يعرف العديد من الآباء أعراض التسنين، التي تشمل ألم اللثة، والطفح الجلدي في الفم، وسيلان اللعاب، والانزعاج الشديد للطفل. وعادة ما يزداد هذا التهيج سوءاً أثناء القيلولة، ووقت النوم، عندما لا يكون لدى الأطفال العوامل المعتادة لتشتيت انتباههم أثناء النهار.. والنتيجة أن الأهل أيضاً سيعانون، ويجافيهم النوم.
لتخفيف آلام التسنين، تلجأ الأمهات أحياناً إلى وصفات متوارثة، لعلها تسكّن آلام الطفل، وتنشر الهدوء والسكينة في المنزل. ولكن تنصح إدارة الغذاء والدواء في أمريكا، مثلاً، بعدم استخدام كريمات التخدير الموضعية والمواد الهلامية، وكذلك أقراص التسنين المتجانسة، بسبب الآثار الجانبية السلبية المحتملة. كما يُحظر استخدام قِلادات التسنين بسبب خطر الاختناق.
بدلاً من ذلك، جرّبي أحد هذه العلاجات المنزلية المعتمدة من قبل الخبراء لتسنين الأطفال أثناء الليل، أو وقت القيلولة.
تخدير لثة الطفل الملتهبة باستخدام العلاج البارد
قد تلاحظين أن طفلك في مرحلة التسنين يقضم، أو يمضغ أصابعه، وأي شيء في متناول يده، للمساعدة على تخفيف آلام اللثة. بدلاً من ذلك، قدّمي له عضاضات مبردة.
يقول أطباء الأطفال إن أحد أفضل العلاجات المنزلية لتسنين الطفل ليلاً، هو إعطاؤه مواد باردة، والتي يمكن أن تخدّر لثة طفلك، وقد تخفف بعض الألم، ويوصون بالسماح لطفلك بمضغ قطعة قماش مبللة وباردة قبل النوم (ضعيها في الثلاجة لمدة 30 إلى 60 دقيقة مسبقاً).
في ما يلي بعض الطرق الآمنة لاستخدام البرد لتخفيف آلام لثة طفلك:
- ضعي قطعة قماش مبللة في الثلاجة واستخدميها لتدليك لثة طفلك بلطف بإصبع نظيف.
- املئي وحدة تغذية الطفل بأطعمة الأطفال المجمّدة، أو مكعبات الثلج وقدميها لطفلك ليمضغها.
- إذا كان عمره 6 أشهر، أو أكبر، وبدأ بتناول الأطعمة الصلبة، فحاولي السماح له بمضغ الخبز الطري، أو الفاكهة المبرّدة، مثل البطيخ أو الموز.
- ضعي العضاضة المفضلة لديه في الثلاجة لبضع دقائق لتبريدها قبل أن يقضمها طفلك.
من أجل سلامة طفلك
قبل أن تقدمي لطفلك أي نوع من العضاضات، افحصيها للتأكد من عدم وجود أي شيء يمكن أن ينكسر، ويشكّل خطر الاختناق. وبالنسبة إلى وحدة تغذية الطفل، ابحثي عن الشقوق أو التمزقات الصغيرة للتأكد من عدم سقوط أي شيء منها.
منع الطفح الجلدي بسبب سيلان اللعاب أثناء تسنين الطفل
سيلان اللعاب هو أحد الأعراض الطبيعية والشائعة للتسنين، وما يصل إلى 92% من الأطفال في مرحلة التسنين يعانون سيلان اللعاب المفرط. المشكلة أن هذه الرطوبة الزائدة يمكن أن تسبب طفحاً جلدياً غير مريح يظهر على جلد طفلك.
وفي ما يلي بعض النصائح للتعامل مع طفح اللعاب لدى طفلك أو منعه:
- استخدمي مريلة ناعمة لمسح اللعاب الزائد بلطف.
- استخدمي مرهماً، مثل الفازلين أو الأكوافور، لإنشاء حاجز وقائي على جلد طفلك.
- تجنّبي الصابون والمستحضرات ومنظفات الغسل التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية، بما في ذلك العطور التي يمكن أن تزيد من تهيّج بشرة طفلك الحساسة.
انتبهي لعلامات العدوى، إذا بدأ جلد طفلك بالتشقق، أو ظهور القيح، أو النزيف، اتصلي بطبيب طفلك.
استخدام الإلهاء لتهدئة الطفل أثناء التسنين
من المؤكد أن الإلهاء لن يجعل لثة طفلك تتوقف عن الألم، لكنه يمكن أن يبقي ذهنه مشغولاً بشيء آخر، ما قد يساعد على تهدئته بما يكفي للنوم. إليك بعض الأفكار التي يمكنك تجربتها بينما يمضغ طفلك شيئاً آمناً، مثل العضاضة المبرّدة:
- أخذ حمام دافئ.
- قومي بهزّ طفلك بلطف.
- استخدمي الضوضاء البيضاء مثل المكنسة الكهربائية، أو المياه الجارية، أو آلة الضوضاء البيضاء، أو الموسيقى الهادئة.
- غنّي أو دندني بهدوء لطفلك.
يمكن أن يكون لمس طفلك وسيلة مهدئة له، لذا فكّري في حمله على ذراعيك، واجعليه قريباً من جسمك، أو فرك بشرته بلطف، أو حتى القيام ببعض تدليك الرضيع.
الالتزام بالروتين اليومي لطفلك أثناء التسنين
الروتين جزء مهم من يوم طفلك. إن وجود روتين ثابت لا يساعد على إبقاء الجميع على المسار الصحيح فقط، ولكنه يضيف أيضاً عنصراً من الراحة والطمأنينة لطفلك الصغير عندما يشعر بالاضطراب. ابذلي قصارى جهدك حتى لا تقاطعي روتين نوم طفلك المعتاد أثناء التسنين.
أظهرت الدراسات أن روتين النوم المنتظم مفيد للغاية للأطفال الرضّع، والأطفال عموماً، بطرق تتجاوز مجرد الحصول على نوم جيد ليلاً. على سبيل المثال، الرضّع والأطفال الذين لديهم روتين نوم منتظم، يتضمن تناول وجبة خفيفة صحية قبل النوم، والنظافة الجيدة، وقراءة قصة، والذهاب إلى النوم في الوقت نفسه كل ليلة، قد تحسّنوا في تطوير مهارات القراءة والكتابة والعاطفية والسلوكية والتنظيمية، وكذلك الترابط مع أحد الوالدين، أو مقدّم الرعاية لهم.
لذا، حتى لو كان طفلك منزعجاً أثناء التسنين، فمن المهم الالتزام بروتين وقت النوم.
اسألي الطبيب عن الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية
إذا لم تكن العلاجات المنزلية للتسنين فعّالة، وكان طفلك يعاني، بالفعل، عدم الراحة أثناء التسنين في الليل، فاطلبي من طبيب الأطفال، أو طبيب الأسنان، إعطاء طفلك مسكّنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية.
قد يوصى بهذه الأدوية للأطفال الذين تزيد أعمارهم على 6 أشهر، طالما أنك تعطين الجرعة الصحيحة وتديريها بحكمة. تجنّبي إعطاء الأسبرين للأطفال لأنه يرتبط بحالة نادرة، ولكنها خطرة تسمى «متلازمة راي».
تحدثي دائماً إلى طبيبك قبل إعطاء طفلك أي دواء، بما في ذلك مسكّنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية. إذا اقترح الطبيب إعطاء طفلك دواء، فاتّبعي تعليمات الجرعات الخاصة به، والتي ستعتمد على عمر طفلك ووزنه.
تجنّبي المواد الهلامية المخدّرة وأقراص التسنين
من المفهوم أنك قد تميلين إلى استخدام المواد الهلامية المخدرة، أو أقراص التسنين لإيقاف الألم. في النهاية، لا أحد من الوالدين يريد أن يرى طفله وهو يمر بفترة غير مريحة. ولكن تكمن المشكلة في أن المواد الهلامية المخدّرة، وأقراص التسنين تحتوي على مكونات ضارة للأطفال، مثل البنزوكائين والبلادونا.
والبنزوكائين هو مخدّر موضعي، وهو المكوّن الرئيسي في المواد الهلامية المخدرة الشائعة التي لا تستلزم وصفة طبية، والتي حددتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أنها غير آمنة للرضّع، والأطفال الأكبر سناً. يمكن أن يؤدي إلى حالة خطرة تسمى ميتهيموغلوبين الدم، ما يقلّل، بشكل كبير، من قدرة خلايا الدم الحمراء على حمل الأوكسجين.
وتميل أقراص التسنين المتجانسة إلى استخدام مستويات صغيرة من البلادونا للمساعدة في تخفيف الألم. ومع ذلك، وجدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، أن العديد من العلامات التجارية المتاحة في السوق تحتوي على مستويات عالية، بشكل غير متسق، من البلادونا التي ليست آمنة للرضّع، أو الأطفال.
متى تتصلين بالطبيب بسبب تسنين الطفل؟
إذا كان طفلك لا يعاني أي شيء، إلى جانب الأرق، فقد يكون نومه المضطرب بسبب شيء آخر غير التسنين، مثل التهاب الأذن، أو البرد.
إذا كان طفلك يعاني أعراضاً أخرى، مثل الحمّى، أو الإسهال، أو القيء، أو الطفح الجلدي الذي لا ينتج عن الإفراط في سيلان اللعاب، فاتصلي بطبيبك. تقول الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إن الأطفال في مرحلة التسنين قد يكون لديهم ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، ولكن درجات الحرارة العالية لا تنتج عن التسنين وحده، لذا راقبي الحمّى. يمكن لطبيبك أن يساعدك على العثور على السبب الكامن، والتوصل إلى خطة العلاج.
اقرئي أيضاً: نصائح للعناية بصحة أسنان الأطفال والبالغين خلال شهر رمضان مع د.الصفا الزهيري