن كتل من الخلايا يتم إنتاجها في المختبر. ويريد العلماء إعادة إنتاج الاختلافات الجينية للوكاس في الأعضاء العضوية لمعرفة ما إذا كان من الممكن قتل هذا الورم بنفس الفعالية التي نجحت لدى لوكاس.

وتبيّن البروفيسورة ماري آن ديبيلي، من جامعة إيفري فال ديسون في باريس، أنه إذا نجح هذا الأمر، فإن «الخطوة التالية ستكون العثور على دواء له التأثير نفسه في الخلايا السرطانية، ويحدث مثل هذه التغيّرات الخلوية». ولكن مع ارتفاع آمال وتطلعات الباحثين في إيجاد علاج محتمل جديد، إلا أنهم يحذّرون من أن أي علاج محتمل لا يزال بعيد المنال في الوقت الراهن.

ويؤكد الدكتور جاك أنه في المتوسط يستغرق الأمر من 10 إلى 15 عاماً من أول محاولة ليصبح دواء.. إنها عملية طويلة ومطوّلة.

ما هي أعراض الورم الدبقي الجذعي؟

يُعد الورم الدبقي الجذعي الجسري المنتشر (DIPG)، واحداً من أكثر أورام الدماغ عالية الخطورة التي تصيب الأطفال. وهذا يعني أنه سريع النمو، وينتشر إلى أجزاء أخرى من الدماغ، أو الحبل الشوكي، بسرعة.

يمكن أن تشمل أعراض هذا المرض الخطر ما يلي:

  • محاذاة غير طبيعية للعينين و/أو الرؤية المزدوجة
  • ضعف عضلات الوجه أو عدم تناسق الوجه (يبدو جانب واحد من الوجه مختلفاً عن الآخر)
  • ضعف في الذراعين والساقين
  • توازن وتنسيق غير مستقرّين
  • صعوبات في المشي والتحدث

لا تُعد الجراحة في كثير من الأحيان خياراً قابلاً للتطبيق، لأن الورم عادة ما يكون موجوداً في منطقة حرجة من الدماغ. ولهذا السبب، غالباً ما يكون التشخيص أمراً مأساوياً ومؤلماً للغاية، لأن نحو 10% فقط من الأطفال المصابين بهذا المرض الخطر، يعيشون لفترة أطول من عامين بعد التشخيص، أما البقية فيموتون.