21 فبراير 2024

نزيف الأنف.. متى يتحوّل إلى مشكلة صحية خطرة؟

محررة ومترجمة متعاونة

نزيف الأنف.. متى يتحوّل إلى مشكلة صحية خطرة؟

عندما يحدث نزيف الأنف فلا يكون في موعد ومكان معيّنين، بل فجأة يندفع سيل من الدماء ليجعلك تهرع للبحث عن وسيلة لإيقافه. وأكثر من يعرف هذه الظروف هو من يتعرض لنزف الأنف المتكرر. وأكثر سؤالين ملحّين هنا: كيف يمكنني إيقاف النزيف؟ هل هذا النزيف مثير للقلق؟

يقول الأطباء المختصون إن معظم حالات نزيف الأنف لا تدعو للقلق، ولكن هناك أوقات يكون فيها من الأفضل طلب الرعاية الطبية على الفور.

نزيف الأنف.. متى يتحوّل إلى مشكلة صحية خطرة؟

كيف تعرف أن نزيف الأنف خطر؟

من المنطقي أن تقلق عندما يبدأ أنفك بالنزف. إذ يبدو الدم الذي يخرج من أنفك غير طبيعي في أحسن الأحوال، وفيلم رعب صريح في أسوأ الأحوال.

لكن كن مطمئناً أن معظم حالات نزيف الأنف تبدو أكثر دراماتيكية مما هي عليه بالفعل. فكّر في أنك إذا وضعت قطرة دم واحدة فقط في وعاء، فسيتحول الوعاء، بأكمله، إلى اللون الأحمر، ولا يتطلب الأمر الكثير من الدماء لتبدو كأنها شيء مخيف، إذ نحن عادة نبالغ في تقدير حجم الدم الموجود.

لذا، لا، ربما لا تكون معرّضاً لخطر «النزيف الحاد»، ولكن إذا كنت كذلك، فلن يكون هناك شك في أنك ستحتاج إلى رعاية طبية فورية. ومع ذلك، قد يكون نزيف الأنف المتكرر مؤشراً على وجود شيء ما، ليس على ما يرام تماماً.

قد يكون السبب هو أن أنفك يتهيج بسبب أشياء، مثل الحساسية، أو الهواء الجاف، أو رذاذ الأنف، ولكن يمكن أن يكون شيئاً أكثر من ذلك.

يذكر الخبراء ثلاث حالات يكون علينا طلب الرعاية الطبية عند نزيف الأنف:

  1. عندما يستمر النزيف لوقت طويل.
  2. الإصابة بنزيف متكرر في الأنف.
  3. لديك حالة نزيف حاد.

نزيف الأنف الذي لا يتوقف

تُعد المدة التي يستمر فيها نزيف الأنف أحد أهم الاعتبارات عند تحديد ما إذا كان الأمر يدعو للقلق، أم لا. ونزيف الأنف الذي يستمر لأكثر من 20 دقيقة يمكن أن يكون مدعاة للقلق. لكن ما تفعله لمحاولة وقف النزيف خلال تلك الدقائق العشرين مهم.

إليك كيفية معرفة ما إذا كان نزيف الأنف يستمر لفترة طويلة:

عندما يبدأ أنفك بالنزيف، أول ما عليك فعله هو البحث عن تشجيع تكوين جلطة دموية تسد المجرى وتوقف النزيف، ويكون ذلك عن طريق الضغط على أنفك. وإذا كنت تمارس ضغطاً كافياً في المكان الصحيح، فلن يستمر النزيف وسيتوقف (عليك الضغط على موقع النزيف).

نزيف الأنف.. متى يتحوّل إلى مشكلة صحية خطرة؟

خطوات إيقاف نزيف الأنف

يقترح الأطباء اتّباع هذه الخطوات من أجل توقف النزيف:

  1. حافظ على هدوئك وتنفّس من خلال فمك.
  2. اجلس وقُم بإمالة جسمك ورأسك إلى الأمام قليلاً. (لاحظ أن هذا للأمام قليلاً، أي ليس إلى حدّ أن تنظر إلى حذائك، أو تضع رأسك في حجرك).
  3. ضع حوضاً أو قطعة قماش مبلّلة على حجرك لالتقاط أي قطرات دم.
  4. استخدم إصبعي الإبهام والسبابة لضم الجزء الناعم من أنفك معاً (وليس الجزء العظمي).
  5. استمر في قرص أنفك لمدة 10 دقائق على الأقل (شاهد الساعة أو اضبط مؤقتاً).
  6. إذا لم يتوقف، كرّر ذلك لمدة 10 دقائق أخرى.
  7. إذا استمر النزيف، يكون قد حان الوقت لطلب الرعاية الطبية الطارئة.

انتبه، عندما تشعر بالقلق بشأن تدفق الدم من أنفك، فقد يبدو الوقت مختلفاً بعض الشيء، لذا استخدم مؤقتا. فما يبدو كأنه وقت طويل جداً يكاد لا ينتهي، قد يكون في الواقع بضع دقائق فقط.
من المهم تجنب إغراء التخلص من الضغط قبل انتهاء تلك الدقائق العشر، لأنه في كل مرة ترفع يدك لتلقي نظرة خاطفة لمعرفة ما إذا كان قد توقف النزيف، يكون عليك إعادة تشغيل المؤقت من جديد.

صحيح أنه سيكون الأمر غريباً، وغير مريح أن تمسك أنفك لمدة 10 دقائق كاملة، فهي ليست مهمة سهلة، لكن الأمر يستغرق من 8 إلى 10 دقائق حتى تبدأ بروتينات الفيبرين في الدم تكوين جلطة لوقف النزيف. وإذا أفلتّ يدك قبل الوقت المناسب والمحدّد، فإن الجلطة ستذوب ويجب على جسمك أن يبدأ من جديد.

إذا كان الدم لا يزال يتدفق بعد جولتين من الإمساك بأنفك لمدة 10 دقائق، فقد حان الوقت للحصول على رعاية طبية طارئة. وبمجرد الوصول إلى الطوارئ، قد يعالج مقدمو الرعاية الصحية نزيف أنفك عن طريق لفّه بشيء، مثل الشاش، أو إسفنجات الأنف الخاصة.

لاحظ أنه على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يطلبون منك وضع شيء ما، مثل المناديل الورقية، أو السدادات القطنية، في أنفك لامتصاص الدم، إلا أن الأطباء لا ينصحون بفعل ذلك، إذ من المرجح أن تهيج بطانة أنفك وتتسبب بالمزيد من النزيف.

وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب المعالج بالكي، لإغلاق الأوعية الدموية النازفة.

نزيف الأنف المتكرر

يتساءل البعض: كم مرة يجب أن يحدث النزيف حتى نعتبره كثيراً جداً؟ الإجابة تختلف من شخص إلى آخر. ولكن في كل الأحوال، إذا كان نزيف الأنف المتكرر يؤثر في حياتك، فمن المناسب زيارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة.

على سبيل المثال، إذا كان طفلك يعاني نزيفاً في الأنف مرتين في الأسبوع، ويضطر إلى مغادرة الفصل الدراسي لمدة نصف ساعة لمعالجته، فهذا سيؤثر في وقته وأدائه في المدرسة. لذلك من المهم فحصه للوقوف على السبب. أو إذا كنت تستيقظ في منتصف الليل مع ملاءات ملطخة بالدماء لبعض الوقت، فسيكون ذلك كافياً لبعض الناس ليقولوا إن هذا غير مقبول ويجب البحث عن حلّ، أو علاج.

الأسباب المحتملة لنزيف الأنف المتكرر

يمكن أن يكون نزيف الأنف المتكرر عند الأطفال ناتجاً عن شيء ما، مثل أن طفلك قد أدخل إصبعه في أنفه، وهذا أمر شائع بشكل خاص في الطقس البارد، عندما يكون أنف الطفل أكثر عرضة للجفاف.

قد لا يكون السبب وراء معاناة الأطفال والبالغين من نزيف متكرر في الأنف، سوى الهواء الجاف الذي يهيّج أنوفهم. في تلك الحالة، قد تستفيد من بعض التغييرات البسيطة لترطيب الممرات الأنفية، مثل رذاذ ملحي، أو كريم الأنف المرطّب.

إذا لم تنجح هذه التدابير في حل المشكلة، فتحدث مع الطبيب الذي قد يبحث عن أسباب أخرى، مثل الحاجز المنحرف، أو الأسباب الأقل شيوعاً لنزيف الأنف المتكرر، مثل أورام الأنف، أو اضطرابات النزيف، أو حالة تسمى توسع الشعيرات النزفي الوراثي، وهو اضطراب وراثي يؤثر في تكوين الأوعية الدموية. ونادراً ما يرتبط نزيف الأنف المتكرر عند الذكور المراهقين بورم حميد يسمى الورم الليفي الوعائي الأنفي البلعومي.