التسمم الغذائي هو حالة تحدث نتيجة تناول أطعمة، أو مشروبات ملوثة، تحتوي على بكتيريا، أو فيروسات، أو طفيليات يمكن أن تتكاثر في الجسم. وتشمل المصادر البكتيرية الشائعة للتسمم الغذائي: السالمونيلا، والإشريكية القولونية، والليستيريا.
يعاني ما يصل إلى 30% من سكان البلدان الصناعية (بما في ذلك كندا واليابان وأستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة و18 دولة أوروبية)، التسمّم الغذائي كل عام. ويسبب التسمّم الغذائي أعراضاً مختلفة، مثل التقيؤ، والغثيان، والحمّى، والتشنج. قد تبدأ الأعراض في غضون ساعات قليلة من تناول الطعام الملوّث، أو بعد مرور أسبوع واحد، ويمكن أن تستمر من نحو 24 ساعة، إلى نحو أسبوع.
وعادة ما تتلاشى مشكلة التسمّم الغذائي وحدها، مع مرور الوقت، ومع استخدام العلاجات المنزلية. ومع ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص الجفاف بسبب هذه الحالة، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
أعراض شائعة للتسمّم الغذائي
كما هو واضح من اسمه، يؤدي التسمّم الغذائي إلى أن تطلق البكتيريا السموم في جسمك، وهذا ما يجعلك تشعر بمرض شديد. وتشبه أعراض التسمّم الغذائي، إلى حد كبير، أعراض إنفلونزا المعدة، والتي تكون نتيجة لمرض فيروسي.
والغثيان هو أحد أكثر الأعراض الشائعة للتسمّم الغذائي. فقد تشعر بالغثيان لدرجة أنك لا ترغب في تناول، أو شرب أي شيء.
وتشمل أعراض التسمم الغذائي الشائعة الأخرى:
- الإسهال الذي قد يكون مصحوباً بخطوط من الدم.
- التقيؤ
- ألماً أو تشنجاً في البطن
- حمّى
- صداعاً
أعراض الجفاف الناجم عن التسمّم الغذائي
من المهم التعرف إلى أعراض الجفاف الغذائي، حيث يمكن أن ينجم ذلك عن التسمّم الغذائي بسبب كثرة التقيؤ، أو الإسهال، أو الحمى، أو لأنك تشعر بالغثيان الشديد بحيث لا تستطيع الشرب.
تشمل أعراض الجفاف:
- العطش الشديد
- فماً جافاً
- جلداً جافاً
- التبوّل أو التعرّق بشكل أقلّ من المعتاد
- لون البول أغمق
- تعباً
- دوخة
أعراض أكثر خطورة ناجمة عن التسمّم الغذائي
قد تواجه أعراض تسمّم غذائي أكثر خطورة تشير إلى الحاجة إلى الحصول على رعاية طبية فورية.
ومن هذه الأعراض:
- تغيّرات في الحالة الذهنية، مثل الارتباك
- ست نوبات إسهال، أو أكثر، في اليوم الواحد
- الإسهال الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أيام
- عدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل في الجسم بسبب التقيؤ المتكرّر
- ألم شديد في البطن أو المستقيم
- براز أسود قطراني
- حمّى تتجاوز 38.9 درجة
كما تشمل أعراض الجفاف الشديد:
- سرعة التنفس أو سرعة ضربات القلب
- قلّة التبول
- إرتباكاً
- إغماء
أعراض عصبيّة نادرة بسبب التسمّم الغذائي
هناك سموم مختلفة يمكن أن تسبب التسمم الغذائي، وقد تسبب بعضها ظهور أعراض في الجهاز العصبي، إضافة إلى الأعراض المرتبطة بالمعدة. وهذه الحالات نادرة الحدوث، ولكنها يمكن أن تكون خطرة. ومن الأمثلة على ذلك التسمّم الغذائي بسبب سمّية المحار، أو ما يسمى بالتسمّم الوشيقي:
التسمّم الوشيقي، وهو مرض خطر ناجم عن سمّ من بكتيريا كلوستريديوم بوتولينوم، الموجودة في التربة. يمكن أن يكون سببه تناول طعام ملوّث بالسّم، أو عندما ينتج جرح ملتهب السّم. ويحدث غالباً بعد تناول الأطعمة المخمّرة، أو الأطعمة التي لم يتم تعليبها بشكل صحيح، بخاصة الأطعمة منخفضة الحموضة، مثل الفاصوليا الخضراء، والبنجر، والبطاطس.
وعادة ما تظهر أولاً الأعراض المرتبطة بالرأس، مثل الصّداع، وعدم وضوح الرؤية، ثم تبدأ الأعراض بالزحف إلى مناطق أخرى، مثل ضعف عضلات الأطراف. ومن المحتمل أن يواجه الشخص هذه الأعراض بعد نحو 18 إلى 36 ساعة من تناول الطعام الملوث.
أعراض التسمّم الوشيقي:
- صداع
- وخز أو تنمّل في الجلد
- ضعف
- ازدواج أو عدم وضوح الرؤية
- تدلّي الجفون
- كلام غير واضح
- شلل
ويمكن أن تكون أعراض التسمّم الغذائي المرتبطة بالجهاز العصبي خطرة، وربما مميتة، لذلك تتطلب عناية طبية فورية.
أعراض التسمّم الغذائي عند الأطفال
يمثل الأطفال نحو 40% من حالات التسمم الغذائي. ويمكن أن يكون التسمّم الغذائي خطراً على الأطفال، لأن حالتهم قد تكون أكثر خطورة. ولا يتمتع الرضّع والأطفال دون سن 5 سنوات بجهاز مناعة مكتمل النمو، ونتيجة لذلك، يكونون أقلّ قدرة على محاربة البكتيريا التي تسبب عادة التسمّم الغذائي.
وغالباً ما تتشابه أعراض التسمّم الغذائي عند الرضّع والأطفال مع الأعراض عند البالغين. وقد ترى أعراضاً مثل:
- إسهال
- غثيان
- آلام في المعدة
- تقيؤ
وتشمل الأعراض الأكثر شدّة عند الرضع والأطفال الصغار:
- ارتفاع درجة الحرارة
- ألماً شديداً في البطن، أو المستقيم (ألم حول فتحة الشرج أو المستقيم، وهي منطقة الأمعاء الغليظة الأقرب إلى فتحة الشرج)
- برازاً أسود اللون أو قطراني
- برازاً فيه دم أو صديد
وقد يشكو الطفل أيضاً من أعراض في الجهاز العصبي، مثل الصّداع، أو عدم وضوح الرؤية، أو وخز الجلد، أو التنميل.
ويمكن أن يسبب الجفاف المرتبط بالتسمّم الغذائي أعراضاً مختلفة عند الرضّع والأطفال، مثل:
- جفاف الفم أو اللسان
- بكاء بلا دموع
- عدم تبليل الحفاضات لمدة ثلاث ساعات على الأقل
- النعاس الشديد أو النعاس
- تهيّج
- ارتفاع درجة الحرارة
إذا كان طفلك الرضيع أو طفلك يعاني هذه الأعراض، فاحصل على الرعاية الطبية فوراً. والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات هم أكثر عرضة بثلاث مرات للدخول إلى المستشفى بسبب التسمّم الغذائي بالسالمونيلا.
التسمّم الوشيقي عند الأطفال الرضّع
يمكن أن يصاب الأطفال بالتسمم الوشيقي نتيجة تناول أبواغ البكتيريا الموجودة في التربة، أو العسل. ولهذا السبب يجب على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة عدم تناول العسل، بأي شكل من الأشكال.
وتتطلب علامات التسمم الوشيقي عند الرضّع عناية طبية فورية، وتشمل الأعراض التي تظهر عليهم:
- بكاء ضعيفاً أو متغيّراً
- قلّة تعابير الوجه
- إمساكاً
- عدم الاهتمام بالتغذية
- عدم الاستجابة بشكل طبيعي للتغيّرات في الضوء
- تدلّي الجفون
- صعوبة في التنفس
مراجعة سريعة
يمكن أن تظهر أعراض التسمم الغذائي، بسبب تناول طعام ملوث، على الفور تقريباً، أو بعد مرور ما يصل إلى أسبوع، بناء على سبب التسمم الغذائي. وفي حين أن العديد من الأعراض متشابهة لدى البالغين والأطفال، إلا أن الرضّع والأطفال الصغار قد تظهر عليهم أعراض مختلفة.
وعادة ما تختفي بعض الأعراض، مثل الإسهال والغثيان والتقيؤ، في غضون أيام قليلة. ومع ذلك، إذا كنت تعاني أعراضاً أكثر خطورة، أو أعراض الجفاف، يجب عليك الحصول على رعاية طبية. أما أعراض التسمّم الغذائي المرتبطة بالجهاز العصبي، مثل عدم وضوح الرؤية، أو ضعف العضلات، أو الشلل، فتتطلب رعاية طبية فورية.